Page 240 - merit 42 jun 2022
P. 240

‫العـدد ‪42‬‬                                      ‫‪238‬‬

                                                                              ‫يونيو ‪٢٠٢2‬‬  ‫د‪.‬خالد عزب‬

          ‫الألقاب‬
‫موروث تاريخي‪..‬‬

    ‫هل نعرفه؟‬

   ‫لن ُي َص َّح َح هذا إلا بمبادرة من‬     ‫ويحصل عليها المواطن خارج‬             ‫في حياتنا ألقاب ورثناها منذ‬
‫نقابات المهن الطبية التي يجب أن‬          ‫الأندية بشق الأنفس‪ ،‬هنا يكمن‬
                                                                                 ‫عقود ترسخت في مصر من‬
   ‫تمنع من لم يحصل على درجة‬                ‫عامل المساواة الذي يجب أن‬        ‫العصر المملوكي‪ ،‬وتزايد رسوخها‬
‫الدكتوراة أن يلقب نفسه دكتو ًرا‪،‬‬           ‫ينطلق من أن الشهادة ليست‬
 ‫بل يضع على إعلاناته أنه طبيب‪،‬‬           ‫هي المعيار الأول للتقييم داخل‬         ‫في العصر العثماني‪ ،‬وانعكست‬
 ‫وأن يفتخر بلقب طبيب الذي هو‬             ‫المجتمع‪ ،‬بل الإنسان بما يحمله‬          ‫في مجتمعنا رسو ًخا في عصر‬
                                         ‫من قيم وأخلاق ومباديء‪ ،‬وأ َّل‬      ‫أسرة محمد علي‪ ،‬لنري صداها في‬
  ‫في مضمونه يحمل بع ًدا انسانيًّا‬         ‫نضع الشهادة عائ ًقا في سبيل‬          ‫المجتمع بصورة أكثر سلبية في‬
    ‫في التعامل مع المريض‪ ،‬بينما‬            ‫الحصول على أبسط الحقوق‪،‬‬            ‫مصر بعد عام ‪ ،1952‬لتقدم لنا‬
                                        ‫لذا علينا أن نفكر مليًّا في معاملة‬   ‫نماذج مختلفة من التعالي الطبقي‬
  ‫لقب الدكتور الزائف يحمل زي ًفا‬       ‫الحرفيين للمتعلمين حين يقعون‬         ‫والاستعلاء‪ ،‬وهي أمراض تسربت‬
   ‫في التعامل مع الواقع وزي ًفا في‬     ‫تحت يدهم في معاملات‪ ،‬لا بد أن‬        ‫حتى أعماق المجتمع‪ ،‬فصار اللقب‬
                                        ‫يثبت لك أنه هو الأذكي والأكثر‬          ‫علامة علي الارتقاء الاجتماعي‪،‬‬
     ‫التعامل مع المريض‪ ،‬وطبقية‬              ‫قدرة‪ ،‬وهذا عامل نفسي في‬          ‫فصار السباك مهند ًسا والممرض‬
   ‫تبعده عن كونه إنسا ًنا‪ ،‬وتؤثر‬       ‫مجتمعنا بحاجة لمعالجة اجتماعية‬        ‫دكتو ًرا‪ ،‬وما زلنا في حاجة ماسة‬
                                        ‫ونفسية‪ ،‬لنأتي لدور علم النفس‬        ‫إلى معالجة هذه المشكلة‪ ،‬فالإنسان‬
     ‫بلغة المستعمر واحتقار للغة‬           ‫وعلم الاجتماع لمعالجة قضايا‬       ‫ليس بلقبه ولا وظيفته بل بقدرته‬
    ‫الوطنية‪ ،‬من هنا رأيت في هذا‬           ‫المجتمع الشائكة‪ ،‬التي تبدأ من‬        ‫علي الإنجاز وخدمة المجتمع أ ًّيا‬
‫المقال أن أع ِّر َف لكم بعض الألقاب‬      ‫الاعتراف بأن لدينا مشاكل إلى‬           ‫كان عمله‪ ،‬هذا لن يأتي إلا إذا‬
    ‫التي ُع ِرفت في مصر والمنطقة‬       ‫الاعتراف بأن معالجة المشاكل لا‬          ‫آمن مجتمعنا بأن المساواة حق‬
  ‫العربية من المصادر التاريخية‪.‬‬        ‫بد أن تقوم على العلم‪ ،‬ثم الإجابة‬      ‫من حقوق الإنسان‪ ،‬وأن الفروق‬
                                            ‫عن سؤال‪ :‬هل نحن مجتمع‬              ‫الطبقية هي شيء من الماضي‪،‬‬
          ‫أغا‪:‬‬                           ‫لديه نظرة دونية لبعض الناس‬             ‫ولن يأتي هذا إلا بتعليم قوي‬
                                          ‫والمهن؟ إلى‪ :‬هل أصحاب المهن‬            ‫ومستمر للجميع‪ ،‬فض ًل عن‬
      ‫لقب كان يطلق على شيوخ‬            ‫لديهم مشاكل مع الحاصلين على‬               ‫توفير الخدمات للجميع دون‬
  ‫الأكراد أو كبارهم‪ ،‬وكان ينقش‬                                                 ‫تمييز طبقي‪ ،‬فلا نقدم خدمات‬
   ‫على نقودهم‪ ،‬وكلمة أغا معناها‬                         ‫مؤهلات عليا؟‬          ‫سهلة في الأندية الأرستقراطية‪،‬‬
‫في لغة الأتراك الغربيين رئيس أو‬
 ‫سيد‪ ،‬أما كلمة أغا التى قد تكتب‬
‫(أقا) وتجمع على أغايان أو آقايان‬
   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245