Page 169 - Nn
P. 169

‫حول العالم ‪1 6 7‬‬

‫جان بيير روجيل‬  ‫تشارلز داروين‬      ‫ألدو ليوبولد‬                            ‫ماديسون»‪ ،‬حتّى وفاته‬
                                                                           ‫المأساو ّية في أبريل سنة‬
‫هذا النّ ّص‪« :‬يجب أن نحتفظ‬            ‫أسرع‪ ،‬كما يلاحظ‪ ،‬ولكنّه‬           ‫‪ .1948‬كان ذلك في الواقع‪،‬‬
 ‫بك ّل ترس وميكانيزم‪ ،‬فك ّل‬              ‫يساهم في إفقار النّظم‬           ‫خلال إنقاذ جاره المزارع‪،‬‬
 ‫ترس يش ّكل أساس العا ِمل‬                                             ‫أثناء حريق في الغابة‪ ،‬إذ تو ّف‬
‫الماهر‪ ،‬ولكن هل تعلّمنا نحن‬         ‫الإيكولوجيّة للغابات‪ .‬ناهيك‬          ‫بنوبة قلبيّة عن عمر ناهز‬
  ‫الحفاظ على جميع تروس‬                   ‫عن ِعلم المسؤولين به‪،‬‬         ‫الواحد وال ّستّين عا ًما‪ ،‬عندما‬
                                                                           ‫ت ّم قبول مخطوطه للت ّو‪،‬‬
   ‫آلية الأرض؟»‪ ،‬إ ّنه سؤال‬        ‫ولكن –لأسباب تتعلّق بال ّربح‬        ‫«تقويم من مقاطعة ال ّرمال»‪،‬‬
                 ‫بليغ ج ًّدا‪.‬‬      ‫الفور ّي‪ -‬نستم ّر في التّصرف‬             ‫الذي سيصدر كتا ًبا في‬
                                    ‫كما لو أ ّننا لم نف ّكر في درس‬      ‫العام التّالي‪ ،‬ولم ُيترجم إلى‬
  ‫يبدو مفهوم ألدو ليوبولد‪،‬‬                                             ‫الفرنسيّة حتّى سنة ‪.1995‬‬
 ‫عن ال ّطبيعة‪ ،‬قريبًا من ِعلم‬                 ‫غابة سبيسارت‪.‬‬             ‫حاول ألدو ليوبولد تسليط‬
 ‫كونيّات ال ّشعوب الأصليّة‪،‬‬           ‫لا تزال هذه الكلمات التي‬
                                    ‫م ّر عليها سبعون عا ًما‪ ،‬ذات‬             ‫ال ّضوء‪ ،‬في العديد من‬
    ‫وخا ّصة الهنود الحمر‪،‬‬          ‫صلة بما يحدث اليوم‪ .‬فمث ًل‬          ‫مقالاته‪ ،‬على المشاكل البيئيّة‬
  ‫أو من نظر ّية «غايا»‪ ،‬التي‬            ‫في كيبيك‪ ،‬يستم ّر زحف‬           ‫النّاجمة عن العمل البشر ّي‬

     ‫ترى الأرض كائنًا حيًّا‬             ‫تساقط الغابات مدفو ًعا‬           ‫ال ّطائش‪ .‬على سبيل المثال‪،‬‬
   ‫عالميًّا‪ ،‬ولكن نقطة البداية‬        ‫بإعانات ال ّدولة‪ ،‬على ال ّرغم‬      ‫فهو قلق بشأن الاستيلاء‬
‫مختلفة‪ ،‬إ ّنها نظر ّية التّط ّور‪.‬‬      ‫من الآثار البيئيّة ال ّسلبيّة‬  ‫على الأهوار والمستنقعات عن‬
 ‫حيث يقول‪ :‬بفضل تشارلز‬                                                  ‫طريق ال ّزراعة‪ ،‬إذ يذ ّكر أ ّن‬
 ‫داروين‪ ،‬تعلّمنا أ ّن الإنسان‬             ‫ال ّظاهرة‪ ،‬والنّتيجة أن‬        ‫هذه «الأراضي التي تعتبر‬
   ‫«ليس سوى رفيق متن ّقل‬            ‫تدهورت هذه الغابات الغنيّة‬           ‫عديمة الفائدة» تلعب دو ًرا‬
 ‫للأنواع الأخرى في ملحمة‬                                                ‫أساسيًّا‪ :‬فهي تؤوي تن ُّو ًعا‬
                                       ‫ج ًّدا‪ ،‬وأفق َرها الاستغلال‬        ‫كبي ًرا من الأنماط النّباتيّة‬
     ‫التّط ّور‪ ،‬وكان يجب أن‬            ‫ال ّصناع ّي المتف ّشي‪ ،‬وهذا‬        ‫والحيوانيّة‪ ،‬وتن ّقي المياه‬
 ‫يمنحنا هذا الاكتشاف‪ ،‬منذ‬             ‫يجب دفعنا إلى استعادتها‬         ‫المل ّوثة‪ ،‬وتعمل مثل الإسفنج‪،‬‬
 ‫زمان‪ ،‬شعو ًرا بالأخ ّوة مع‬           ‫بذكاء –وهو ما لا نفعله‪.-‬‬            ‫وتمنع الفيضانات وتآكل‬
                                     ‫حيث يقول ألدو ليوبولد في‬           ‫ال ّضفاف‪ .‬لنأخذ مثا ًل آخر‪،‬‬
                                                                       ‫فقد شعر بالحزن عندما زار‬
                                                                         ‫غابة سبيسارت في ألمانيا‪،‬‬

                                                                            ‫لرؤيته الفرق بين ثراء‬
                                                                        ‫الأنواع الحيوانيّة والنّباتيّة‬
                                                                        ‫على المنحدر الجنوب ّي‪ ،‬الذي‬
                                                                        ‫يغلب عليه ال ّسنديان‪ ،‬وبين‬
                                                                        ‫الفقر على المنحدر ال ّشمال ّي‪،‬‬

                                                                            ‫الذي كان يبدو شدي ًدا‪،‬‬
                                                                           ‫اللّه ّم إذا استثنينا إعادة‬
                                                                       ‫غرس أشجار ال ّصنوبر فيه؛‬
                                                                         ‫فـ»الغلاف يسمح بأرباح‬
   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174