Page 16 - Nn
P. 16

‫العـدد ‪35‬‬   ‫‪14‬‬

                                                  ‫نوفمبر ‪٢٠٢1‬‬

     ‫له وضع خاص داخل المهرجان‪ ،‬نظ ًرا لألاعيب‬         ‫الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي‪ ،‬وظهرت‬
   ‫سياسية تتعلق بالمصريين والفلسطينيين‪ ،‬وطب ًعا‬     ‫صور وفيديوهات تؤكد أنهم انتشلوه‪ ،‬وأصدرت‬
                                                   ‫وزارة الداخلية بيانات‪ ،‬اتضح أنه لم يكن هناك أي‬
      ‫قطر موجودة والإخوان موجودون في الفيلم‬
                                  ‫وخارج الفيلم!‬          ‫ميكروباص ولا ركاب ولا سائق ولا حادثة!‬
                                                      ‫كتب الجميع واجتهدوا في تشريح حالة السينما‬
       ‫بدأ الناس يتحدثون عن ملف محمد حفظي‪،‬‬
      ‫ومغامرات حفظي في عالم الإنتاج السينمائي‪،‬‬            ‫في مصر‪ ،‬واجتهد آخرون فكتبوا عن الفقر‬
   ‫وصولاته وجولاته في صناعة السينما في مصر‪،‬‬              ‫والعشوائيات في مصر‪ ،‬وعن نكبات السينما‬
                                                  ‫وتدهور أحوالها‪ ،‬وانحدار أوضاع التمثيل والممثلين‬
        ‫ومعاركه واختلافاته وشراكاته وفض هذه‬          ‫وصناعة السينما ككل‪ .‬وكان من الواضح طوال‬
    ‫الشراكات‪ ،‬ونجوميته في عالم المهرجانات‪ ،‬ومن‬    ‫الوقت أن هناك استحسان من أطراف ما‪ ،‬وتشجيع‬
    ‫ضمنها الجونة في السابق‪ ،‬وطرقه وأساليبه في‬         ‫من أطراف أخرى‪ ،‬ورضاء غير عادي حتى من‬
   ‫الدعاية والإعلان‪ ،‬وتكوين اللوبيات! وكما حدث‬    ‫الدولة نفسها بمعناها السياسي‪ .‬واشتعلت حالة من‬
                                                    ‫الرواج والتفاعل و»النقد!» و»المعارضة الشرسة!»‬
     ‫«الاحتفاء» بميكروباص الساحل‪ ،‬بدأ الاحتفاء‬         ‫التي يتناولها بعض وسائل الإعلام في الخارج‬
        ‫بشيء ما شبيه بميكروباص جديد‪ ،‬وليكن‬              ‫لتؤكد فتح المجال السياسي للنقد والمعارضة‪،‬‬
                                                      ‫وها هو افتتاح مهرجان الجونة يؤكد ذلك‪ ،‬وها‬
    ‫«ميكروباص محمد حفظي»‪ ،‬وبالذات من جانب‬             ‫هو الفيلم الذي حصل على أكبر الجوائز العالمية‬
 ‫صاحب المهرجان وأفراد أسرته‪ ،‬ومن كل قطاعات‬          ‫في أكبر المهرجانات الدولية يلقى نصيبه من النقد‬
  ‫الممثلين والممثلات‪ ،‬عدا أربعة أو خمسة أشخاص‬
                                                                     ‫والمعارضة السياسية الفاخرة‪.‬‬
    ‫قاموا بإطلاق شرارة «الميكروباص السينمائي»‬        ‫قد يتصور البعض أن هناك استغراق أو غرق في‬
   ‫لتسخين الأجواء‪ ،‬بل وقيام صحفيين وإعلاميين‬        ‫نظرية المؤامرة‪ .‬لكن بعد فرقعات افتتاح مهرجان‬
   ‫بعينهم (لا يتحركون إلا بعد التأكد من وجهتهم‬
  ‫ومن توجهات وسائل إعلامهم) بحملات إعلامية‪،‬‬            ‫الجونة‪ ،‬الذي سبقه الإعلان عن احتراق مكان‬
                                                        ‫المهرجان وبالذات المكان المركزي الذي يجري‬
     ‫وبالحديث عن الفيلم وعن استهجانهم لسلوك‬          ‫فيه الافتتاح!! ثم يخرج صاحب المهرجان نجيب‬
‫وتصرفات الأشخاص الخمسة الذين يمكن أن نطلق‬           ‫ساويرس على طريقة القادة والزعماء السياسيين‬

    ‫عليهم مجا ًزا «ركاب ميكروباص الجونة»‪ ..‬هذا‬           ‫في الشرق السعيد ليعلن بشكل استعراضي‬
 ‫الاحتفاء على عكس ما يتحدث به الكثيرون‪ .‬ويبدو‬         ‫مضحك بأن «المهرجان سيقام مهما كلفنا الأمر‬
                                                     ‫وفي موعده»!! ثم يظهر بنفس الثقة والكيد ليغيظ‬
     ‫أن الكثيرين هؤلاء فهموا الموضوع بشكل غير‬      ‫الشامتين ويؤكد انطلاق مسيرة البناء والتصحيح‬
   ‫دقيق‪ ،‬مثلما فهموا تصريحات الرئيس عن حرية‬         ‫والإطفاء! ثم يحدث ال ُبم» الكبير في حفل الافتتاح‪،‬‬
                                                     ‫ويختلط الحابل بالنابل‪ ،‬وتتدخل جمعيات حقوق‬
     ‫العقيدة بشكل مضحك تسبب حتى في سخرية‬             ‫الإنسان على جمعيات الفيمينيزم للدفاع تارة عن‬
    ‫الصحفيين الحكوميين منهم! كانت تجري حالة‬         ‫حق المرأة في التعري‪ ،‬وتارة عن حقها في التحشم‪،‬‬
    ‫تضخيم غير عادية لا يمكن فهمها إلا في سياق‬      ‫وتارة أخرى عن حقها في عدم إظهار عرقوبها‪ .‬ثم‬
                                                    ‫فوجئت «الجماهير العريضة» التي يجري هندسة‬
                          ‫«ميكروباص الساحل»‪.‬‬          ‫عقلها تدريجيًّا بأن أحد منتجي الفيلم هو محمد‬
 ‫لقد قامت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم‬      ‫حفظي مدير مهرجان القاهرة السينمائي‪ .‬وهو‬

   ‫بتكريم السادة صناع فيلم «ريش» بعد أن أكدوا‬           ‫أي ًضا أحد ممولي فيلم «كباتن الزعتري» الذي‬
      ‫للجمهور «الفوز بالجائزة الكبرى في مسابقة‬     ‫يتناول موضوع غزة وقطر والإخوان‪ .‬وهذا الفيلم‬

   ‫أسبوع النقاد في الدورة الـ‪ 74‬من مهرجان كان‬
    ‫السينمائي الدولي»‪ ،‬وذلك خلال الاحتفالية التي‬
‫نظمها المركز القومي للسينما برئاسة السيناريست‬
     ‫محمد الباسوسي بقاعة ثروت عكاشة بالمركز‬
  ‫القومي للسينما‪ ،‬بحضور رئيس الرقابة في مصر‬
 ‫الدكتور خالد عبد الجليل‪ ،‬الذي هو أي ًضا مستشار‬
   11   12   13   14   15   16   17   18   19   20   21