Page 91 - m
P. 91
89 إبداع ومبدعون
الشعر في اليمن
الشوارع دوني
الأصدقاء بدلوا وجوههم
لم يعد يجمعنا القات ولا الزنجبيل
لم يكن ربع قرن إذن
كان وه ًما ..مجرد وهم لذيذ لفتى
في الغياب
سقطت بلا طعم كما يسقط الصمغ
عن الأشجار
أتحدث إلى نفسي عنِّي
وهي لا تذكر عني شيئًا
وحدهم الدائنون من يتذكرني
ويكتب الرسائل لأجلي
وحدهم الدائنون من يأبه لي
وحدهم من يقلق حين لا أفتح
الواتس آب
*** ومن ثم لم يعد كما كان لا أولياء ولا نايات
لم يعد عاشق البعيثران والوزاب انتفاخ ميت فحسب
أريد أن أعرف الآن -ولو قلي ًل- لم يعد في المهاجل ولا في الحقول يلبس التاريخ بالمقلوب ولديه فكرة
من أنا لم يعد حضو ًرا في الحيمتين ولا سيئة عن كل شيء
ماذا أفعل في غرفة بلا نوافذ خب ًرا عن تهامة ***
كلما هزني الحنين احتميت بالحيلة لم يعد سأقولها حتى الموت
سأهتف :سح ًقا لي ..في كل مكان
كقنفذ دميم سأقولها حتى الموت سأتركني في متاهة الصحراء تلهو
كلما شاهدت شل ًوا ممز ًقا كتبت عن
*** بي الضباب والجرابيع
أغنية ّما سأمشي فوقي بأحذية متقززة
كلما مات طفل بالكوليرا بحثت عن لقد نقلتني صنعاء من سطح المكتب سأركلني كعلبة مايونيز تركها
إلى سلة المهملات
طفل كنته ذات يوم العابثون في البر
لا رائحة أمل مؤكد في الغد البلبل الكحلي الذي كان يوقظني سأخجل مني كلما سأل أحدهم عن
أتصفح الوقت الذي يدب مع النمل من النوم هجر النافذة
أخباري
على الجدار جسور السايلة حذفت نفسها من سأخبئني بين أشيائي التالفة
أتصفح الجدار الذي يدب مع ألبوم صوري تلك الأشياء التي لم يعد لها نفع
الوقت عليَّ شجرة التحرير قالت إنني لم أقرأ سوى أنها جزء من ذاكرتي
أتصفح جنية حاول أن يبيعها لي كتا ًبا تحتها ذات يوم سأ َّدعي النسيان إن ذ َّكرني أحد بي
ممسوس قديم أمطار الصيف الجذلى تتسكع في سأقول إني لا أعرف ذلك الساذج
أتسقط الأوكسيجين برئة خائفة الغبي
أراكم المتابعين بل أمل في التحقق
لقد ذهب كأي معتوه إلى هناك
هكذا صرت غريب الأطوار
أفرد ذارعي ثم أسجي نفسي بلا
كفن وبلا أحضان