Page 208 - merit 43- july 2022
P. 208

‫العـدد ‪43‬‬                            ‫‪206‬‬

                              ‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬                       ‫دونيتسك ولوجانسك كما‬
                                                                 ‫تريد موسكو أن تص ِّور‬
‫روسيا وآسيا الوسطى‬                                                   ‫للرأي العام‪ .‬فشرق‬

‫متوقفة تما ًما عن تصدير كل‬        ‫وفي آسيا الوسطى‪ ،‬بل‬         ‫أوكرانيا عبارة عن مساحة‬
  ‫السلع التي كانت تصدرها‬        ‫وفي أوكرانيا نفسها‪ ،‬لأن‬           ‫جغرافية ضخمة للغاية‬
 ‫للدول الأخرى‪ ،‬وعلى رأسها‬     ‫شبه جزيرة القرم تاريخيًّا‪،‬‬             ‫بها عشرات ومئات‬
   ‫القمح‪ .‬وهذه الدولة كانت‬    ‫كانت «عثمانية»‪ .‬ناهيك عن‬           ‫الأقاليم والمدن والقرى‪،‬‬
                                  ‫التناقضات الجبارة بين‬
‫إحدى الدول المنافسة لروسيا‬       ‫موسكو وأنقرة تاريخيًّا‪.‬‬        ‫وكلها أوكرانية‪ ،‬لا علاقة‬
 ‫في هذا المجال‪ .‬أي أن روسيا‬     ‫في الوقت الراهن‪ ،‬توقفت‬           ‫لها بروسيا‪ .‬لكن طوال‬
 ‫تتجه لحرمان أوكرانيا ليس‬                                           ‫الوقت كانت الأخيرة‬
                                    ‫أوكرانيا عن التصنيع‬           ‫تحاول في هدوء تغيير‬
      ‫فقط من المنافذ البحرية‬  ‫والإنتاج‪ ،‬لأنها صارت دولة‬           ‫التركيبة الديموجرافية‬
 ‫«الرخيصة «التي كانت تطل‬       ‫محتلة عسكر ًّيا ويتم‪ ،‬وف ًقا‬         ‫ليس فقط لدونيتسك‬
                                                                  ‫ولوجانسك‪ ،‬بل وأي ًضا‬
     ‫على بحر آزوف والبحر‬         ‫لوزارة الدفاع الروسية‪،‬‬                ‫لكل المدن الكبرى‬
  ‫الأسود‪ ،‬وكانت تصدر من‬        ‫القضاء على بنيتها التحتية‬              ‫الأخرى في جونب‬
                                                                       ‫وشرق أوكرانيا‪.‬‬
     ‫خلالها سلعها إلى الدول‬       ‫ودفاعاتها الجوية وغير‬                ‫الأمر الآخر المهم‬
‫الأخرى‪ ،‬بل وأي ًضا لحرمانها‬     ‫الجوية‪ ،‬أي التعامل معها‬            ‫بشأن سيطرة روسيا‬
                              ‫وفق مبدأ الأرض المحروقة‪.‬‬                  ‫على بحر آزوف‬
      ‫من المنافسة في تصدير‬     ‫هذا إضافة إلى أن أوكرانيا‬                ‫والبحر الأسود‪،‬‬
 ‫القمح الذي أصبحت روسيا‬                                                  ‫يتعلق بمنافسة‬
‫تستخدمه كسلعة استراتيجية‬
                                                             ‫روسيا وتركيا في هذا المجال‬
                                                                  ‫تحدي ًدا (مجال السيادة‬
                                                                 ‫البحرية في المنطقة)‪ .‬أي‬

                                                               ‫أن روسيا ستصبح سيدة‬
                                                                ‫بحرية في المنطقة ولديها‬
                                                                  ‫طرق مرورها البحرية‬
                                                               ‫التي تتمتع بسيادة عليها‪.‬‬
                                                                 ‫وأتصور أنه بحلول عام‬
                                                                ‫‪ 2023‬وتحرر تركيا من‬
                                                                ‫بعض التزاماتها بموجب‬

                                                              ‫الاتفاقيات التي تم توقيعها‬
                                                               ‫في عام ‪ 1923‬عقب انهيار‬

                                                                  ‫الإمبراطورية العثمانية‬
                                                               ‫وتفتيتها وتوزيع أملاكها‪،‬‬
                                                                ‫ستكون روسيا مستعدة‬
                                                              ‫تما ًما لأي طموحات تركية‬

                                                                 ‫جديدة في عالمها التركي‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213