Page 233 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 233
231 ثقافات وفنون
الطفل
وفي وسط ُكل هذا أدركت كم الفرص الوعي ،مع وصول متوسط أو قليل المثال ُهناك عدد كبير من العائلات
الذي كان يضيع ِمني ُكل يوم خلف للإنترنت هم من الأكثر ح ًّظا خلال التي تمكث بعي ًدا عن أحد أفراد
الكسل والتأجيل والتردد والانشغال العائلة ،أب ،أو أُم ،أو حتى أحد
الكبير بالدراسة ،وعدم تنظيم الوقت. الوضع الحالي.
وبالنسبة إلى تجربتي الشخصية فأنا الأشقاء ،والذي قد يؤثر بدوره على
وقرر ُت أنه بعد أن تفتح ال ُّدنيا أبوابها أعتبر نفسي ِمن الأطفال الأكثر ح ًّظا، الأطفال الأقل ِسنًّا في العائلة ،أو
سأقتنص كل ال ُفرص وأغيّر من الذين في مراحل نموهم المبكرة.
فأنا أعيش في بيت ُمستقر ،وتحت وليس هذا فحسب ،ف ُهناك أعداد
طريقة حياتي ،فمهما كانت الموارد وصاية والدين على القدر المطلو ِب كبيرة من الفئات المختلفة من
المحيطة لمدينتي الصغيرة قليلة،
ُيمكن استغلالها والاستفادة منها. من الوعي ،ولدي وصول سهل الأطفال الذين لا صو َت لهم ولا آذان
للإنترنت ،كما أن منزلنا يتضمن تسمعهم ،ومن الصعب تحديد شكل
وأخيرا ،لا بد أن يدرك الآباء أن الأمر مكتبة مليئة بالمصادر العلمية والكتب آثار أزمة الكورونا عليهم ،كأطفال
خطير ،ويبدو أننا سنضطر للتعايش والقصص والروايات والدواوين
معه لفترة طويلة ،يجب علينا حماية الشعرية ،التي أقضي جز ًءا من وقتي الشوارع ،الذين يعيشون على
أطفالنا نفسيًّا وبدنيًّا .وتوفير الراحة ُمساعدات ُمتفرقة من الما ّرة الذين لم
والأمان لهم ،والإجابة عن أسئلتهم معها. يعودوا موجودين ،أو أطفال الملاجئ
ولكن على الرغم من ذلك يظل
بصدق وصراحة هو أمر ُموصى ُهناك بع ٌض ِمن مشاعر الإحباط الذين ُحرموا من أشكال الزيارات
ِبه ،وإعطائهم مساحة للتعبير عن واليأس والاشتياق؛ سواء للأفراد أو المختلفة التي قد تمثل لهم مصدر
مخاوفهم ،وفي المقابل طمأنتهم للنشاطات التي تتخذ مكا ًنا في حياتي
وجعلهم يشعرون أنهم مسيطرون اليومية ،خاصة وأن عائلتنا تمكث بهجة بسيط.
على الأمر عن طريق غسل أيديهم بعي ًدا عن أهم أفرادها “أبي” ،والذي وبالتالي يظهر أن الأطفال والمراهقين
والالتزام بالإرشادات والنصائح التي بسبب إغلاق رحلات الطيران نتيجة
توصي بها الحكومات المختلفة. للأزمة ،لا ُيمكننا الاجتماع به إلا في الذين يعيشون في بيوت ُمستق ّرة،
كما أنه ُيمكن للأوصياء أن يساعدوا مكالمات “الماسنجر” ومحادثات تحت وصاية أفراد على قدر كا ٍف من
الأطفال الذين تحت وصايتهم على “الواتساب” ،وفي استدعاء الذكريات
تحقيق أفضل ما ُيمكن خلال فترة المختلفة التي عشناها قبل “زمن
الحجر المنزلي المفروض عن طريق الكورونا” ،والتي توثقها مقاطع
تجربة نشاطات جديدة ،و ُم َمارسة
الرياضة وتنمية مواهبهم ،وبالطبع الفيديو وبعض الصور.
مشاركتهم كل هذا ،وفي النهاية ُيمكن ولكن بشكل عام ،المشاعر السلبية
ألا يكون الأمر بهذا السوء ،ويمكننا لا تراودني إلا في أوقات قليلة ،فأنا
أن ُنقلل من حدة تأثيره قدر الإمكان
على أطفالنا ،لربما ُيساعد هذا على ناجحة في إبقاء نفسي مشغولة،
أن تكون الأزمة ذات تأثير ُمختلف بممارسات يومية متنوعة ،وأضع
على شخصياتهم وطرق تفكيرهم لائحة بكل ما أريد أن أشتريه ،أو
ال ُمستقبلية ،فهذه ال ُعقول التي تنمو عل َّي فعله بعد أن تزول الأزمة ،أو
من خلف أسئل ٍة بسيطة الآن ،هي من تكليف نفسي بالمهام ال ُمختلفة ،حتى
أني بدأت محاولة تعلّم لغة جديدة
ستقود المستقبل عل َّي تما ًما ،كما تمكنت من قضاء
أوقـات أطــول مع أُمي وأخوتـي.