Page 7 - m
P. 7
افتتاحية 5
ثلاثون صحيفة ،وأنزل على إبراهيم عشر تمثال نصفي لحاكم
صحائف ،وأنزل على موسى قبل التوراة الإمبراطورية الأكدية،
عشر صحائف ،وأنزل التوراة والإنجيل وجد في نينوى ،يعود
والزبور والفرقان .قال :قلت :يا رسول الله! تاريخه إلى فترة القرنين
فما كانت صحف إبراهيم؟ قال :كانت أمثا ًل الثاني والعشرين أو
كلها :أيها الملك المسلط المبتلى المغرور ،فإني
لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها إلى بعض، الثالث والعشرين
ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم ،فإني لا قبل الميلاد .قد يعود
أردها ولو كانت من كافر .وكانت فيها أمثال: التمثال لسرجون .وقد
على العاقل ما لم يكن مغلو ًبا على عقله أن يعود لنارام سين حفيد
تكون له ساعات؛ ساعة يناجي فيها ربه عز
وجل ،وساعة يحاسب فيها نفسه ،وساعة سرجون
يفكر فيها في صنع الله عز وجل ،وساعة
يخلو فيها بحاجته من المطعم والمشرب ،وعلى من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك،
العاقل أن لا يكون ظاعنًا إلا لثلاث؛ تزود وأول نبي من أنبياء بني إسرائيل موسى
لمعاد ،أو مرمة لمعاش ،أو لذة في غير محرم، وآخرهم عيسى ،وأول النبيين آدم وآخرهم
وعلى العاقل أن يكون بصي ًرا بزمانه ،مقب ًل نبيك”( .السيوطي ]ت ،[٩١١:الدر المنثور ٥/
على شأنه ،حاف ًظا للسانه ،ومن حسب كلامه .)١٣٢و”عن عكرمة مولى ابن عباس :عن
من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه .قلت :يا ابن عباس ،قال :الأنبياء من بني إسرائيل إلا
رسول الله! فما كانت صحف موسى عليه عشرة :نوح وهود ولوط وصالح وشعيب
السلام؟ قال :كانت عب ًرا كلها ،عجبت لمن
أيقن بالموت ثم هو يفرح ،عجبت لمن أيقن وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق وعيسى
بالنار وهو يضحك ،عجبت لمن أيقن للقدر ثم ومحمد صلى الله عليهم ،وليس من نبي إلا
هو ينصب ،عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها ثم له اسمان إلا عيسى ويعقوب”( .الهيثمي ]
اطمأن إليها ،عجبت لمن أيقن بالحساب غ ًدا ت ،[٨٠٧:مجمع الزوائد .)٢١٣/٨لكننا لا
ثم لا يعمل”( .أخرجه :ال َّطبري في تاريخه
،120/9وابن حبَّان ،361عن أبو نعيم في نعرف من هذا الـ(ج ُّم الغفير) إلا بضعة
أنبياء ورسل.
حلية الأولياء )166/1
سيبدو السؤال هنا عن :كيف عرف النبي أما الكتب التي كتبها الله بذاته وأنزلها على
أنبيائه فهي ( )104كتا ًبا حسب «حلية
محمد (ص) هذه المعلومات بهذه الدقة، الأولياء وطبقات الأصفياء” لأبي نعيم
وكيف حفظ الصحائف القديمة؛ سؤا ًل عبثيًّا
الأصفهاني ،عن أبي ذر -أي ًضا“ :-قلت:
(أمام يقين المؤمنين بأن النبي مميَّ ٌز عن يا رسول الله ،كم كتاب أنزله الله تعالى؟
البشر العاديين وأنه لا ينطق عن الهوى)، قال :مائة كتاب وأربعة كتب ،أنزل على
وقد ض َّعف بعض الدارسين المحدثين هذا شيث خمسون صحيفة ،وأنزل على خنوخ
الحديث على أي حال ،لكن المهم أننا بإزاء
عدد ضخم من الأنبياء والرسل والكتب التي
لم تصلنا ،فلم تذكر في القرآن سوى الكتب
الثلاثة “نزل عليك الكتا َب بالح ِّق مص ِّد ًقا
لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل” (آل