Page 84 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 84
العـدد 37 82
يناير ٢٠٢2
منير عتيبة
باعوا القضية
وغيرهم من المعادين في الظاهر لتوضح تحركات كان السيد ( )3Xيشعر بالقلق الشديد حتى أنه
كل منهم ..لا شيء إطلا ًقا ،كاد السيد ( )3Xيشعر ابتلع حبتين من دواء لمقاومة صداع قاتل سوف
بأن قلبه سيتوقف عن النبض ،فأسرع يضغط على يشعر به لا محالة إن استمرت الأمور على ما هي
زر على سطح مكتبه لتظهر سكرتيرته ،فأمرها بأن
عليه الليلة.
تطلب كبار معاونيه في اجتماع عاجل بعد خمس منذ ما يقارب ثلاثة أرباع قرن ومثل هذه الأيام
دقائق. بمثابة عيد سنوي يؤكد انتصاره وسطوته هو
ومن سبقوه في قيادة هذه المنظمة ،حتى أصبح كل
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بدقائق شيء يحدث بشكل روتيني محفوظ ،فلماذا انقلب
في النصف الغربي من الكرة الأرضية ،ولم يكن الحال في هذا العام بالذات؟ العام الذي سيخرج فيه
السيد ( )3Xهو الوحيد الذي يشعر بالقلق ،بل كان للمعاش؟ هل كتب عليه أن تكون آخر أيامه في قيادة
معاونوه الثلاثة أي ًضا يكادون يضربون رؤوسهم
في الحائط لعل فكرة ما تسقط منها فيفهموا حقيقة المنظمة مجللة بالعار؟
ما يحدث ،فهذا الصمت المريب لعدة أيام سابقة، ضرب السيد ( )3Xسطح مكتبه بقبضة يده اليمنى
ولهذه الليلة بالذات ،وهذا الاختفاء التام لما يمكن
أن يعتبر طقو ًسا دولية ،يؤدي إلى حيرة لا تقل عما غي ًظا ،ولم يرد على زوجته التي ظهرت صورتها
يمكن أن يشعروا به لو توقفت الشمس عن الشروق على شاشة تليفونه ،لكنه تأمل عمي ًقا خريطة كبيرة
مث ًل أو قرر الثلج عدم الذوبان في كأس ساخن. للعالم تغطي النصف الأعلى للجدار المواجه لمكتبه،
دخل المعاونون الثلاثة إلى مكتب السيد (،)3X كانت الخريطة ميتة تما ًما ،مجرد خطوط طول
جلسوا جمي ًعا صامتين على طاولة الاجتماعات .قدم وعرض وحدود لبلدان ،لم تكن تضيء باللون
الأحمر في أي نقطة من النقاط المعتادة في مثل هذه
كل منهم تقريره فيما لا يزيد عن عشر ثوان ،كان الأيام من العام ،ولم يتحرك شريط المعلومات فوقها
التقرير ذاته لديهم جمي ًعا: ليشير إلى أعداد المتظاهرين في بلدان مختلفة ،ولا
القتلى أو الجرحى ،ولا المقبوض عليهم ،ولم تظهر
لا شيء يحدث ،ولا نعرف السبب. أسفل الخريطة صور القادة والزعماء الموالين
رن جرس التليفون الأحمر الموضوع على طاولة