Page 267 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 267
النبوءة الأكثر سلبية :أن جيل سيتعلمون أمو ًرا أكثر ،ويبرعون
الألفية في العام 2020لن في الإجابة عن الأسئلة العميقة
ويستطيعون البحث بطريقة فعالة
يتم َّكن من الاحتفاظ بالمعلومات، والوصول إلى الذكاء الجمعي عبر
فهم يقضون معظم طاقتهم الإنترنت ،فالتغيرات الحادثة في
في تبادل الرسائل الاجتماعية سلوك التعلم والإدراك عادة ما
تنتج نتائج إيجابية» .أما النبوءة
القصيرة .والاستمتاع بالترفيه ،كما الأكثر سلبية« :فإن جيل الألفية
سيتشَّتت انتباههم عن الانخراط في العام 2020لن يتم َّكن من
الاحتفاظ بالمعلومات ،فهم يقضون
العميق مع الناس والمعرفة معظم طاقتهم في تبادل الرسائل
الاجتماعية القصيرة .والاستمتاع
الصوت قد تعمل جميعها بمنزلة توات ًرا باعتبار أن فيسبوك يع ِّوض بالترفيه ،كما سيتشتَّت انتباههم
تحذيرا ٍت بعدم إعطاء أكثر من تجربة سيئة لفشل التأقلُم في عن الانخراط العميق مع الناس
اللازم في مرحلة مبكرة من وقت مبكر ،مع استعداد كامل والمعرفة ،وسيفتقرون إلى التفكير
لإفشا ِء الكثير من المعلومات
العلاقة» .لقد تغيَّر العقل في نمط العميق والمهارات الاجتماعية
تفكيره ،ودرجة إفصاحه وسلوكه الشخصية على نطاق واسع ،نطاق المباشرة والتعامل غير الصحيح
عالمي لم يسبق له مثيل. مع التكنولوجيا» .الحق أن حسم
التمويهي الواضح. هذا الأمر سيأخذ وقتًا طوي ًل إذا
من الواضح أن تغ ُّير العقل في نمط المقارنة تجب ملاحظة
ظاهرة عالمية ،وأن هذا التغير أن الكثير يحرص على إخفاء علمنا أن الهروب إلى الإنترنت
معلوماته الشخصية ،في حين لتج ُّنب مشكلات العالم الحقيقي
يتش َّكل طب ًقا لحركة التط ُّور يق ِّدمها طواعية لفيسبوك .ثمة
التكنولوجي عبر أزمنة غير تبرير مقنع يتلخص في أنه قد تفاق َم بالفعل ،وأن البالغين
مسبوقة ،وأن حالة رصده لا يفعلون مثلما يصنع الأطفال تما ًما،
تزال تحتاج إلى ك ٍّم هائل من بسبب غياب التواصل وج ًها لوجه فالأطفال الر َّضع يكونون إما آمنين
الدراسات والبحوث التي تواكب في العالم الافتراضي أ َّدى ذلك
حالة التسارع المفجع والمخيف. إلى ارتفاع مماثل في الإفصاح وإما قلقين وإما انطوائيين من
وهذا ما رصده الكتاب عبر الذاتي« :عندما نلتقي شخ ًصا حيث أنماط التعلُّق التي يظهرونها،
عشرين فص ًل في صورة دراسة ما بشحمه ولحمه ونصافح يده قد يبكي الطفل الآمن عندما تغادر
سوسيومعرفية جادة ،وإن كان
مجاله البحثي قد توقف على حدود وننظ ُر في عينيه ونلتقط التلميحات والدته الغرفة ،لكنه سيبدأ اللعب
عام ،2018وجاءت جملة بحوثه من خلال الجسد ،فنحن نبني مرة أخرى بمجرد أن تعود ،وفي
الميدانية ودراساته الإحصائية قبل حالة الأطفال القلقين عندما تعود
عام 2014إلا أ َّن ُج َّل استنتاجات الثقة والألفة معه تدريجيًّا ،نحن الأم ،سيقو ُم الطفل بدفعها بعي ًدا
الباحثة وسلوك توصيفها قاب ٌل نشعر بأننا نعرف الشخص
للاستدلال والتأكد من كيف كان ومن ثم الانفجار والبكاء ،وفي
الآخر قبل أن نتخلَّى عن حذرنا المقابل فإن الطف َل الانطوائي
العقل وكيف سيكون معه وحتى يحدث ذلك فإ َّن لغة
الجسد الدفاعية وتج ُّنب التقاء يتصرف كأ َّن شيئًا لم يحدث رغم
العيون ،والمسافات المادية ونبرة حدوث زيادة في معدل ضربات
القلب ومستويات هرمون التوتر،
والبالغون يتص َّرفون تما ًما على
نحو هذه الكيفية ،فالشخص القلق
يستخدم فيسبوك بصورة أكثر