Page 270 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 270

‫كبير بالتركيز على الآثار والعمائر‬      ‫أهرام الجيزة‪ ،‬تصوير «جوبل فيسكي» و«هورس فيرني» ‪١٨٤٣‬‬
 ‫اللافتة والغريبة‪ ،‬ما يمثِّل جذ ًبا لعين‬
 ‫المشاهد‪ ،‬ومثا ًرا لاندهاشه‪ ،‬وتتضح‬            ‫وباسكال صباح‪ ،‬وجيم باسكال‬                     ‫غموض وسحر وفتنة‪.‬‬
‫بعض تفاصيل الصور رغم شحوبها‬                                        ‫صباح‪.‬‬        ‫ويشير إبراهيم عبد الفتاح إلى أن‬

    ‫في بعض الأحيان‪ ،‬ما يؤكد قدرة‬                 ‫فيما بعد تعلَّم مصريون‪،‬‬          ‫بعض الألبومات وصلت لنا كاملة‪،‬‬
     ‫المواد المستخدمة في التصوير‬             ‫وبعض الأجانب المقيمين بصفة‬           ‫وبعضها اختفى‪ ،‬لكن على أي حال‬
                                                                                ‫فقد وصلتنا أسماء مصورين كثيرين‬
               ‫للصمود عبر الزمن‪.‬‬                ‫دائمة‪ ،‬فن التصوير من خلال‬
      ‫ومن الألبومات الباقية ألبوم‬            ‫مساعدة المصورين القادمين إلى‬           ‫زاروا مصر وسورية وفلسطين‬
     ‫كامل للمصور فرانسيس برس‬                 ‫مصر‪ ،‬وكانت الجاليتان الأرمنية‪،‬‬          ‫خلال النصف الثاني من القرن‬
   ‫يضم صو ًرا تعود للفترة من سنة‬            ‫والإيطالية‪ ،‬أكثر الجاليات الأجنبية‬      ‫التاسع عشر الميلادي‪ ،‬وشغفوا‬
     ‫‪ 1858‬إلى ‪ ،1868‬ويبدأ الألبوم‬           ‫اهتما ًما باحتراف هذا الفن الجديد‪.‬‬     ‫بعمل ألبومات شديدة الروعة عن‬
  ‫بصورة للمصور نفسه‪ُ ،‬ثم تتوالى‬            ‫والمؤسف في الأمر أنه لا توجد‬           ‫بلاد الشرق‪ .‬وكان من أبرز هؤلاء‬
 ‫باقي الصور مع شروحات مقتضبة‬                ‫بحوث وكتب باللغة العربية تؤ ِّرخ‬     ‫فرانسيس برس‪ ،‬الذي مثلت صوره‬
‫لنشاهد تماثيل ومعابد أثرية معظمها‬          ‫للمصورين الأوائل من المصريين‪،‬‬         ‫تقد ًما كبي ًرا من حيث الجودة‪ ،‬ومثل‬
‫في مدينة الأقصر‪ ،‬فض ًل عن صورة‬             ‫أو تشير لأي دور لعبوه في توثيق‬       ‫ك ٍّل من هنري بيشارد‪ ،‬وإميل إيبولي‬
 ‫لهرم سقارة المدرج‪ .‬ويتميز الألبوم‬           ‫وتخليد الآثار القديمة‪ ،‬كما أنه لا‬   ‫اللذين أنشآ م ًعا استوديو للتصوير‬
  ‫من الخارج بغلاف جلدي أحمر مع‬            ‫توجد لدى المتاحف المصرية صو ًرا‬        ‫بمنطقة الأزبكية في القاهرة‪ .‬فضلا‬
‫كتابة عنوان الألبوم باللغة الفرنسية‪،‬‬        ‫تخ ُّص تلك المرحلة‪ ،‬ومعظم صور‬        ‫عن المصور الإيطالي أنطونيو بياتو‬
                                            ‫المصورين الأجانب أخذوها معهم‬         ‫الذي استقر بمدينة الأقصر وعاش‬
         ‫وهو «مصر وبلاد النوبة»‪.‬‬           ‫خلال مغادرتهم وبقيت في متاحف‬
  ‫ومن بين الصور المبهرة صورة‬                ‫العالم الكبرى في أوروبا وأمريكا‪.‬‬                    ‫فيها ثلاثين عا ًما‪.‬‬
‫للمصور بون فيس لمنطقة الأهرامات‬            ‫وتوحي نماذج فوتوغرافيا رواد‬              ‫وقدمت إلى مصر في بدايات‬
  ‫بالجيزة ترجع لسنة ‪ ،1870‬ويظهر‬                                                 ‫القرن العشرين مجموعات أخرى من‬
                                                ‫التصوير الأوروبيين والباقية‬     ‫بلدان أوروبية عديدة‪ ،‬برز من بينهم‬
     ‫فيها شارع الهرم الحالي طري ًقا‬            ‫بحالة جيدة حتى الآن باهتمام‬      ‫كل من‪ :‬ليكي جيان‪ ،‬وعبد الله فريز‪،‬‬
    ‫خاو ًيا إلا من عربة تج ُّرها خيول‬
    ‫وتسير على طريق تصط ُّف على‬
 ‫جانبيه صفين من الأشجار الكبيرة‪،‬‬
‫وتظهر الأهرامات الثلاثة بعيدة‪ ،‬لكنها‬
‫تبدو موحية بسحر التاريخ والصمود‬

                  ‫في وجه الزمن‪.‬‬
        ‫وهناك صورة أخرى قام‬
  ‫بتصويرها المصور باسكال صباح‬
 ‫لتمثال شهير لأحد الكهنة يحمل في‬
 ‫يمينه عصا خشبية‪ ،‬وقد تم التقاطها‬
  ‫في الربع الأخير من القرن التاسع‬
  ‫عشر قبل إنشاء المتحف المصري‬
  ‫في التحرير (أنشئ سنة ‪ 1902‬في‬
   ‫عهد الخديو عباس الثاني)‪ ،‬ويبدو‬
      ‫أن القطعة كانت موجودة وقت‬
  ‫تصويرها في متحف بولاق القديم‬
   265   266   267   268   269   270   271   272   273   274   275