Page 85 - Merit El-Thaqafyya 37 jan 2022
P. 85
83 إبداع ومبدعون
قصــة
فالسيناريو المعد لهم أدواره محددة ،وهم تدربوا الاجتماعات ،نظروا جمي ًعا إليه ،تردد السيد ()3X
عليها كثي ًرا ،ونفذوها طوال عقود ،ونفذها من في رفع السماعة لثوان ،لكنه لم يجد مف ًّرا من الرد،
قبلهم بنجاح كبير ،لكن من يبدأون الحركة توقفوا فهذا التليفون مخصص لرئيس الدولة.
فجأة ،ولم يقوموا بأدوارهم ،فكيف سيكون الرد رأى المعاونون وجه السيد ( )3Xيمتقع وكأنه
على الصمت والثبات الذي وصل إلى حده الأقصى؟ يوشك على الموت ،وكان صوت الرئيس واض ًحا
كانت الأسئلة تروح وتجيء عبر التليفونات المؤمنة بدرجة ما ،ففهموا أنه يوبخه ،وينذره بأنه لن يجدد
تما ًما ضد التنصت ،لكنها تسجل كل كلمة لصالح
المنظمة التي اعتادت إدارة اللعبة كلها ،حتى إنها عقده كرئيس للمنظمة كما وعده من قبل.
وضع السيد ( )3Xالسماعة الحمراء التي توهجت
رصدت مكالمات حائرة تحاول أن تصل إلى أية أكثر من سخونة يده ،نظر إلى معاونيه مرة أخرى
معلومة بين أطراف يبدو أنها من ألد الأعداء لكنها كأنه يستنجد بهم لينقذوه بأية كلمة ،لكنهم ظلوا
في الحقيقة تجلس في الخندق ذاته. صامتين.
وضع السيد ( )3Xرأسه بين يديه محاو ًل التركيز، لم تمر دقائق حتى بدأت تليفونات أخرى على
الطاولة ترن ،فأشار السيد ( )3Xإلى رجاله بأن
فهو وريث السيناريو وتنفيذه ،وكل الآخرين يتولوا هم الرد ،وعاد للجلوس إلى مكتبه يحاول أن
مجرد ممثلين يقومون بالأدوار المرسومة لهم ،من يفكر في كل التفاصيل لعله يصل إلى شيء يضيء
ينجح ينال التصفيق وبعض العطايا ،ومن يفشل له طريق الفهم.
يخسر دوره إلى الأبد ،ويأتي ممثل جديد أكثر ذكا ًء كان معاونو السيد ( )3Xيردون على رؤساء دول،
وأمراء ،وملوك ،وقادة منظمات إرهابية ،وحقوقية،
وقدرة.
يبدأ الفيلم هاد ًئا قبل موعد الانفجار بأسابيع قليلة، وأباطرة إعلام واقتصاد ..كلهم يسألون السؤال
نفسه ،وكلهم ليس لديهم أي تفسير لما يحدث،
أخبار متناثرة في وسائل الإعلام المختلفة للتذكير
بالنكبة ،ثم مقالات ندب وولولة وبكاء على التاريخ والجميع يشعرون بأن العالم سينهار بعد ساعات
على رؤسهم جمي ًعا ،ولا يعرفون كيف يتصرفون،
الضائع ،أفلام وثائقية تصور المآسي المريعة
وتزيد من شحن الغضب بالنفوس الغاضبة أص ًل،