Page 65 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني نهائي
P. 65

‫فإ َّنا – مع ذلك – ُنس ِّج ُل أ َّن هذه ال َقفزات التاريخ َّيةَ الكُبرى والم َح ُمود َة َترا َج َع ْت‬                                                                                                                                                                                            ‫على َن ْف ٍس واحد ٍة فكأ َّنه َج َنى على ال َب َشر َّي ِة َج ْمعا َء‪ ،‬و َم ْن أَ ْح َيا َن ْف ًسا واحد ًة‬
    ‫ابملالعمكََِهثايس ُؤرايلوأل َنَّي ِخةإل؛لاى ُقماَّمالالانأ َّضِخا ِسبر َهاطَم ِةُطفلإل َّىمتا َنصف ُّْرشىفرِا َد َِّتوُشا ُاعملوِةٍرد اولل ََّّعتياِة ٍّمط‪ُّ ،‬ربو َات ِلفرإاالحَجإب َعال ِحِتطاادلو ِّاِيقلَي ُعوُم ْازلَلا ِللةاُّردوويانِلح ََّييِّي ْأ ُة‪ِ ،‬ووساإ‪،‬ل َّماُّوش َدُعف َفو َعُرى‬                                                                         ‫فكَأ َّنا أَ ْح َيا النا َس جمي ًعا‪.‬‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫باس ِم ال ُف َقرا ِء وال ُب َؤسا ِء والم َح ُرو ِمي َن والم ُه َّم ِشي َن ا َّلذين َأ َم َر الل ُه بالإحسا ِن إليهم‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫و َم ِّد َي ِد ال َع ْو ِن لل َّتخ ِفي ِف عنهم‪ ،‬فر ًضا على ُك ِّل إنسا ٍن لا س َّيما ُك ِّل ُمق َتد ٍر و َمي ُسو ٍر‪.‬‬
    ‫دوامة ال َّتط ُّر ِف ال ِّدين ِّي والتش ُّد ِد وال َّتع ُّص ِب الأعمى‪ ،‬كما َد َف َع البع َض إلى َت َب ِّنى‬                                                                                                                                                                                       ‫البُحا ُروس ِم ِبالوأايلتاا ِمضواِطلأَهار ِاد ِموِلا‪،‬لو ُّظاللْم َُِمه‪َّ ،‬جوراليم ُ َنس َوتال َّنضا َعِز ِف ِحي َين َنواملنخِدا ِيئاِفِري َِهنمووا َألأَْو ْسطاَرِنهىم‪،‬والوم ُ ُكَع ِّ َّلذ ِبي َضَنحفايىا‬
                                                                        ‫أشكا ٍل من الإدما ِن وال َّتد ِميرِ الذات ِّي وال َجماع ِّي‪.‬‬
    ‫وعالليتهع بَ ُّوصا ِدَبرق«دحأرث ٍَمب َرعفالمى َّي ٍاةلعثاا َللثِمٍ‪،‬ة‬  ‫ال ِّدين َّي والقوم َّي‬  ‫التاري َخ ُيؤ ِّك ُد أ َّن التط ُّر َف‬             ‫إ َّن‬                                                                                                                                                                                    ‫الأر ِض‪ُ ،‬دو َن إقصاٍء أو تميي ٍز‪.‬‬
                                                                          ‫ُي ِك ُن أن ُنطِل َق‬     ‫فى ال َغ ْر ِب أو ال َّش ْر ِق‪ ،‬ما‬                 ‫سوا ٌء‬                                                                                                                                         ‫باس ِم ال ُّش ُعو ِب التى ف َق َد ِت الأَ ْم َن وال َّسلا َم وال َّتعا ُي َش‪ ،‬و َح َّل بها ال َّدمارُ وال َخ َرا ُب‬
    ‫على أجزاٍء»‪ ،‬ب َدأَ ْت َتك ِش ُف عن َوج ِهها القبي ِح فى كثي ٍر من الأماك ِن‪ ،‬وعن أوضا ٍع‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                            ‫وال َّتنا ُحر‪.‬‬
    ‫َمأساو َّي ٍة لا ُيع َر ُف – على َو ْج ِه ال ِّد َّق ِة – َع َد ُد َمن خلَّ َف ْتهم من َق ْتلَى وأرا ِم َل و َثكالى‬                                                                                                                                                                              ‫َت َم ُع ال َب َش َر جمي ًعا‪ ،‬و ُتو ِّح ُدهم و ُتس ِّوى بي َنهم‪.‬‬       ‫«الأُ ُخ َّو ِة الإنسان َّي ِة» التى‬
    ‫وأيتا ٍم‪ ،‬وهناك أماك ُن أُخ َرى َيجرِى إعدا ُدها لم َزي ٍد من الانفجا ِر وتكدي ِس ال ِّسلاح‬                                                                                                                                                                                                      ‫ِسياسا ُت ال َّت َع ُّص ِب وال َّتفرِق ِة‪ ،‬التى َتع َب ُث ب َمصا ِئرِ‬  ‫تلك الأُ ُخ َّو ِة التى أر َه َق ْتها‬  ‫باس ِم‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                   ‫باسم‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫ال ُّش ُعو ِب و ُم َق َّدرا ِتهم‪ ،‬وأَن ِظمةُ ال َّت َر ُبّ ِح الأَ ْع َمى‪ ،‬وال َّت َو ُّجها ُت الأيدلوج َّي ِة ال َب ِغيض ِة‪.‬‬
