Page 230 - ميريت الثقافية- العدد 21 سبتمبر 2020
P. 230

‫العـدد ‪21‬‬                         ‫‪228‬‬

                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢٠‬‬

  ‫في سهولة ويسر‪ ،‬مشكلة عال ًما‬           ‫الطيف‪ ،‬ومدى تناغمها اللوني‪،‬‬       ‫واللؤم‪ ،‬لذا تتضح الدلالة أكثر‬
      ‫مكتم ًل ورائ ًعا يخلب العقول‬      ‫وانسجامها في الطبيعة‪ ،‬وكأنها‬        ‫حينما يقول في جزء آخر من‬
                 ‫ويحرك الخيال‪.‬‬
                                           ‫رسمت بيد فنان بارع‪ ،‬وهو‬                            ‫القصيدة‪:‬‬
‫ومن ثم سوف نقوم برصد سريع‬                            ‫المولى عز وجل‪.‬‬        ‫اللوحة ما هيش محتاجة اللون‬
   ‫لمفردات اللون والتشكيل داخل‬
    ‫قصيدة واحدة من قصائد هذا‬               ‫ومن ثم نؤكد على أن الذات‬                     ‫الأبيض خالص‬
                                            ‫الشاعرة مسكونة بالألوان‬              ‫اللون الأزرق والأصفر‬
 ‫الديوان لندلل على مدى انتشارها‬          ‫والتشكيل‪ ،‬فيرى وجه الحبيبة‬           ‫ح يحدد نقط الضوء والظل‬
   ‫في متنه‪ ،‬وهي قصيدة (حفر)‪،‬‬          ‫مرسو ًما على وجه فنجان قهوته‬             ‫الألوان حتسيل ع اللوحة‪.‬‬
                                       ‫الصباحي‪ ،‬كما في قصيدة «مش‬            ‫فاللوحة بما تحمل من ميوعة‬
‫التي تأتي على النحو الآتي‪ ،‬يقول‪:‬‬                                            ‫للشخصية تركن إلى السواد‪،‬‬
‫«ثبتي وشك علشان أرسم كل اللي‬                       ‫نجم الحب»‪ ،‬يقول‪:‬‬      ‫ومن ثم فهي لا تحتاج إلى اللون‬
                                        ‫لما اشرب القهوة ألاقي عنيكي‬      ‫الأبيض بدلالته الشفافة والنقية‪،‬‬
          ‫عنيكي ما بتقولهوش‪»..‬‬                                           ‫بل تحتاج –كما تقول القصيدة‪-‬‬
        ‫«ممكن أسلمك اللوحة بعد‬                              ‫مرسومه‬           ‫إلى اللون الأزرق والأصفر‪،‬‬
                                                    ‫في وشك فنجاني‬      ‫ودلالة اللون الأزرق هي الغموض‪،‬‬
                       ‫يومين‪»..‬‬             ‫يحاوطني دخان السجاير‪..‬‬          ‫أما اللون الأصفر فدلالته هي‬
    ‫«مش عايز أستعجل ع اللوحة‬                                               ‫الخداع والمكر‪ ،‬وهذان اللونان‬
                                                      ‫يرسمك بروفيل‬      ‫سوف يحددان نقط الضوء والظل‬
            ‫واستخدم قلم الفحم»‬               ‫وأغمض أما أتعب بسمتك‬           ‫في اللوحة‪ ،‬وهنا تتسق دلالة‬
      ‫«وإيدي حتفضل ترسم بس‬                    ‫تطلع لي من قلب الفراغ‬         ‫الألوان مع ملامح الشخصية‬
     ‫لسه توتر عينك مش ظاهر ع‬              ‫وألاقي شعرك وسط شبورة‬           ‫التي رسمها الشاعر بالحروف‬

              ‫اللوحة لحد الوقت»‬                               ‫الطريق‬                         ‫والكلمات‪.‬‬
‫«طول ما ملامح عينك مش ظاهرة‬                      ‫زي الستارة بيتفتح‪..‬‬         ‫وفي قصيدة «لحظات القلب‬
                                                                        ‫المتوارب» تتجلى الذات الشاعرة‬
                   ‫على اللوحة‪..‬‬                     ‫على أحلى مسرح‬        ‫وكأنها في حلم رومانسي ناعم‪،‬‬
                  ‫حفضل قلقان»‬                  ‫وأفضل أسقف منبهر‪..‬‬           ‫مفعم بالجمال والجنيات التي‬
           ‫«لو غبتي المرة الجاية‬                                           ‫تحوطها‪ ،‬وكأنها في عالم ألف‬
 ‫ما أضمنش البقع اللي حتظهر في‬                       ‫من روعة الألوان‪.‬‬      ‫ليلة وليلة السحري‪ ،‬باحثة عن‬
                                     ‫هنا يرسم مشه ًدا مسرحيًّا لصور‬     ‫الفرح المفقود الذي يتحقق بكسر‬
                     ‫ملامحك‪»..‬‬       ‫الحبيبة المراوغة التي تطلع له من‬  ‫«إزاز» الحزن‪ ،‬ورسم لوحة جديدة‬
      ‫«خلتني أغير اسلوب الرسم‬         ‫قلب الفراغ‪ ،‬ويرى شعرها وكأنه‬        ‫بملامح قزحية‪ ،‬تقول القصيدة‪:‬‬
                                     ‫«طاير» في شبورة الطريق‪ ،‬فينبهر‬        ‫أو بارسم لوحة بألوان الطيف‬
                        ‫بتاعي»‪.‬‬
    ‫فما بالك ببقية قصائد الديوان‬         ‫من روعة الألوان حينما تنفتح‬                ‫فيها أدق التفاصيل‪..‬‬
  ‫المفعمة بجمال اللون والتشكيل‬           ‫الستارة‪ ،‬ويظل يصفق لروعة‬                  ‫فيها أرق التفاصيل‪..‬‬
‫ودلالاتهما‪ ،‬إن «حسام العقدة» في‬                                                    ‫مش عاوز حد يقلدني‬
 ‫هذا الديوان رسم لنا عالمنا ملو ًنا‬                          ‫المشهد‪.‬‬      ‫وكما تعلمون رقة وجمال ألوان‬
                                        ‫برع الشاعر في تضفير صوره‬
         ‫ومفع ًما بالجمال الشجي‬      ‫الشعرية الجميلة باللون والتشكيل‬

                                            ‫فصارت أكثر رقة ونعومة‪،‬‬
                                          ‫فانسابت مفرداته داخل متن‬
                                           ‫القصائد كما تنساب الألوان‬
                                         ‫من فرشة الرسام على اللوحة‬
   225   226   227   228   229   230   231   232   233   234