Page 209 - merit 43- july 2022
P. 209

‫‪207‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫العنيدة ودفعها لمواصلة‬       ‫العسكرية حتى تحقيق كل‬        ‫وكورقة ضغط سياسي على‬
   ‫العمليات واستهلاك المزيد‬         ‫الأهداف‪ .‬فللأسف‪ ،‬حتى‬              ‫دول كثيرة‪.‬‬
  ‫من الموارد المالية والدفاعية‬     ‫الآن‪ ،‬لم تحقق روسيا أي‬
                                                                ‫روسيا تريد أن‬
       ‫وعلى مستوى الأفراد‬         ‫أهداف على الإطلاق‪ ،‬سوى‬      ‫تستولي عمليًّا على‬
 ‫والقوات‪ .‬وأعتقد أن موسكو‬          ‫ما أعلنه الكرملين ووزارة‬
‫منتبهة جي ًدا لهذا الأمر‪ ،‬ولكن‬    ‫الدفاع بأن قواتهما نجحت‬       ‫شرق أوكرانيا‪.‬‬
  ‫ليس أمامها أي مخرج آخر‬             ‫في القضاء على الدفاعات‬      ‫وتبدأ فيما بعد‬
                                    ‫الأوكرانية وتدمير البنية‬      ‫بالمساومة على‬
  ‫غير الاستمرار والمواصلة‪،‬‬         ‫التحتية والتخلص من كل‬      ‫غرب أوكرانيا‪ .‬أي‬
 ‫وإلا ستنقلب الأمور ضدها‪.‬‬                                        ‫أننا أمام مرحلة‬
 ‫أي أنه تم تأسيس أمر واقع‬              ‫إمكانيات أوكرانيا على‬  ‫طويلة من الغطاءات‬
                                   ‫تصنيع أي تقنيات نووية‪.‬‬       ‫السياسية المتمثلة‬
    ‫يقضي باستمرار روسيا‬             ‫وطب ًعا‪ ،‬اعترفت بانفصال‬        ‫في المفاوضات‪،‬‬
    ‫في عملياتها العسكرية في‬     ‫مدينتي دونيتسك ولوجانسك‬        ‫والتي تخفي تقد ًما‬
                                 ‫وتحاول توسيعهما‪ .‬هذا كل‬       ‫عسكر ًّيا روسيًّا في‬
                  ‫أوكرانيا‪.‬‬       ‫ما حققته روسيا حتى الآن‬       ‫أوكرانيا من جهة‪،‬‬
      ‫أما موضوع العقوبات‬                                          ‫ومسرح عمليات‬
                                               ‫على الأرض‪.‬‬     ‫عسكرية محتمل ضد‬
        ‫المتبادلة بين روسيا‬          ‫هناك مقاومة وتكتيكات‬       ‫حلف الناتو عمو ًما‪،‬‬
 ‫والغرب‪ ،‬فمن المبكر الحديث‬          ‫أوكرانية بدأت تظهر بعد‬        ‫وبولندا ورومانيا‬
                                   ‫شهر تقريبًا من بدء الغزو‬    ‫والتشيك وسلوفاكيا‬
     ‫عن نتائجه الموجعة‪ ،‬لأن‬       ‫الروسي‪ ،‬الأمر الذي يعمل‬      ‫على وجه الخصوص‪.‬‬
 ‫الجانبين لديهما أوراق تكاد‬        ‫على إعاقة القوات الروسية‬    ‫مع التلميحات المبطنة‬
                                     ‫ودفعها لتغيير خططها‪.‬‬      ‫دو ًما لغزو هذه الدول‬
    ‫تكون متماثلة‪ .‬وحتى إذا‬           ‫ومن الواضح أن الغرب‬        ‫تحت حجج ودعاوى‬
    ‫مالت كفتها نحو الغرب‪،‬‬
                                        ‫وخبراء الناتو ليسوا‬        ‫نقرأها يوميًّا في وسائل‬
      ‫فإنه يعاني من أضرار‬              ‫بعيدين عن التكتيكات‬     ‫الإعلام الروسية على ألسنة‬
    ‫كثيرة ومشاكل قد تكلفه‬        ‫والإمكانيات الجديدة‪ ،‬سواء‬
 ‫مستقبله ومستقبل منجزاته‬          ‫للقوات الأوكرانية أو للفرق‬      ‫كبار المسؤولين الروس‪.‬‬
                                   ‫والمجموعات الأخرى التي‬        ‫العديد من الشواهد يشير‬
        ‫ومنظوماته القانونية‬        ‫تقوم بمواجهات مع قوات‬
 ‫والقيمية‪ .‬إن تأثير العقوبات‬         ‫الاحتلال الروسي‪ .‬هذه‬           ‫إلى أن القوات الروسية‬
                                      ‫العناصر الجديدة قد لا‬         ‫لن تتراجع ولن تخرج‬
        ‫على الجانبين خطير‪،‬‬        ‫تكون مؤثرة بدرجة كبيرة‪،‬‬          ‫من أوكرانيا‪ .‬وفي أسوأ‬
     ‫ولكن من السابق لأوانه‬      ‫ولكنها تصنع بعض المعوقات‬            ‫الأحوال ستبقى في كل‬
  ‫الحديث عن نتائج ملموسة‬        ‫وتضع العديد من الصعوبات‬           ‫شرق أوكرانيا‪ ،‬وستعزل‬
                                      ‫على طريق تقدم القوات‬          ‫الشرق عن الغرب‪ ،‬على‬
       ‫و»مؤثرة»‪ ،‬أو إصدار‬        ‫الروسية‪ ،‬وتطيل أمد الحرب‬         ‫أن تظل لها اليد العليا في‬
   ‫أحكام بالسقوط والانهيار‬       ‫واستنزاف الموارد الروسية‪.‬‬        ‫كل أوكرانيا‪ .‬ولكن حتى‬
                                     ‫غير أن الأخطر هنا‪ ،‬هو‬        ‫الآن‪ ،‬روسيا تسيطر على‬
     ‫لاقتصاد هذا الجانب أو‬          ‫استفزاز القيادة الروسية‬     ‫أوكرانيا‪ .‬وهذا الأمر مغري‬
   ‫ذاك‪ ..‬وأظن أن الإحساس‬                                          ‫للغاية بمواصلة العمليات‬
‫بثقل وجبروت هذه العقوبات‬
 ‫سيظهر ويصبح حالة مادية‬

     ‫ملموسة ليس قبل ستة‬
    ‫أشهر‪ ،‬بصرف النظر عن‬
‫العمليات العسكرية الروسية‬

      ‫في أوكرانيا‪ ،‬لأن هناك‬
   ‫معركة أساسية بدأت بين‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214