Page 273 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 273
273 ثقافات وفنون
أحداث
ليست مطلقة ،وعملية صنع القرار المشهد البشع الذي أشعل الانتفاضة في أمريكا
تتم في إطار تنظيمات ومؤسسات
الحقيقة هي أنه مع وقوع وأشبعه حقنًا بمشاعر الكراهية
رسمية تحكمها قواعد وقوانين الحوادث العنصرية ضد السود والاستعداء نحو الدول الغربية قد
هي التي تضبط علاقة الدولة في أمريكا إلا أننا لا نستطيع أن أتى أكله بحيث بات العداء لأمريكا
نصنفها كدولة عنصرية بحال. دلي ًل على الولاء للأمة الإسلامية
بالمجتمع وتكفل للشعب الحق في فهي -كسائر النظم الديمقراطية-
محاسبة السلطة ومساءلتها بما دولة مؤسسات تقوم على مبادئ وللقومية العربية وصار كل من
في ذلك الرئيس نفسه .تلك البيئة يخالف هذا التيار إما كافر أو خائن
الديمقراطية والحرية الفردية أو عنصري .وأضحت أمريكا ما بين
الديمقراطية المنحازة للمواطن الفرد وحقوق الانسان ،والسلطة فيها يوم وليلة رم ًزا للعنصرية المقيتة.
هي التي أوصلت شخصا أمريكيا
ذا أصول إفريقية إلى البيت الأبيض
وأبقته هناك لمدة دورتين كاملتين.
ومن باب إحقاق الحق لا نستطيع
كذلك أن نربط العنصرية بترامب
فحالات العنف ضد السود تكررت
عشرات المرات في فترات حكم
رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين
على حد سواء بل أن حركة «حياة
السود تهم» تكونت في ٢٠١٣أي
في عهد أوباما الرئيس الديمقراطي
الأسود بعد أحداث عنف عنصرية
مشابهة .لا يستطيع عاقل أن ينكر
أن السود في أمريكا كمجتمع أقلية
يعاني من مشاكل ،لكن عنصرية
البيض ضد السود ليست على
رأس قائمتها فالوضع الاقتصادي
والاجتماعي المتردي وسوء التعليم
وارتفاع نسبة البطالة والاعتماد على
المعونات الاجتماعية التي تصرفها
الدولة وانتشار المخدرات وزيادة
معدلات العنف والجريمة كلها
مشاكل تتصدر القائمة وهي بحاجة
إلى اهتمام الحكومة وإلى برامج
وخطط مجتمعية داعمة تساعدهم
على تعزيز كيانهم والانخراط بشكل
صحيح وصحي في المجتمع .أما
محاولة استرضائهم بالترويج
لفكرة أن كل البيض عنصريون وأن
«النظام» نفسه عنصري يهدف إلى
منح امتيازات للبيض على حساب