Page 237 - merit 42 jun 2022
P. 237

‫‪235‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫شخصيات‬

     ‫تمثال لوجه الرئيس الأمريكي فرانكلين ديلانو روزفلت‬          ‫ودرجة رعايتهن واهتمام الأطباء‬
                                                                    ‫بهن‪ ،‬وسجلت أن المصحة بها‬
    ‫‪ُ ،1887‬نشر الجزء الأول من‬    ‫لكن مسألة خروجها من المصحة‬       ‫‪ 16‬طبيبًا فقط يلاحظون ‪1600‬‬
  ‫قصتها بعنوان «خلف قضبان‬            ‫كانت شاقة‪ ،‬وهو وجه آخر‬        ‫مريضة‪ ،‬وقالت إنهم لا يولون‬
                                      ‫من وجوه الإهمال والكسل‬
     ‫اللجوء» ‪Behind Asylum‬‬          ‫وازدراء المرضي‪ ،‬فقد فشلت‬    ‫أي اهتمام بهن‪ ،‬وأنها لم تر اثنين‬
‫‪ ،Bars‬وأصبحت نيللي بلي حديث‬                                     ‫من الأطباء أب ًدا طول مدة إقامتها‪،‬‬
                                  ‫جهودها حتى أرسلت نيويورك‬
    ‫كل أمريكا‪ ،‬مما أجبر الأطباء‬       ‫وورلد ‪New York World‬‬            ‫وبالطبع تحدثت عن وصم‬
‫النفسيين الذين ش َّخصوا حالتها‬                                     ‫المواطن بالجنون بشكل جزافي‬
‫خطأً على أنها مجنونة على تقديم‬    ‫محاميًا لترتيب إطلاق سراحها!‬
                                 ‫(نيويورك وورلد صحيفة يومية‬          ‫من قبل القاضي دون التأكد‬
  ‫اعتذارات متعددة‪ ،‬وتوالى نشر‬     ‫كانت تصدر في مدينة نيويورك‬         ‫من ذلك‪ ،‬كما رصدت معاناة‬
 ‫الأجزاء المتتالية (خمسة أجزاء)‬   ‫من عام ‪ 1860‬حتى عام ‪،1931‬‬        ‫النزيلات من النساء المهاجرات‬
                                                                ‫اللائي لا يتحدثن اللغة الإنجليزية‬
    ‫من تحقيقها الذي هز أركان‬       ‫وكانت إحدى الصحف الرائدة‬
   ‫ولاية نيويورك وأمريكا كلها‪.‬‬     ‫المعبرة عن الحزب الديمقراطي‬         ‫مطل ًقا‪ ،‬أو اللائي يتحدثنها‬
                                                                     ‫بمستوى منخفض لا يسمح‬
          ‫هذا التحقيق الصحفي‬              ‫من ‪ 1883‬حتى ‪.)1911‬‬      ‫لهن بتوصيل أفكارهن للأطباء‬
 ‫الاستقصائي الخطير‪ ،‬الذي يع ُّد‬      ‫بعد يومين من خروجها من‬        ‫والممرضات والإداريين بشكل‬
‫مغامرة صحفية كبرى قامت بها‬          ‫المصحة‪ ،‬يوم الأحد ‪ 9‬أكتوبر‬        ‫عام‪ ،‬وأدى ذلك إلى احتجاز‬
  ‫صحفية شابة –في هذا الوقت‪-‬‬                                          ‫بعضهن باعتبارهن مرضى‬
                                                                    ‫نفسيين‪ ،‬وهن أصحاء تما ًما!‬
                                                                 ‫اللافت أي ًضا أن نيللي بلي بعد أن‬
                                                                ‫أكملت مهمتها الصحفية‪ ،‬ودونت‬
                                                                      ‫كل الملاحظات التي ستعمل‬
                                                                 ‫عليها‪ ،‬غيرت أسلوب تعاملها مع‬
                                                                    ‫الجميع لتبدو عاقلة‪ ،‬وحاولت‬
                                                                   ‫إقناع الأطباء أنها تحسنت ولم‬
                                                                  ‫تعد تعاني من المرض النفسي‪،‬‬
   232   233   234   235   236   237   238   239   240   241   242