Page 226 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 226

‫العـدد ‪23‬‬                        ‫‪224‬‬

                                   ‫نوفمبر ‪٢٠٢٠‬‬

                                   ‫شيطان‬

‫فندق الماريوت!!‬

                                                ‫د‪.‬رضا عبد الرحيم‬

  ‫ذيل الماعز التى تحاول الهروب‬           ‫بقصور الأساطير‪ ،‬وعندما‬         ‫كلف إسماعيل باشا مهندس‬
   ‫منه‪ ..‬وقد أطلق عليه العاملون‬        ‫اشتاقت إلى زهور الكرز التى‬         ‫البلاط الخديوى (يوليوس‬
    ‫بالفندق اسم تمثال الشيطان‪،‬‬        ‫أحبتها فى إسبانيا‪ ،‬أمر بغرس‬
‫فمن المعروف ‪-‬عمو ًما‪ -‬أن التأمل‬     ‫شجيرات منها تحت نافذة غرفة‬         ‫فرانس) عام ‪1963‬م بتصميم‬
 ‫والتخمين لا يزدهر إلا مع غياب‬       ‫نومها بالسراى‪ ..‬وأصبح قصر‬         ‫قصر بجزيرة الزمالك‪ ..‬فشيد‬
    ‫المعرفة اليقينية‪ ،‬وهذا يذكرنا‬     ‫الجزيرة العظيم بعد ذلك فندق‬
  ‫بقصة المرأة مع الجاحظ‪ ،‬عندما‬                                              ‫له (سراى الجزيرة) على‬
                                             ‫عالمى باسم ماريوت‪)1(.‬‬     ‫غرار (قصر الهمبرا) بغرناطة‬
     ‫طلبت من الصائغ أن يصنع‬              ‫وداخل فندق ماريوت يقف‬      ‫‪-‬الإمبراطورة أوجينى من مواليد‬
  ‫لها حلى عليها صورة الشيطان‪،‬‬         ‫ثمانية عشر تمثا ًل من الرخام‬   ‫غرناطة سنة ‪1826‬م‪ -‬بأسلوب‬
                                      ‫ترجع إلى أواخر القرن التاسع‬      ‫رومانسى جديد‪ ..‬وانتهى منه‬
    ‫فأخبرها بأنه لا يعرف شكل‬         ‫عشر‪ ،‬ويستقبلك فى بهو الفندق‬       ‫عام ‪1868‬م‪ ..‬واستخدم كمقر‬
‫الشيطان‪ ،‬فأحضرت إليه الجاحظ‬         ‫تمثال رخامى بارتفاع ‪ 152‬سم‬         ‫لإقامة الإمبراطورة (أوجينى)‬
                                        ‫لرجل عارى الجسد‪ ،‬وماعز‪،‬‬      ‫وحاشيتها (حوالى ثلاثين خاد ًما‬
     ‫وقالت للصائغ إنه شكل هذا‬         ‫بينهما جذع نخلة مثبت بأعلاه‬   ‫بالإضافة إلى حلاق البلاط) خلال‬
       ‫الرجل (لدمامة الجاحظ)‪.‬‬            ‫صينية من الرخام مضافة‬      ‫احتفالات افتتاح قناة السويس فى‬
                                     ‫حديثًا‪ ،‬والرجل له ذيل وقرنين‬
  ‫المؤسف فى الأمر أن هذا النعت‬     ‫ورجليه على هيئة رجل الماعز (لها‬              ‫‪ 16‬نوفمبر ‪1869‬م‪.‬‬
‫‪-‬تمثال الشيطان‪ -‬ليس فقط قو ًل‬      ‫حوافر)‪ ،‬ممس ًكا بيده اليمنى جذع‬  ‫وكانت ترتيبات الخديو إسماعيل‬
                                   ‫النخلة‪ ،‬بينما يمسك بيده اليسرى‬    ‫لزيارة الإمبراطورة غير عادية‪..‬‬
 ‫شفهيًّا تردده ألسنة العاملين فى‬
‫الفندق كما ذكرت آن ًفا‪ ،‬بل ُمسجل‬                                        ‫وسخر كل الإمكانيات ليجعل‬
                                                                      ‫من سراى الجزيرة شيئًا أشبه‬
  ‫فى سجلات قيد الآثار الرسمية!‬
       ‫ولعل ما يفسر لنا صورة‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230