Page 6 - ميريت الثقافية- العدد 23 نوفمبر 2020
P. 6
العـدد 23 4
نوفمبر ٢٠٢٠
افتتاحية
(ضعف) أبي بكر مَّثل (القوة) التي أراد سمير درويش
عمر بن الخطاب الاستناد إليها في
سجاله مع الأنصار حول أحقية هذا رئيس التحرير
الفريق أو ذلك في خلافة النبي :الذين قوة ال َّض ْعف..
تحملوا اضطهاد قريش وهاجروا معه
وض ُّحوا بأمانهم وأموالهم وعائلاتهم، لماذا ق َّدم عمٌر أبا بكٍر على
نف ِسه في السقيفة؟
أم الذين ناصروه وساندوه وتجَّندوا
في جيوشه وحاربوا حروبه ..القوة
المباشرة لم تكن كافية لحسم السجال،
لأنه ثمة قوى عديدة ،كل منها تمتلك
شعاراتها ومواقفها وتاريخها.
من بطون قريش أقل شأ ًنا وعزوة من الروايات تقول إن عمر بن الخطاب
كثيرين من الصحابة الذين هاجروا مع
النبي ،مع ذلك كان يرى أنه الأحق لأنه أخرج أبا بكر الصديق من عند النبي،
الأقوى ،وربما سلَّم من حوله له بذلك، الذي كان يحتضر ،واصطحبه إلى
بدليل أن أبا بكر ذهب معه إلى السقيفة
–تار ًكا النبي يحتضر بين أيدي أقربائه سقيفة بني ساعدة ،لما علم أن الأنصار
اجتمعوا فيها لاختيار خليفة منهم،
المقربين -وهو يعلم نيته ورغبته في باعتبار أن المدينة مدينتهم ،وأن
الحكم. القرشيين المهاجرين ضيوف عليهم،
الروايات تقول إنهم حين وصلوا إلى وأنهما -عمر وأبو بكر -أخذا معهما
اجتماع السقيفة كان الأمر قد انعقد سعد بن أبي وقاص حين قابلهما
على مبايعة سعد بن عبادة ،كبير قبيلة
الخزرج ،وقيل تمت مبايعته بالفعل، صدفة في الطريق .تقول الروايات إن
وقيل لم تتم ،ليس هذا اهتمامي الآن، عم ًرا كان يريد أن يصل إلى الجمع
لكن ما أود التركيز عليه هو تغير قبل أن ينتهوا إلى قرار طالبًا الخلافة
قرار عمر بن الخطاب من اختياره هو لنفسه ،باعتباره الرجل القوي فيمن
يحيطون بالنبي بعد استشهاد حمزة
خليفة لرسول الله ،إلى اختيار أبي بن عبد المطلب ،كان القوي لكنه أصغر
سنًّا من أبي بكر ،وينحدر من بطن