Page 82 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 82

‫العـدد ‪37‬‬                            ‫‪80‬‬

                                                                ‫يناير ‪٢٠٢2‬‬

‫خالد أبو العلا‬

‫حلم صياد أعمى‬

                          ‫أصطاد الموج متى أشاء‬                             ‫(‪)1‬‬
                        ‫وأتصدق ببعض شموس‬
                    ‫وربما كنت أعتقل ل ّجة هادرة‬           ‫أوشك ال ّضياء أن يهجرني إلى مساحات خالية الظل‬
                                                                                     ‫‪ ‬من إطار خشبي أنيق‬
                                 ‫تخيف النوارس‬
                    ‫فتهرب إلى فراغ رمادي باهت‬                       ‫حينها لم أكن سوى عزلة ساذجة بيضاء‬
             ‫فأقتلع لها أشجا ًرا من م ِدين ٍة تشبهني‬                  ‫تلعق إصبعها في طرف صورة مهترئة‬
                                                                                        ‫بالأبيض والأسود‪.‬‬
                      ‫وأعيد هيكلة تضاريس الماء‬
                             ‫حيث يفنى الانتظار‪.‬‬                            ‫(‪)2‬‬

                 ‫(‪)5‬‬                                                                       ‫القرش الأبيض‬
                                                                                         ‫ما عاد ينفع اليوم‬
              ‫لا يسقط المطر على ظل الوقت البارد‬            ‫والأسود يدق أبوا ًبا موصدة بأقفال الصبر الجميل‬
           ‫ووجه َك سيدتي ينام على همسة صيف‬                                      ‫ومفارقات عافها اللصوص‬

                     ‫يتقصى معالم‪َ  ‬م َط ِر ال َبا ِر َحة‬                                     ‫لحافظة نقود‬
                           ‫يلتحف قصيدة عارية‬              ‫ملقاة على رصيف النّهار المزين بغمامة ثابتة الحزن‪.‬‬

                       ‫تمتص النكبات من المقاهي‬                             ‫(‪)3‬‬
      ‫وتستعير من ظلمة المكان امرأة ثملة الألوان‪.‬‬
                                                                                             ‫المرأة الجائعة‬
                 ‫(‪)6‬‬                                                                      ‫تخترق شرودي‬
                                                               ‫تنتحل جثة على شكل متاهات في ورقة بيضاء‬
                           ‫قالت‪ :‬لما كنت صغيرة‬                                 ‫تنتظر قصيدة مثيرة للشفقة‬
                     ‫أطلق َت قلبي ِف الأ َما ِكن البكر‬                              ‫وفي فمها شبع مجازي‬
       ‫كحال الكثيرات اللواتي نبثت أثداءهن مبك ًرا‬                                  ‫وشبق اعتيادي النسيان‬
         ‫وهن بكامل التهيؤ لسماع من يقول أحبك‬                                  ‫مشتعل‪  ‬تحت جلدها الأزرق‪.‬‬

                               ‫والجسد غير آمن‬                              ‫(‪)4‬‬
               ‫حين تتلقفني أعين مغمضة جفونها‬
                                                                                              ‫كنت صخرة‬
                                 ‫متحفزة للعناق‬
‫والوقت ظ َّل متأخ ًرا قلي ًل عن حلم يولد كطمث نساء‬
   77   78   79   80   81   82   83   84   85   86   87