Page 214 - merit 43- july 2022

‫العـدد ‪43‬‬ ‫‪212‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢2‬‬ ‫منها كمنافس لتصدير‬
‫العديد من السلع والخامات‬
‫أوكرانيا في ‪ 21‬فبراير‬ ‫الروسي لأوكرانيا في ‪24‬‬
‫‪ .2022‬وتظهر نتائج‬ ‫فبراير ‪ 2022‬إقليميًّا ودوليًّا‪.‬‬ ‫عبر طرق نقل منخفضة‬
‫مخاوفنا من تحويل روسيا‬ ‫الأسعار‪ .‬هذا إضافة إلى‬
‫إلى دولة درجة ثانية ولكن‬ ‫مواقع قطع الشطرنج‬ ‫بقية الاعتبارات السياسية‬
‫بقدرات نووية‪ .‬أي دولة مثل‬ ‫الجديدة‬
‫تركيا وإيطاليا مث ًل‪ ،‬أو دولة‬ ‫والعسكرية الأخرى‪.‬‬
‫أعلى منهما قلي ًل‪ ،‬ولكنها‬ ‫بحلول اليوم الثاني‬ ‫الخطير هنا أن روسيا تطلب‬
‫لا تصل حتى إلى مكانة‬ ‫والأربعين للغزو الروسي‪،‬‬
‫بريطانيا وفرنسا وألمانيا‪.‬‬ ‫من تركيا أن تساعدها في‬
‫التصريح الصيني في اليوم‬ ‫ظهر تصريح صيني على‬ ‫إخراج الأوكرانيين من‬
‫الـ‪ 42‬للغزو الروسي‬ ‫خلفية الأزمة الروسية‪-‬‬
‫لأوكرانيا‪ ،‬أظهر أن بكين‬ ‫الأوكرانية من جهة‪ ،‬وعلى‬ ‫ماريوبول لتستكمل احتلالها‪.‬‬
‫تتحدث بلغة الطرف الواثق‬ ‫خلفية الأزمة الروسية‪-‬‬ ‫وحدث أن ظهرت تلميحات‬
‫من أنه القوة الثانية المنافسة‬ ‫الغربية من جهة أخرى‪ ،‬رأته‬
‫في العالم‪ ،‬التي توجه خطا ًبا‬ ‫بعض الأوساط السياسية‬ ‫بشأن ضرورة قيام أردوغان‬
‫للقوة الأولى بشأن أزمة‬ ‫العالمية أحد أهم التصريحات‬ ‫برد الجميل لبوتين‪ .‬فالأخير‬
‫ما بين دولتين هما روسيا‬
‫وأوكرانيا اللتين عليهما حل‬ ‫التي تعكس توج ًها‬ ‫هو الذي نبهه ونقل إليه‬
‫مشاكلهما‪ .‬ولكن الصين‬ ‫استراتيجيًّا في النظام العالمي‬ ‫المعلومات الخاصة بالإطاحة‬
‫كقوة عظمى ثانية منافسة‬
‫على أعتاب هذا النظام الذي‬ ‫المزمع صياغته‪ ،‬إن لم يكن‬ ‫به عام ‪ .2015‬وبالتالي‪،‬‬
‫يتشكل‪ ،‬تدعو القوة الأولى‬ ‫أهمها على الإطلاق‪:‬‬ ‫هو مدين لنظيره الروسي‪.‬‬
‫المنافسة ألا تكون قاسية‬ ‫والوقت قد حان الآن لرد‬
‫وصارمة‪ ،‬وأن تكون أكثر‬ ‫(أكد المتحدث باسم وزارة‬ ‫الجميل‪ .‬ولكن بكل الشواهد‬
‫حكمة ورأفة وعد ًل بأحد‬ ‫الخارجية الصينية تشاو‬
‫الأطراف‪ ،‬ألا وهو روسيا‪.‬‬ ‫والملاحظات والمسوغات‪،‬‬
‫هذا ما كان البعض يحذر منه‬ ‫ليجيان‪ ،‬أنه يجب على‬ ‫أردوغان لن يفعل ذلك لا‬
‫منذ البداية‪ ،‬ومن أن تؤدي‬ ‫الولايات المتحدة التوقف عن‬
‫مغامرة الرئيس الروسي‬ ‫فرض العقوبات ضد موسكو‬ ‫لأنه لا يريد‪ ،‬ولكن لأنه‬
‫فلاديمير بوتين بغزو دولة‬ ‫لا يستطيع‪ .‬وعمو ًما‪ ،‬فقد‬
‫جارة عسكر ًّيا إلى تهديد‬ ‫إذا كانت جادة بشأن حل‬ ‫تم تدمير حوالي ‪ %90‬من‬
‫وضع روسيا وخفض‬ ‫الأزمة الأوكرانية‪ .‬وقال‬ ‫ماريوبول‪ .‬وهناك مناطق‬
‫مكانتها من قوة ثانية عظمى‬ ‫تشاو لي جيان “إذا كانت‬ ‫قد تم حرقها والقضاء عليها‬
‫إلى دولة من الدرجة الثانية‬ ‫الولايات المتحدة تريد ح ًّقا‬
‫لديها مشاكل وتناقضات مع‬ ‫المساهمة في تهدئة الوضع‬ ‫تما ًما‪.‬‬
‫غالبية دول العالم‪ .‬وبطبيعة‬ ‫في أوكرانيا‪ ،‬فعليها التوقف‬ ‫بالعودة إلى تغيير خطط‬
‫الحال‪ ،‬فأي تحرك لروسيا‬ ‫عن صب الزيت على النار‬ ‫روسيا‪ ،‬مع الإبقاء على‬
‫إلى الوراء‪ ،‬سيكون لصالح‬ ‫والتوقف عن التلويح بهراوة‬ ‫تهديد غرب أوكرانيا وكييف‬
‫اندفاع الصين إلى الأمام‪.‬‬ ‫العقوبات وتعزيز مفاوضات‬ ‫بالصواريخ من بعد‪ ،‬نجد‬
‫أن الأمور تدخل فع ًل إلى‬
‫السلام ح ًّقا»)‪.‬‬ ‫مرحلة جديدة تجعلنا نؤكد‬
‫في هذا التصريح يظهر ما‬ ‫أن خروج القوات الروسية‬
‫حذرنا منه حتى قبل اعتراف‬ ‫أو ابتعادها عن جنوب‬
‫الرئيس الروسي فلاديمير‬ ‫وشرق أوكرانيا سيكون‬
‫صعبًا للغاية‪ .‬وتجعلنا نؤكد‬
‫بوتين بانفصال مدينتي‬ ‫أي ًضا أن الأمور لن تعود‬
‫دونيتسك ولوجانسك عن‬ ‫إلى ما كانت عليه قبل الغزو‬