Page 216 - merit 43- july 2022
P. 216
العـدد 43 214
يوليو ٢٠٢2 للتعامل مع تركيا والصين.
والغرب ليس غبيًّا إلى هذه
«المناورات التركية» التي والمنظمات والتنظيمات
تستخدم المنطقة كورقة من جهة أخرى .وهذا الدرجة .فهو يرصد تلك
للمبادلة تارة ،وللمناورة يمنح أنقرة حرية الحركة الحالة النادرة التي ساقتها
تارة أخرى ،مع قوى أكبر والمناورة والكر والفر في
من أجل مصالح تركيا هذه الدول ،بما في ذلك مع له «الأقدار» على طبق
إسرائيل نفسها .إن تركيا من ذهب .فليدع روسيا
«الإمبريالية» حص ًرا، تمنح نفسها الحق في ليبيا وتركيا والصين تفعل ما
وأحلامها باستعادة ليس وفي سوريا وفي العراق، تشاء ،والمسألة لا تقاس
الخلافة كما يظن الطرف وحاليا في تونس والمغرب بالتصريحات والعنتريات
ومصر ،وفي دول الخليج
العربي المضحك ،ولكن المتنفذة .تمنح نفسها حق بقدر ما تقاس بالفعل
العالم التركي الأهم بكثير التدخل ،وحق الإملاء على الأرض .والمشهد على
من الخلافة والذي يتواكب والضغط والتهديد ،بل الأرض ،هو انكماش روسيا
وبإمكانية إرسال قوات إلى وتقوقعها ،وانبساط الأفق
مع متغيرات العصر ليبيا أو قطر أو السودان. أمام تركيا ،وتحرك الصين
والتقدم والتطور .خاصة إن ما يسمى بالمنطقة
وأن هذا العالم التركي هو العربية ،أمام خطر إلى الأمام لتحتل مكانة
أحد أهم مناطق تصدير القطب الثاني بشروط
دمار الحرب معينة إلى الآن.
الروسية على الكلام أعلاه لا يتعارض
إطلا ًقا مع توجهات التعاون
أوكرانيا
بين الدول ،ولا يدعو
لعداوة هذه الدولة أو تلك
أو إلى مقاطعة هذا البلد
أو ذاك .وإنما هو مجرد
رصد تقريبي لمشهد تدور
أحداثه أمامنا .وفيما
يتعلق بتركيا وتحركاتها
وطموحاتها ،فإن الجانب
الذي يتعلق بروسيا
والصين وأوروبا وحلف
الناتو وآسيا الوسطى
يخص نفس هذه الأطراف،
وأعتقد أن التكتلات
الأمريكية الجديدة في
جنوب وشرق آسيا
ستكون كفيلة بالتعامل.
إن تركيا تتميز عن روسيا
والصين في علاقتها
بدول الشرق الأوسط من
جهة ،وبالتراكيب الدينية