Page 6 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 6
العـدد ١٩ 6
يوليو ٢٠٢٠
افتتاحية
أحمد زكي واحد من هؤلاء سمير درويش
الموهوبين الكبار ،الذين يبرعون
رئيس التحرير
في تق ُّمص الشخصيات التي
يؤدونها ،ومع ذلك فملامحه تشبه أحمد زكي
البيه والبواب..
كثيرين من المصريين الكادحين
أبناء الفلاحين الفقراء ،النازحين نموذج الفلاح النازح للعاصمة
من القرى أو من المدن الصغيرة في مهمة رسمية
النائية إلى القاهرة ،يبحثون عن
فرصة وسط الزحام
الحياة نفسها ،كل ذلك بشك ٍل مبهر ،فيما السينما العربية عمو ًما -المصرية إن
لا نزال نعالج موضوعات خفيفة آمنة لا
تجلب المتاعب ،ولا تسوق العاملين فيها إلى شئت -فقيرة في كل عناصرها ،من أول
المحاكم ،المحاكم القضائية العادية أو محاكم الإنتاج إلى الإخراج ،مرو ًرا بكل العناصر
الرأي العام ،كما نستنسخ أفكار الأفلام
التقنية :الصوت والإضاءة والموسيقا
الشهيرة بشكل مش َّوه مع الأسف. والجرافيك والمؤثرات والمونتاج ،وحتى
العناصر السينمائية في السينما العالمية العناصر البشرية :الممثلين والكومبارس،
الأفراد والمجموعات ،ويقاس هذا الضعف
تساعد الممثل -صلب العملية كلها -على على ما نشاهده في السينما العالمية ،ليس
الإبداع ،لا شك ،لكنها تذخر بعشرات في أمريكا فقط -التي تشهد أهم صناعة
الأسماء من الموهوبين ،قدي ًما وحديثًا، سينمائية في العالم -وليس في أوروبا،
وفي كل المجالات ،ففي الأكشن مث ًل ،الذي ولكن -أي ًضا -في دول عديدة حول
لا يعتمد على موهبة الممثل بقدر الحركة العالم في أمريكا اللاتينية وآسيا ...حتى
والعنف والسرعة ،ستجد أسماء كبيرة
الأفكار التي تدور حولها الموضوعات
مثل توم كروز وبروس ويلز ،وعشرات التي تعالجها ،سنجد أن السينما العالمية
غيرهما تحب أن تشاهدهما وتشاهد اقتحمت كل ما لم يكن متص َّو ًرا ،الرعب
انفعالاتهما وتق ُّمصهما لأدوارهما ،حتى لو والخيال العلمي والفانتازيا ،حتى أنها
لم تكن معجبًا بأفلام الحركة ،مثل كل أفلام عالجت الحياة بعد الموت ،وما وراء