Page 7 - ميريت الثقافية- العدد 19- يوليو 2020
P. 7
افتتاحية 7
لنجومها الوسيمين! لكن الوحيد لدينا الذي جيمس بوند مث ًل باختلاف من قاموا
كان وسي ًما وموهو ًبا بقدر كبير في الوقت ببطولتها ..وكذلك في الخيال العلمي هناك
نفسه هو عمر الشريف ،إلى جانب إجادته
أبطال معروفون مثل ناتالي بورتمان
عدة لغات ،لذلك خطفته السينما العالمية وإيملي بلانت وجنيفر لورانس ،ومثل
سري ًعا ،وبقي رصيده العربي قلي ًل. ذلك أي ًضا في الأفلام الموسيقية ،وأفلام
الرياضة -حتى -وأفلام الإثارة والأفلام
من هنا تأتي قيمة أحمد زكي ،فهو واحد العائلية والرومانسية ،وطب ًعا لا أحتاج
من هؤلاء الموهوبين الكبار ،الذين يبرعون
في تق ُّمص الشخصيات التي يؤدونها ،ومع إلى ذكر أسماء كبيرة راسخة مثل آل
ذلك فملامحه تشبه كثيرين من المصريين باتشينو وجاك نيكلسون وروبرت
الكادحين أبناء الفلاحين الفقراء ،النازحين دي نيرو وأنتوني هوبكينز وراسل
كرو وميل جيبسون وريتشارد جير
من القرى أو من المدن الصغيرة النائية وليوناردو دي كابريو وميريل ستريب
إلى القاهرة ،يبحثون عن فرصة وسط وآشلي جود وجوليا روبرتس وميج
الزحام ،ميزة زكي أنه -بإمكانيات جسده
الثابتة -يستطيع أن يتل َّون ويقنعك بأنه رايان ...وغيرهم وغيرهن.
باشا أو وزير أو رجل مخابرات ،أو تاجر المواهب -التي تصل حتى الكاميرا-
مخدرات وضابط مكافحة المخدرات (!)، لدينا قليلة ج ًّدا ،بضعة ممثِّلين وممثِّلات
ومهرج ،وعاطل ،ومطرب وزعيم وصعلوك،
الماكياج يمكن أن يساعد في لصق معالم في كل تاريخ السينما ،وكبارهم لم
تلك الشخصيات على وجهه ،لكن قدرته على يصلوا إلى مرتبة النجوم الذين ُت َس ِّخر
تحريك عضلات وجهه وجسده بالكامل، لهم الصناعة أموالها وإمكانياتها كي
وتلوين صوته ،جعلته مختل ًفا ،ليس كأولئك يبدعوا ،مع الأسف ظلوا ثانويين ،مثل
الذين يقفون بنفس الشخصية ونفس محمود المليجي ومحمود مرسي ويحيى
الصوت والحركات أمام الكاميرا في كل الفخراني ،فالمليجي ظل في دائرة أدوار
مرة ،يقولون كلا ًما ينتمي لبيئات ووظائف
مختلفة ،لا تجعلك تص ِّدق ما يقولون. الشر ،الأدوار الثانية ،العزول الذي
مخرجو الثمانينيات وضعوا أعينهم على يعاكس البطل ويع ِّطل وصوله إلى حبيبته
-وثقتهم بـ -موهبة أحمد زكي ،فأسند الجميلة ،حتى ينهزم فيتزوجا ،إلى أن آمن
إليه عاطف الطيب بطولة عدة أفلام منها:
«البريء» مع إلهام شاهين وممدوح عبد به يوسف شاهين فأسند إليه أدوا ًرا
العليم ،و«الهروب» مع هالة صدقي وعبد مهمة ،مثل دوره في فيلمي «العصفور»
العزيز مخيون ،وأسند إليه محمد خان و«عودة الابن الضال» ،وغيرهما ،لكنَّه لم
بطولة« :موعد على العشاء» مع سعاد
حسني وحسين فهمي« ،العوامة »70مع يصبح نج َم شباك مع ذلك.
كمال الشناوي وتيسير فهمي ،و«أيام محمود مرسي لعب دور البطولة في
السادات» مع ميرفت أمين ومنى زكي.
وأسند إليه داود عبد السيد بطولة فيلم عدة أفلام ،لكن نجوميته لم توا ِز ولم
«أرض الخوف» مع فرح وحمدي غيث تقترب من نجومية فريد شوقي ورشدي
وسامي العدل ،واختاره يوسف شاهين
لفيلم« :إسكندرية ..ليه؟» وشريف عرفة أباظة ،أكبر نجمين في عصره رغم
إمكانياتهما شديدة التواضع ،ولم تقترب
حتى من نجومية أحمد رمزي وحسن
يوسف اللذين أسندت إليهما بطولات
كثيرة .ومثله مثل الفخراني الذي ق َّرر
الهروب إلى الدراما التليفزيونية ليكون
رقم واحد فيها ،تار ًكا الشاشة الكبيرة