Page 79 - merit 51
P. 79
77 إبداع ومبدعون
قصــة
عاطف محمد عبد المجيد
كَّلما غازلت ال َّشم ُس عيني ِه
ُ -هيّئ لي أ َّن هناك رصاص ًة في قلبه ،فأرد ُت أن اطمئنان
أخرجها! بعد أرب ٍع وأربعين دقيق ٍة وعشرا ِت الثواني التي
قض ْتها في لو ِمه وعتابه وانتقاده ،أنه ْت مكالمتها
ظ ٌّن
دعت الله أن ُيحقق له كل اللي ِن ْفسه فيه ،ظا َّن ًة أ َّن قائل ًة له:
-أنا كنت بس عايزة أطمن عليك!
ِن ْفسه فيها هي.
تناقض
اكتشاف
لفتر ٍة طويل ٍة ظنَّها تخ ُّصه وحده بقولها: بعدما تركته وحي ًدا ،يملأ الحز ُن قل َبه على فراقها،
قالت له رسال ُتها:
-صباح الورد والياسمين.
لكنه اكتشف مؤخ ًرا أ ّن هذه هي تحيتها للجميع. -عامل إيه حبيبي؟
غزل خلود
حين رأ ْت عيني ِه في الشم ِس قالت له:
بعد سفره ،وهي تسير في أحد الشوارع التي كانا
-دي لحظة تاريخية. كثي ًرا ما يسيران م ًعا فيها ،ش َّمت رائحة حبيبها،
ومنذ لحظتها وهو يطير تي ًها كلما غازلت الشمس فعادت إلى الوراء تبحث عنه ،وبعد أن تذكر ْت أنه
عينيه. سافر منذ فتر ٍة ،ضجك ْت وقالت:
-والله يا زفت أنت هتجنن أمي ،ماشية أد َّور عليك!
رفض
اشترط ْت عليه ألا ي ْقربها يو َم غسيلها ،ولمّا وافق حنان
حن ًّوا عليها ،أصبح ْت تغس ُل طوال الأسبوع. بيدها الحنون ،أغلقت عليه باب غرفته وهو نائم،
دعاء حتى لا يزعجه صوت تجهيز الطعام.
وهما م ًعا ،راح ْت تلومه ح َّد التوبيخ ،قائل ًة له: زفاف
-منَّك لله يا أخي.
الليلة ،اكتشف مصادف ًة أن زواجه بالأحزان
بعدما افترقا ،هاتف ْته قائل ًة: ليس زوا ًجا مسيحيًّا ،لذا طلقها في الحال ،ودخل
-والله دعيت لك دعاء ،يا رب يكون من نصيبك! بالسعادة ،حتى دون الاستعداد لمراسم الزفاف.
بقاء طعنة
طع َنه في قلبِه بس ِّكي ٍن ،وحين سألوه:
بعدما وضع ْت خاتمها في راحة يده ،ريثما تغس ُل
يد ْيها ،صار بعدها دو ًما يتنسم ،كل ثانية ،ع ْطر -لماذا فعل َت هذا؟
أجاب:
يدها الذي التصق بيده.