Page 6 - merit 48
P. 6
العـدد 48 4
ديسمبر ٢٠٢2
الإجابة المسبقة التي انطلق منها افتتاحية
أوريد في بناء فصول كتابه "أفول
الغرب" ،وهي أن الحضارة الغربية
تسعى إلى انهيارها لأنها تخلت عن
"الدين" ،الذي هو العامل الإنساني سمير درويش
المهم ..عن سؤال لم يكلف نفسه
رئيس التحرير
بطرحه من الأساس ،وهو :إذا
كنا متدينين وإنسانيين فلماذا لم أفول العقل
نتقدم؟ هي التي جعلته لا يعرف العربي..
ماذا يريد من كتابه أسا ًسا ،وجعله
التهافت والتضاد والإجابات
يقع في الكثير من التناقضات، المسبقة في كتاب حسن أوريد!
سأتوقف عند أمرين منها فقط هي:
الديمقراطية والعلاج.
وموقفه من الغرب وحضارته ،في ضوء مواقع التواصل الاجتماعي –وقت تداولت
إشارات قريبة صدرت عنه هو نفسه تجعل كتابة المقال -صورة للدكتور
المرء يتشكك في غايته من هذا الكتاب وغيره، أحمد الطيب ،شيخ الأزهر ،في
منها حديثه في ندوة عامة للدكتور محمد الطائرة وهو عائد من رحلة علاج
عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة عن دورية في ألمانيا ،وإلى جواره كتاب
ضرورة امتلاك «اليقين» قبل الكتابة ،وهو
ما يتعارض مع مبدأ «الشك» في الفلسفة التي «أفول الغرب» للكاتب المغربي
درسها في رسالته للدكتوراة ،ثم حديثه عن حسن أوريد ،مما أثار سخرية
(الحضارة الإسلامية) –بين قوسين طب ًعا) قطاع مهم من الليبراليين ،الذين
باعتبارها غز ًواِ :ر ْج ٌل في الصين و ِر ْج ٌل في ركزوا على مفارقة أن الشيخ يتعالج في
الغرب ويتمنى أفوله! بينما هبت جموع
إسبانيا ،على حد قوله! للدفاع عنه باعتبار أنه مثقف ،وأن من حقه
“نزوع العلم المفرط” ..هذه العبارة التي –بالمفهوم الليبرالي ذاته -أن يقرأ ما يشاء.
استشهد بها حسن أوريد من الفيلسوف
الفرنسي ميشال فوكو هي لب أزمة كتابه هذا المشهد ،وهذه السجالات جعلتني
“أفول الغرب” الصادر عن المركز الثقافي أتوقف أمام هذا الكتاب في محاولة لقراءة
العربي بالدار البيضاء ،المغرب عام .2018 منطلقاته الفكرية وأهدافه ورسالته ،لأن
من شأن ذلك أن يوضح اتجاه الشيخ