Page 6 - m
P. 6

‫العـدد ‪56‬‬                                   ‫‪4‬‬

                                                  ‫أغسطس ‪٢٠٢3‬‬

    ‫في هذا الفصل سأتتبع‪ ،‬من خلال‬                  ‫افتتاحية‬
‫كتب التراث نفسها‪ ،‬الأخبار والروايات‬

‫الخاصة بالطريقة التي تلقى بها‬

‫الأنبياء الوحي‪ ،‬أو بمعنى أدق‪:‬‬

‫كيف أملى الله ‪-‬أو ياهوه أو ألوهيم‬

‫أو زيوس‪ ..‬إلخ‪ -‬كتبه التي كتبها‬

  ‫بذاته العليا على الأنبياء البشريين؟‬             ‫سمير درويش‬
 ‫وكيف نقل هؤلاء الأنبياء تلك الكتب‬
‫لأتباعهم؟ وما مدى دقة ما بين أيدينا‬               ‫رئيس التحرير‬

‫الآن من كتب (سماوية)؟ أي‪ :‬هل‬

‫هذه الكتب الحالية هي النص الأصلي‬                  ‫من التوراة إلى‬
  ‫الذي أملاه الله ‪-‬لو اتفقنا أنه أملاها‬           ‫القرآن‪..‬‬
   ‫بالفعل‪ -‬أم أن ثمة تحريفات حدثت‬
 ‫عليها؟ والكلام عن (التحريفات) هنا‬

  ‫ليست وليدة هذه الكتابة‪ ،‬بل إنها‬                 ‫كيف نزلت الكتب (السماوية)‬
  ‫موجودة في كتب التراث‪ ،‬وأظهرها‬                   ‫على الأنبياء الإبراهيميين؟‬
‫أن (القرآن) يقول إن الكتب السماوية‬

 ‫ُحِّرفت‪ ..‬وفي السياق نحاول أن نعرف‬
‫كم كتا ًبا أنزله الله على الأنبياء؟ وأين‬

                   ‫هي تلك الكتب الآن؟‬

 ‫بشكل عشوائي‪ ،‬إذ لا توجد دراسات جادة‬              ‫قلت في بداية كتابي ‪-‬وأثنِّي‪ -‬إنني لست‬
  ‫تفصل بين الجيد والرديء من الأحاديث‪،‬‬
 ‫بل خب ٌط في أماكن متفرقة وحسب الحال لا‬              ‫فقي ًها دينيًّا بقدر ما أنا قارئ يحاول أن‬
                                                  ‫يعرض ما يقرأ على عقله من منظور ثقافي‪،‬‬
                      ‫تصمد سن ًدا علميًّا‪.‬‬
    ‫بداي ًة‪ :‬يقول لنا الحديث أن عدد الأنبياء‬         ‫لهذا لا يدخل في اهتمامي القول إن هذا‬
    ‫(‪ )124‬ألف نبي‪“ :‬عن أبي ذر الغفاري‪:‬‬            ‫حديث ضعيف وهذا موضوع وهذا متصل‬
  ‫قلت يا رسول الله‪ ،‬كم الأنبياء؟ قال‪ :‬مائة‬
    ‫ألف نبي وأربعة وعشرون أل ًفا‪ .‬قلت‪ :‬يا‬          ‫وهذا منفصل‪ ..‬إلخ‪ ،‬لأن القاعدة العقلية‪-‬‬
  ‫رسول الله كم الرسل منهم؟ قال‪ :‬ثلثمائة‬            ‫الثقافية عندي أن وجود حديث واحد غير‬
‫وثلاثة عشر ج ٌّم غفي ٌر‪ .‬قال‪ :‬يا أبا ذر‪ ،‬أربع ٌة‬  ‫صحيح في أي من كتب الأحاديث يطعن في‬
‫سريانيون آدم وشيث ونوح وخنوخ (وهو‬                   ‫(المنهج) الذي بني الكتاب عليه‪ ،‬وبالتالي‬
   ‫إدريس) وهو أول من خط بقلم‪ ،‬وأربعة‬                ‫لا نقيم وز ًنا للكتاب بالكامل بكل ما جاء‬
                                                  ‫فيه‪ ،‬لكن؛ أما وأننا نأخذ معظم إيماننا عن‬
                                                  ‫كتب الأحاديث‪ ،‬فلا يستقيم أن ننتقي منها‬
   1   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11