Page 7 - ميريت الثقافية العدد 24 ديسمبر 2020
P. 7

‫افتتاحية ‪5‬‬

  ‫قصة أو قصيدة‪ ،‬يع ِّرض نفسه للمساءلة‬         ‫آ َب‪2‬ا ُ‪2‬ؤ)ُك‪ْ ،‬مَفا ِْنم َِكن ُحالونِّ ُه َسَّنا ِء ِبإِإِ َّْذل ِن َمَأا ْه َلقِ ِْده َّن َس َل َف‬  ‫َما َن َك َح‬
   ‫والعقاب بالسجن لسنوات‪ .‬لكن الحقيقة‬                                                                                                               ‫(النساء‬
   ‫التي لا يمكن إغفالها أن تلك الثقافات لم‬    ‫َََوغطآْي ْ ُوتَر ًول ُُمهَأ ََّْننساأُ َيِف ُْنجَحِكوا ََحرٍت ُاَه ْلَُّون َْحم ِب ْا َنْ َلص ََْنعاْلُر َِيتو ْا ِْسفلَُت ْؤ ُِطمِم ْ َْعنحا َِمِتْنص َُنكَاف ْم ِمٍت ْن‬
     ‫تم ُح الفعل‪ ،‬ولم تمنع الاتصال بين من‬     ‫ََييَ ْمْنن َل ِِككَك ُُححْتَإهِاَأَّلْيإِ ََّمَلازاُن ِنَُزكَيا ْمًة ٍن َأ( َأاْو ْلون ُم ُمسْاشْشءِر ِرَك‪ًٌ5‬ةك‪(َ 2‬و)اا‪،‬لالنلَّزاَّوزاِنرَِني ُةي‬  ‫َما‬
                                                                                                                                                                                                  ‫َل‬
          ‫يريدونه‪ ،‬وإنما نقلته إلى الظلام‪.‬‬                                                                                                                                                        ‫َل‬
       ‫التعامل مع موضوع الجنس –إذن‪-‬‬           ‫إِ‪ْ03‬ن)‪َ،5‬أ َ)َور‪،‬اا ََْومد َ َرلا َأل ًةنَُّبجِ َُنمُّايْؤ َ َأحِم َْننَعًة َلَي ْإيِ ُْْكنس َْمت َْنوَأ ِكَْهنََبح ََتْه ْتنا ِكَن( ُاْفحل َأوس ُ َهحهاَّزنالِلبنَّبِ ِّي‬
   ‫يرتبط بالثقافة السائدة في مجتمع ما في‬      ‫إِ َذا آ َت ْي ُت ُمو ُه َّن أُ ُجو َر ُه َّن (الممتحنة ‪.)10‬‬
    ‫لحظة معينة‪ ،‬وليس بالدين بالضرورة‪،‬‬         ‫والملاحظ في الآيات السابقة أن «النكاح»‬
‫فالشواهد المنقولة عبر كتب التراث تقول إن‬
  ‫الأوائل‪ ،‬أصحاب الرسول وتابعيه‪ ،‬كانوا‬        ‫جاء بمعنى الزواج‪ ،‬أي في إطار العلاقة‬
‫يتزوجون ويطلقون مرات عديدة‪ ،‬ويملكون‬
    ‫السبايا ويعاشرونهن‪ ،‬ويبيعون النساء‬        ‫الشرعية بين الرجل والمرأة‪ ،‬كما جاء‬
   ‫ويشترونهن في الأسواق‪ ،‬و ُيذكر أن عبد‬
 ‫الله بن عمر كان خبي ًرا في هذا‪ ،‬يستدعونه‬     ‫بمعنى الزنا‪ ،‬أي العلاقة غير الشرعية‪،‬‬
   ‫فيقلب المرأة ويمسك مفاتنها ويقول إنها‬
‫صالحة أو لا‪ ،‬وقيل إن الحسن بن عليَّ كان‬       ‫وأي ًضا بمعنى المباشرة الشرعية دون عقد‬
 ‫مزوا ًجا ويمسك المئات ملك يمينه‪ ،‬حتى أن‬      ‫في حالة ملك اليمين‪ ،‬وجاءت بمعنى الهبة‪،‬‬
