Page 264 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 264
العـدد ١٩ 264
يوليو ٢٠٢٠
ومشاهد ًة ورؤية حية .العالم تغُّير العقل:
سيحكمه الروبوت ،هذا قول لا
يحتاج إلى تدليل أو استبيان، كيف تتر ُك
لك ْن عالم هكذا سيصبح مفتو ًنا
بسلو ِك القوة الظاهرة المد ِّمرة كما التقنيا ُت د .حمدي النورج
نشأ بد ًءا مفتو ًنا بسلوك القوى
الخفية التي منها انتقلت خزائن الرقمي ُة
الأساطير والعجائب والغرائب.
نعيش في الأسطورة ونسلِّم قط ًعا بصما ِتها
بعدم وقوعها مطل ًقا ،وأن بنية على
العقل المحفزة هي التي أسهمت
في الخل ِق الأسطور ّي ،مثل واقعنا أدمغتنا؟
الافتراضي الذي يشيد نظريات
حاكمة بعقله هو أي ًضا يق ِّوضها هذا الكتاب (تغ ُّير العقل )..لا
ببنية عقلِه ،لننطلق إلى معركة
الم ِّخ وبنية العقل البشري تحدي ًدا. تتو َّقف أهميته على رص ِده العلم ِّي
عالم مثل هذا سننشد فيه الحب والمفهوم ِّي فقط ،بل تتع َّدى
والسلام ،ودفء المشاعر التي لن
أهميته إلى انفتاحه على مجالات
تكون. معرفية شتَّى تر ِّسخ لحالة من
لسنا الآن بعيدين عن هذه
المشاعر الأسمنتية التي تحكم الكشف الملغز حول
العالم بضغط ِة ِز ّر ،هكذا ظهر زعيم ثقافة العصر ،وكيف
كوريا الشمالية الذي التقطت له
صورة حديثة نسبيًّا يجلس فيها نتغير معه جمي ًعا.
إلى مكتبه وبجواره قطة شيك العقل في حالة تغ ُّير
وعن يمينها أخطر ِز ٍّر يمكن أن دائم ،الأخطر أن حالة
يقضي على نصف العالم ،إنه ز ُّر
إطلاق من َّصات الصواريخ النووية. هذا التغير صناعة
تدفعك حركة الزر هذه وبنية العقل يتقنها البعض .من
التي رأت في سلوك القوة المد ِّمرة الجائز أن نشيِّد بع َض
والتهديد المتصاعد ولغة الدم النظريات من واقع
وانتفاء الحوار إلى البحث في إلى افتراضي هش ،ما دام
أي مدى تغيَّر هذا العقل البشري؟ أن السلوك التجريبي
وكيف تركت التقنيات الرقمية لم يأخذ حقه اليقيني
بصماتها على أدمغتنا ومشاعرنا استنبا ًطا واستقرا ًء
جمي ًعا؟ يعالج كتاب «تغ ُّير العقل»
للباحثة سوزان غرينفليد ،ترجمة
إيهاب عبد الرحيم علي ،وجه َة
النظر السابقة ،وينطلق من