Page 218 - merit 43- july 2022
P. 218
العـدد 43 216
يوليو ٢٠٢2 دونيتسك ولوجانسك!
فهل فع ًل هذه هي كانت
لتحسين شروط وجود هو أكبر هزيمة لها بعد أهداف روسيا قبل أكثر
روسيا كدولة رأسمالية انهيار الاتحاد السوفيتي، من شهرين؟! إ ًذا ،فماذا
عظمى إلى جانب أمريكا عن الأهداف الأخرى التي
وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وأكبر عملية تقهقر أمام أعلنتها موسكو ،والمطالب
ليس فقط الغرب بمكوناته
والصين واليابان. الثلاثة (الولايات المتحدة الجبارة التي أفصحت
من جهة أخرى ،من عنها ،سواء لأوكرانيا أو
الصعب التيقن من أن والاتحاد الأوروبي
أوكرانيا تقاوم وتواجه وحلف الناتو) ،بل وأي ًضا للغرب؟!
بشكل متكافئ مع ما ماذا حققت روسيا بشأن
تظهرة روسيا من قوة أمام الزحف الصيني منع حلف الناتو من التمدد
وبطش وتدمير ،أو حتى البراجماتي الذي لا يرحم
تثبت أنها متفوقة أو شر ًقا ،ومنع الولايات
منتصرة .كما أن الحرب لا أحد ولا يشفق على أحد المتحدة من نشر قوات
تحتمل المجازات والتمنيات مهما أدلى بتصريحات وأسلحة في وسط وشرق
عندما تكون قد نشبت وأن أوروبا ،وإجبار حلف الناتو
هناك قوات تتحارب على وإعلانات.. على العودة إلى أوضاع عام
الأرض وتتقدم وتقصف إن الرئيس الروسي ،1997أي إلغاء عضوية
فلاديمير بوتين ،ووفق ما يقرب من 10دول،
وتحرق وتهدم .لا الأمر الواقع ،يجب ألا وإجبار 30دولة بالاتحاد
مجازات أو تمنيات هنا. يفاوض على شرق وجنوب الأوروبي على الخضوع
أوكرانيا فقط ،ولا على
في الحقيقية ،وعلى نصف أوكرانيا فقط ،بل تما ًما للغاز والنفط
الأرض ،القوات الروسية على كل أوكرانيا من جهة، الروسيين ،ونشر النفوذ
وعلى أن لا يتقدم إلى الأمام
متفوقة بعشرات المرات لغزو أوروبا الشرقية الروسي كقوة عظمى
في كل شيء على نظيرتها وتأديبها على أقل تقدير، ثانية في العالم ،وبناء عالم
أو إبعادها عن حلف الناتو
الأوكرانية .والقوات تمهي ًدا لإسقاطه وتفكيكه متعدد القطبية تحتل فيه
الروسية دخلت إلى لاح ًقا من جهة أخرى. روسيا مرك ًزا متقد ًما إلى
أوكرانيا بدون أي مقاومة غير ذلك ،فالرئيس بوتين
من القوات العسكرية لم يحقق أي شيء ،بل جانب الولايات المتحدة
النظامية الأوكرانية وسيكون قد خدع شعبه وألمانيا وفرنسا وبريطانيا
(الجيش الأوكراني). وبدد أمواله وموارده،
وهذا يعني أن الأمر ووضعه تحت حصار والصين؟!
محسوم عسكر ًّيا لصالح قاسي لا يرحم ،وكلفه إن التغني بالانتصار،
روسيا ،اتفقنا مع ذلك أرواح شبابه وبناته في والإعلان عنه والتأكيد عليه
أو اختلفنا ،لأن المسألة في الأغاني والشعارات
ليست تمنيات أو رغبات أوكرانيا. والمقالات الصحفية ،لا
وأحلام ،وإنما هي واقع إن الرئيس بوتين يعني أنه حدث ،ولا يعني
تحسبه موازين القوى من «الحكمة والقوة أن هناك انتصا ًرا .إن
على الأرض .لكن مسألة والشجاعة» لخوض الحرب خروج روسيا من أوكرانيا
مقاومة الأوكرانيين، حتى النهاية الأليمة للقضاء بدون تحقيق أهدافها
أمر آخر تما ًما .لأنه على الإمبريالية والرأسمالية الخمسة والحصول على
العالمية ،أو على الأقل ضمانات أمنية من الغرب،