 ‫عليًّا حذر المسلمين من تزويجه‪ ،‬في الوقت‬
  ‫الذي يقتل فيه الهندوس –مث ًل‪ -‬الزانيات‪،‬‬     ‫وهو فعل اختص به القرآن النبي صلى‬
    ‫كالمسلمين في مناطق كثيرة الآن‪ ،‬وإنما‬      ‫الله عليه وسلم دون غيره‪ ،‬فض ًل عن‬
‫ينشط الفقه والفقهاء للبحث عن أثر يناسب‬
     ‫المعتقد الثقافي السائد في التراث الديني‬  ‫الآية رقم (‪ )10‬في سورة الممتحنة التي‬
  ‫لإضفاء المشروعية عليه‪ ،‬كآيات وأحاديث‬
  ‫الحجاب مث ًل‪ ،‬ويستطيعون إيجاد أسانيد‬        ‫تتحدث عن (الأجر)‪.‬‬
‫أخرى إن أرادوا الوصول إلى نتائج مختلفة!‬
                                              ‫لكن الجنس –كلفظة وكفعل‪ -‬انتقل؛ مع‬
         ‫المسألة ليست دينية على الإطلاق‪،‬‬
  ‫فالمسيحي الشرقي لا يلمس «زوجته» في‬          ‫التطور الإنساني‪ ،‬من هذا الشيوع الذي‬
  ‫الأماكن العامة هنا لأن هذا عيب لا يصح‪،‬‬
   ‫أو حرام‪ ،‬في حين يقبِّل المسيحي الغربي‬      ‫نستشفه من تاريخ المسلمين وكتاباتهم‪،‬‬
 ‫«صديقته» ويحتضنهافي الأماكن العامة في‬
  ‫الغرب‪ ،‬ويجد أن هذا أبسط حقوقه مادام‬         ‫إلى التخفي‪ ،‬حتى أصبح التلفظ باللفظ‬
  ‫لا يؤذي أح ًدا‪ ،‬والمؤسسات الشرطية التي‬
                                              ‫الصريح جريمة ُيعاقب عليها مرتكبها‪،‬‬
     ‫تحمي هذا «الفعل» في الغرب وتضمن‬          ‫ليس لأن المرأة تحررت بالكامل كنظيرتها‬
      ‫حدوثه دون تدخل أحد أو تطفله‪ ،‬هي‬
‫ذاتها التي تقبض على «مرتكبيه» في الشرق‬        ‫في الغرب‪ ،‬ولكن لأنها دخلت تحت مظلة‬
    ‫باعتباره خد ًشا للحياء العام‪ ،‬والأهم في‬
   ‫الفرق بين الحالتين أن الشخص العادي‬         ‫الذكورة‪ ،‬فهي ملك لرجل لا تبين إلا له‪،‬‬
     ‫المحايد الذي يعتبر أن «الفعل» يخدش‬
    ‫حياءه هنا‪ ،‬لا يلتفت إلى ما هو أكبر منه‬    ‫ولا تخرج ولا تعمل ولا تسافر إلا بأمره‪،‬‬

                                              ‫وفق فتاوى قديمة وحديثة عملت على‬

                                              ‫إخضاعها لسطوته‪ .‬هذه الثقافة فرضت‬

                                              ‫على أنظمة الحكم مختلفة الأشكال سبل‬

                                              ‫حمايتها مقابل تقديم شهادات لهذه‬

                                              ‫الأنظمة بالتقوى‪ ،‬كما فرضت سطوتها‬

                                              ‫على الفنون والآداب‪ ،‬فمن يرسم جس ًدا‬
                                              ‫عار ًيا من الفنانين‪ ،‬أو من يعرض قبلة أو‬
                                              ‫لمسة في فيلم‪ ،‬ومن يكتب لف ًظا حمي ًما في‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12