Page 269 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 269

‫رواد فن التصوير الفرنسيون ر َّوجوا‬                                             ‫الهيروغليفي والديموطيقي على‬
                                                                               ‫يد العالم الفرنسي جون فرانسوا‬
    ‫لعلم المصريات منذ ‪ 180‬عا ًما‬
                                                                                  ‫شامبليون (‪،)1832 - 1790‬‬
  ‫أول صورة التقطت في قارة أفريقيا‬                                               ‫فإننا نستطيع أن نقول أي ًضا إن‬
‫كانت لقصر رأس التين زمن محمد علي‬
                                                                                  ‫المصورين الفرنسيين الأوائل‬
    ‫إلى أهمية وروعة الآثار المصرية‬      ‫وقاما بتصوير الهرم الأكبر‪ ،‬بطريقة‬     ‫لعبوا دو ًرا أعظم في الترويج لتلك‬
 ‫القديمة‪ ،‬ما ش َّجع عشرات المصورين‬       ‫الليثوجراف‪ ،‬ونشرت الصور فيما‬
‫بعد ذلك‪ ،‬سواء من فرنسا أو من باقي‬        ‫بعد في ألبوم خاص صار من أهم‬                         ‫الحضارة عالميًّا‪.‬‬
  ‫دول أوروبا‪ ،‬على القدوم إلى مصر‪،‬‬        ‫ألبومات الصور النادرة في أوروبا‬         ‫ويشير الدكتور إبراهيم عبد‬
                                                               ‫الحديثة‪.‬‬         ‫الفتاح إلى أن الإعلان الأول عن‬
    ‫والغريب أن بعضهم استقروا في‬           ‫لقد ساعد انتشار فن التصوير‬          ‫ميلاد التصوير الفوتوغرافي الذي‬
   ‫البلاد‪ ،‬وافتتحوا عدة استوديوهات‬          ‫الفوتوغرافي واهتمام كثير من‬      ‫أطلقه الفرنسي فرانسوا أرجو سنة‬
                                        ‫الفرنسيين بتعلُّمه على اتساع نطاق‬   ‫‪ 1839‬تض َّمن ذكر آثار مصر كهدف‬
       ‫لهم في القاهرة‪ ،‬والإسكندرية‪،‬‬       ‫المهتمين بتوثيق الآثار المصرية‪،‬‬   ‫أول‪ ،‬إذ نص الإعلان على أنه «يمكن‬
   ‫والأقصر‪ ،‬وبورسعيد‪ ،‬وغيرها من‬          ‫ما دفع مصو ًرا فرنسيًّا آخر ُيدعى‬  ‫بالاختراع الجديد تحقيق الحلم الذي‬
 ‫ال ُمدن‪ ،‬واهتموا بعمل ألبومات لصور‬          ‫جوزيف دوبرمجي إلى زيارة‬        ‫لم يتح َّقق زمن الحملة الفرنسية على‬
‫فوتوغرافية تض ُّم الأهرامات‪ ،‬والمعابد‪،‬‬    ‫مصر سنة ‪ ،1942‬لكنَّه هذه المرة‬     ‫مصر (‪ )1801-1798‬في نقل كافة‬
    ‫والتماثيل القديمة‪ ،‬وبعض المقابر‬       ‫قام بالتجوال بين المدن المصرية‬        ‫النقوش الهيروغليفية على الآثار‬
                                          ‫كافة والتقاط صور للآثار والبشر‬
                        ‫الفرعونية‪.‬‬          ‫ومناحي الحياة المختلفة‪ ،‬حتى‬             ‫المصرية لدراستها بعناية»‪.‬‬
   ‫بالطبع كان الهدف الطبيعي لتلك‬          ‫إن له صو ًرا في مدن‪ :‬فوه‪ ،‬وكفر‬       ‫وفي العام ذاته‪،‬‬
    ‫الألبومات تحقيق ثروات‪ ،‬إذ كانت‬          ‫الشيخ‪ ،‬ورشيد‪ ،‬شمال القاهرة‪،‬‬       ‫وبعد شهور قليلة‬
  ‫تباع كتذكار لأي زوار أجانب يأتون‬       ‫وله كذلك صور في مدينة الأقصر‪،‬‬          ‫من الإعلان عن‬
   ‫لمشاهدة الآثار المصرية‪ ،‬حتى إن‬           ‫جنوب القاهرة‪ ،‬وما زال متحف‬         ‫الاختراع الجديد‪،‬‬
                                            ‫الميتروبوليتان بنيويورك يضم‬         ‫وصل إلى مدينة‬
     ‫بعض المص ِّورين كانوا يتبادلون‬                ‫نس ًخا من تلك الصور‪.‬‬         ‫الإسكندرية أول‬
 ‫نيجاتيف الصور م ًعا لعمل مجموعات‬        ‫ويع ُّد ألبوم دوبرمجي عن مصر‬        ‫مصورين فرنسيين‬
  ‫كاملة يبيعونها للسياح الأثرياء‪ ،‬لكن‬    ‫نقلة كبيرة في مسيرة لفت الأنظار‬     ‫وهما جوبل فيسكي‪،‬‬
 ‫ينبغي الإشارة إلى أن تلك الألبومات‬
  ‫أسهمت بشك ٍل كبير في تنامي الولع‬                                               ‫وهورس فيرني‪،‬‬
                                                                            ‫وفور هبوطهما المدينة‬
      ‫لدى المجتمعات الأوروبية عامة‬
  ‫بالحضارة المدهشة وما تكتنفه من‬                                                ‫شاهدا قصر رأس‬
                                                                              ‫التين الخاص بأسرة‬

                                                                                 ‫محمد علي وقاما‬
                                                                            ‫بتصويره‪ ،‬لتصبح هذه‬
                                                                             ‫الصورة الفوتوغرافية‬

                                                                              ‫أول صورة لمكا ٍن ما‬
                                                                                ‫داخل قارة أفريقيا‪،‬‬
                                                                               ‫ثم ق ِدما بعد ذلك إلى‬

                                                                            ‫القاهرة وزارا محمد علي‬
                                                                              ‫باشا وقاما بتصويره‪،‬‬
                                                                              ‫ُثم ذهبا إلى الأهرامات‬
   264   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274