Page 212 - merit 43- july 2022
P. 212
العـدد 43 210
يوليو ٢٠٢2 ولوجانسك ،سمح باختراق
مدن مهمة مثل خاركوف
الحملة العسكرية عمو ًما، الحقيقة ،فالقوات المسلحة وأوديسا وخيرسون،
وأيضا من أجل تبرير الروسية لا تعمل وحدها
في الأراضي الأوكرانية، وكشف عن منشآته الحيوية
التراجع عن احتلال كييف وإنما هناك أجهزة وقوات أمام روسيا التي أصبحت
وبعض المدن الكبرى خاصة في هذه الأجهزة
تعمل بقوة وهدوء وصمت في الذاكرة الأوكرانية «عد ًّوا
من خارج نطاق الجنوب تاريخيًّا» ،كما هو الوضع
والشرق. وخلف خطوط الدفاع. عليه في جورجيا ومولدافيا
وبالمثل فالقوات الأوكرانية وبولندا ودول البلطيق
روسيا اضطرت لتغيير لا تعمل وحدها ،لأنه كان
خططها خلال الأسبوع من المتوقع أن تبدأ روسيا الثلاثة وتشيكيا وسلوفاكيا
الخامس من الغزو حتى وبلغاريا والمجر والعديد من
بالقضاء على الجيش دول آسيا الوسطى والدول
لا تقع في نفس الفخ الأوكراني .وبالتالي ،نجحت
الأفغاني -السوفيتي .ومع الاسكندنافية.
ذلك فلا توجد أي ضمانات أوكرانيا في بناء قطاعات لا شك أن روسيا غيرت
دفاعية وجيوب للمقاومة. من استراتيجيتها العسكرية
لعدم استمرار استنزاف
روسيا عمو ًما ،وقواتها ونجحت هذه القطاعات والسياسية ،وخ َّف َضت
التي تحتل أوكرانيا على والجيوب في إفساد غالبية سقف توقعاتها التي كانت
وجه الخصوص .والمسألة الخطط العسكرية الروسية،
مسألة وقت ،خاصة وأن بل وكبدتها خسائر فادحة. تحلم بها مع بدء غزوها
موسكو تنوي التركيز وهذا طب ًعا ليس بعي ًدا عن لأوكرانيا .ففي الأسبوعين
على احتلال جنوب وشرق الأولين نجحت روسيا في
أوكرانيا ،وتثبيت سلطتها مساعدات الغرب.
هناك ،وإجراء تغييرات الغرب ساعد أوكرانيا بقوة إعطاء انطباع للعالم كله،
قانونية وديموجرافية ولأنصارها تحدي ًدا ،أنها
وإدارية ،تمهي ًدا لسلخ على جميع المستويات:
الجنوب والشرق وإغلاق الأموال والأسلحة قادرة على احتلال كل
المنافذ المائية لأوكرانيا. أوكرانيا .ولكن الغرب لم
وهذا لن يمنع روسيا من والاستشارات العسكرية يمرر الأمر كما مرر موضوع
تجريب صواريخها على وتقديم المعلومات
غرب أوكرانيا أو حتى على القرم وسيفاستوبول،
العاصمة كييف نفسها. الاستخباراتية ،والدعم والوجود الروسي في مدينتي
ولكن التركيز سيكون القانوني واللوجستي،
على الجنوب والشرق. وفرض العقوبات على دونيتسك ولوجانسك.
وستفاوض موسكو على في هذه المرة نهضت الآلة
قطاعات وأهداف واقعة روسيا ،واستنزاف
الاقتصاد الروسي. الغربية بكل مكوناتها،
في نطاق صواريخها وبالتالي ،أعلنت روسيا وأفسدت توقعات وأحلام
«الفرط صوتية» كما يحب بسرعة أنها انتهت من
المترجمون الروس وصف المرحلة الأولى لعملياتها موسكو.
العسكرية بتدمير الأهداف بعد مرور 5أسابيع من
أسلحتهم الأسرع من الدفاعية والبنى التحتية الغزو الروسي لأوكرانيا،
الصوت. العسكرية والأمنية بشكل تكبدت القوات الروسية
شبه كامل .وهذا الكلام غير خسائر كبيرة ،فيما نجحت
الطريق لا يزال في بدايته. دقيق ،ولكنه للاستهلاك هي في تدمير مواقع دفاعية
المحلي من جهة ،ولتبرير
وبنى تحتية في العديد
من المدن الأوكرانية .وفي