Page 274 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 274
أفضل منه لا أن تسكته .إن الخيارات يظن البعض أن بإمكان المجتمع
الحزبية ببعديها الثقافي والاقتصادي حماية أقلياته عن طريق الصوابية
مسألة مصالح وتوازنات ولكل أن السياسية وسياسات الهوية
يختار ما يناسب ظروفه وقناعاته والتمييز الإيجابي لكنها مع الأسف
ويتماشى مع حسه الانساني وأن سياسات تكرس للغليان والانقسام
يمارس حريته الانتخابية في الإطار
الذي يكفله له القانون وعلى النحو والعنصرية المضادة؛ لأنها حلول
الذي يتلاءم مع تطلعاته الإيجابية من نفس طبيعة المشكلة ووجه
إلى حياة مدنية ديمقراطية تسودها
آخر للعملة ونحن لا نستطيع أن
العدالة وحكم القانون بدون أن نستخدم نفس النهج الذي تسبب
يتعرض للتهكم أو التحقير أو
التنكيل .أما أن نطالب الآخرين بأن في المشكلة في إيجاد حل لها
يكونوا نس ًخا منا وأن ينحازوا إلى
نفس تفضيلاتنا السياسية فهذا مصداقية عندما تحظى بتأييد ودعم السود فهي استراتيجية خبيثة تمهد
يعكس أفكا ًرا إقصائية استعلائية المحيطين بك وكأن إيمان الأغلبية الطريق لأعمال عنف أكثر وتوقظ
كارهة للآخر ومبررة للإرهاب بفكرة ما ،هو برهان صدقها .هذا
التأييد يزيد الأشخاص تشبثا العنصرية المضادة وتجعل المجتمع
والعنصرية المضادة. بالأفكار واعتناقا لها ومن ثم على شفا الانقسام.
يظن البعض أن بإمكان المجتمع يميلون إلى نبذ الأفكار المختلفة
حماية أقلياته عن طريق الصوابية ويعتبرون أن التعبير عن وجهات إن جرائم العنصرية يمكن
النظر المعارضة بمثابة هجوم على التصدي لها ومكافحتها عن طريق
السياسية وسياسات الهوية هويتهم .فكلمة واحدة مجتزأة من
والتمييز الإيجابي لكنها مع الأسف سياقها كفيلة بوضع المحاور في انفاذ العدالة وتطبيق القانون،
سياسات تكرس للغليان والانقسام قائمة الاتهام وقولبته في قالب لكن الأمر الأشد خطورة على
والعنصرية المضادة؛ لأنها حلول العنصرية والفاشية وإثارة الهجوم المجتمعات والذي كشفت عنه
من نفس طبيعة المشكلة ووجه آخر الأحداث الأخيرة هو تنامي ظاهرة
للعملة ونحن لا نستطيع أن نستخدم الشرس عليه إما بالتهكم والسخرية الاستقطاب والتقسيم الهوياتي
نفس النهج الذي تسبب في المشكلة أو بالسباب والطعن .وقد تسبب هذا وكراهية المختلفين سياسيًّا داخل
في إيجاد حل لها .فالعنصرية ضد في أن يحجم كثيرون عن التعبير عن المجتمع الأمريكي ،فلقد أصبح
أفكارهم وقناعاتهم لكيلا يتم اتهامهم الناس يتعاملون من خلال مجموعات
البيض ليست علا ًجا للعنصرية استقطاب معادية لبعضها بع ًضا،
ضد السود بل إدانة العنصرية بالعنصرية .أخشى أن هذا الوضع حيث يحيط كل شخص نفسه بمن
بكافة أشكالها والمطالبة بتفعيل ينأى بالمجتمع عن التوصل إلى يشبهونه ويتماثلون معه في الآراء
القانون وتحقيق العدالة والتعامل استنتاجات صائبة وعمل خيارات بينما ُيقصي عنه المختلفين .هذه
مع المواطنين على قدم المساواة البيئة المنغلقة التي ربما ساهمت
والحرص على حريات الأفراد غير محكومة بالمخاوف أو العواطف في تعزيزها وسائل التواصل
والتعامي عن الألوان والأجناس ففي اعتقادي أن أفضل طريقة للرد الاجتماعي ،خلقت منا ًخا مناسبًا
والأديان وسائر الأعتبارات المقسمة على الطرح الخاطئ أن تقدم طرحا للتشدد ،فأفكارك تترسخ وتأخذ
للمجتمع هو الحل الذي يضع
ح ًّل للقهر وينصف المظلومين
وهو الضمان الوحيد لاستقرار
المجتمعات ونموها