Page 227 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020

‫‪225‬‬ ‫ثقافات وفنون‬

‫آثار‬

‫ويرتكز التمثال على قاعدة‬ ‫الشيطان فى الخيال‬
‫خماسية الشكل من مستويين‪،‬‬ ‫الإنسانى؛ والمتمثلة فى‬
‫ينحصر بين كل ضلعين أشكال‬ ‫اللوحات الفنية مزو ًدا‬

‫نباتية وحيوانية على هيئة‬ ‫بقرنين وحوافر‬
‫سلحفاة‪ ،‬و ُمسجل على المستوى‬ ‫وذنب‪ ،‬ما أكد عليه‬
‫الأول للقاعدة اسم المثًال الإيطالي‬ ‫د‪.‬سيد القمنى من أن‬
‫الشيطان (عزازيل) عند‬
‫جيوفاني سترازا ‪G.Strazza‬‬ ‫اليهود هذا ليس سوى‬
‫وأسفل الاسم تاريخ ‪1872‬م‪.‬‬ ‫(عزازيل) الذى كان‬
‫و‪j‬وجد عصا بارزة بأحد طرفيها‬ ‫يلقب به إله الهلال البابلي‬
‫ثمرة منحوته بالقاعدة بين الرجل‬ ‫(سين)‪ ،‬وكان يصور فى‬
‫هيئة التيس‪ ،‬أو على الأرجح‬
‫والماعز‪ ،‬وأمام الماعز وخلف‬ ‫أنه كان إله التيوس مرم ًزا له‬
‫الرجل سلم موضوع في وضع‬ ‫بالهلال‪ ،‬للتشابة بين الهلال‬
‫أفقى وبجواره ثعبان متداخل ما‬
‫بين الجذع الأصلى للنخلة ونخله‬ ‫وبين قرنى التيس‪)2(.‬‬
‫وهناك تفسير آخر لهذه القرون‬
‫صغيرة ملتصقه به‪.‬‬
‫ولم يهدأ عقلى منذ سمعت وقرأت‬ ‫فى حضارات مصر والهند‬
‫والإنكا والمايا‪ ..‬ألا وهو مذنب‬
‫أسم التمثال الشيطان‪ ،‬وبدات‬ ‫الزهرة‪ ،‬حين كان مزينًا بقرنين‬
‫رحلة الشك فى المعلومات الشفوية‬ ‫قبل أن يصبح كوكبًا‪ ،‬وأحدث‬

‫والموثقة بالعديد من الأسئلة‪،‬‬ ‫دما ًرا هائ ًل فى العالم‪ ..‬فتقرب‬
‫أولها كيف لشيطان أن يلعب مع‬ ‫الناس إليه حبًّا لهذه القرون أو‬
‫ماعز حول نخلة مباركة؟! ولماذا‬
‫خو ًفا منها‪)3(.‬‬
‫لم يختر المثال جذع أى شجرة‬
‫أخرى غير النخلة مث ًل؟ كما أن‬
‫الأمر لو كان كذلك فلماذا لم يختر‬
‫اللون الأسود للرجل والماعز على‬
‫حد سواء‪ ..‬وهو اللون المفضل‬
‫لتصوير الشيطان والليل‪ ،‬وهو‬

‫مجاله الحيوى (‪.)4‬‬
‫وتذكرت تمثال النبى موسى‪ ،‬وله‬

‫قرنا ثور‪ ،‬أعظم وأشهر أعمال‬
‫مايكل أنجلو‪ ،‬والموجود الآن فى‬
‫كنيسة سان بيتر بروما‪ ،‬ولعلكم‬
‫تذكرون أي ًضا تصاوير الإسكندر‬
‫ذي القرنين‪ ،‬وكورش الأكبر ذي‬

‫القرنين‪ ،‬وآمون ذي القرنين‪.‬‬
‫وأخذت تلك الأسئلة تؤرقنى‬
‫وتبحث عن إجابات شافية‪ ،‬وعلى‬
‫مدار عام ونصف العام من البحث‬
‫والقراءة القائمة على الدرس‬