Page 75 - merit 51
P. 75

‫‪73‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫شعر‬

         ‫إنها ماتت‪ ،‬تعي ُد أمي أصابعها لفنجان‬                      ‫لحمك لأبنائك لتطعمهم‬
         ‫‏أمسك ِبحرارته لتعود حي ًة تنبض بكل‬                               ‫“رغيف الذل”‬

                                ‫ما هو ساكن‬                        ‫وترويهم من ماء عينيك‬
                                                             ‫الشفقة وتعلمهم كيف تصبر‬
          ‫‏أعيد المشهد وأركض في خيالي أنادي‬
   ‫‏ع َّل الصوت كان صوتي بين َعماتي النادبات‬          ‫طقطقة الأصابع إن تشابكت ببعضها‬
                                                         ‫لتربح عضة الجوع وتكتب الشعر‬
                  ‫َحظ «زينب» والشعير ببيتها‬                   ‫بكف مفرغة من نعومة َشعر‬
   ‫وباب الجليلة والدموع بكحلها‪ ،‬وعجين كعك‬
                                                          ‫ينساب لام ًعا حرير ًّيا في باطنها!‬
        ‫التمر الذي نسيناه في طبق ولم تتذوقه‬
                                     ‫جدتي!‬            ‫فبينما أسند بكوعي على ريح تتكسر‬
                                                          ‫‏وأرفع بهذا الرأس المترع ِبدخان‬
‫بينما أسند يقيني الذي أصابه العدم ِبكل هؤلاء‬                             ‫‏سجائر “نافق”‬
      ‫أمشي ببطء لما َينقصني من متعة ِبالسرد‬
                                                  ‫‏ألتقط قريحتي من ورق أشجار الزنزلخت‬
   ‫أُجلس ِقطي على كنبة في خشبها كان يسكنه‬                 ‫‏التي سقطت لِتو ِها‪ ،‬وأعيد للعائلة‬
        ‫الضحك وفي قماشها ما َينسلَّه الرحيل‬
                                                  ‫‏أسماء ن َسوها لتوهم أي ًضا ِضرار ودكانه‬
                                      ‫أقول‪:‬‬                            ‫الفارغ من الطحين‬
                             ‫نميمة! فيصمت‬
   ‫أعيد المشهد وأقول حديثًا جانبيًّا َفيموء بملل‬      ‫‏بؤس أم خلدون وعينيها الناضحتين‬
‫“أعوي” ويرفع أذنيه أسأله إذا ما الصوت كان‬                   ‫“احتقا ًرا” وتكشيرتها المخيفة‬
                      ‫صوتي‪ ،‬فيقول ال ِجدار‪:‬‬                    ‫كلما ألقت السلام من بعيد‬
   ‫كبرت لتسأل َنفسا تقتات السؤال من قمامة!‬                 ‫تحلية أصابع زينب بعد العشاء‬
‫وقط يلعق أصابعه كلما شعر بالشبع من صحن‬                                  ‫ِبـ”النميمة” التي‬
                             ‫خيبة «مفتوح»‪.‬‬                   ‫كلما سقطت من يقيني وقلت‬
   70   71   72   73   74   75   76   77   78   79   80