    ‫و َجلْ ِب ال َّذخائرِ‪ ،‬فى َو ْض ٍع عا َِل ٍّي ُتسي ِط ُر عليه ال َّضباب َّيةُ و َخ ْي َبةُ الأم ِل والخو ُف‬                                                                                                                                                                                      ‫باس ِم ال ُح ِّر َّي ِة التى َو َه َبها اللهُ لكُ ِّل ال َب َشرِ وف َط َر ُهم عليها و َم َّي َز ُهم بها‪.‬‬
    ‫من الم ُس َتق َب ِل‪ ،‬و َتتحكَّ ُم فيه الم َصال ُح الماد َّي ُة الض ِّيقة‪.‬‬
    ‫و ُنش ِّد ُد أي ًضا على أ َّن الأزما ِت السياس َّيةَ الطاحنةَ‪ ،‬وال ُّظل َم واف ِتقا َد َعدال ِة‬                                                                                                                                                                                                  ‫باس ِم ال َع ْد ِل وال َّرحم ِة‪ ،‬أسا ِس الم ُلْ ِك و َج ْو َه ِر ال َّصلا ِح‪.‬‬
    ‫التوزي ِع للثروا ِت الطبيع َّية – التى َيس َتأ ِث ُر بها ِقلَّةٌ من الأثريا ِء و ُيح َر ُم منها ال َّسوا ُد‬                                                                                                                                                                                      ‫باس ِم ُك ِّل الأشخا ِص ذَ ِوى الإراد ِة الصالح ِة‪ ،‬فى ك ِّل ِبقا ِع الم َسكُو َن ِة‪.‬‬
    ‫الأع َظ ُم من ُش ُعو ِب الأر ِض – قد َأ ْن َت َج و ُي ْن ِت ُج أعدا ًدا هائلةً من الم َ ْر َضى والم ُ ْع ِو ِزين‬                                                                                                                                                                                 ‫باس ِم اللهِ وباس ِم ُك ِّل ما َس َب َق‪ُ ،‬يعِل ُن الأز َه ُر الشري ُف – و ِمن َح ْو ِله الم ُسِل ُمو َن فى‬
    ‫كثي ٌر من ال ُّد َو ِل‪ ،‬برغ ِم ما َتز َخ ُر به تلك البلا ُد‬                                    ‫ووأَثزرمواا ٍٍتت‪،‬قواتملاةً َ َتت ِلشكُ َهه ُدمهنا‬  ‫والم َ ْو َتى‪،‬‬                                                                                                                                 ‫َمشا ِر ِق الأر ِض و َمغا ِر ِبها – والكنيس ُة الكاثوليك َّي ُة – و ِمن حو ِلها الكاثوليك من‬
    ‫َسوا ِع َد َقو َّي ٍة وشبا ٍب واع ٍد‪ .‬وأما َم هذه الأزمات‬                                                                                         ‫من ُكنو ٍز‬                                                                                                                                     ‫ال َّشر ِق وال َغ ْر ِب – َتب ِّنى ثقاف ِة الحوا ِر َد ْر ًبا‪ ،‬والتعا ُو ِن الم ُشتر ِك سبي ًل‪ ،‬والتعارُ ِف‬

    ‫التى تج َع ُل َملايي َن الأطفا ِل َ ُيو ُتو َن ُجو ًعا‪ ،‬و َتت َح َّو ُل أجسا ُدهم – من ِش َّد ِة الفقرِ‬                                                                                                                                                                                                                                           ‫الم َُتبا َد ِل َن ْه ًجا و َطرِي ًقا‪.‬‬
    ‫اولاألبونجاه ِوءن ِاعو َتَت–رظإب َلهي ِتُرىهمماضوُيرَتوعش ِلرب ُيةُه ِمااهللأَُمه َيساوِ َركَ ِةَلتاكلنِصَعوياٍِنةظهملَّمياةَبااِغللنأباىلخيلةَاع‪،‬ن ِق َهياوُسبلاوللُُدمرجعتصايممِةِع ٌتالوأُلعلالبسمرٌّشيَّي ِرة َّي‪،‬غ ِةي‪ُ ،‬فر ُلممإهقانبجَجوا ٍمل ِ‪.‬بُة‬                                       ‫إ َّننا نحن – الم ُؤ ِمنين بالل ِه وبِلقا ِئه وب ِحسا ِبه – ومن ُمن َطلَ ِق َمس ُؤول َّي ِتنا ال ِّدين َّي ِة‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫والأ َدب َّي ِة‪ ،‬و َع ْب َر هذه الوثيقة ِ‪ُ ،‬نطا ِل ُب أن ُف َسنا وقا َد َة العا َل ِم‪ ،‬و ُص َّناعَ ال ِّسياسا ِت‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                     ‫اوفلحا َّالىدول ًَّّوَنيسَِلتاُك َّليِّوِلاةمَِّمج‪،‬نُموهاكلولاُالاح ٍلُنُقرمتتوفلد ٍُيكِّبصُِّخعرايِيِلودُدَناَوِفصلاوْوراع ًرالااا َكَلِفعتللاِّيإا ٍ‪،‬يشتاِقسباواف ََفِتلة ِفعر ِاَقومَيِرُِجَلسٍِمْعيجاِالجلمِلِّنادَّالاًّسيلِّالِدخِّادمٍِّيمياع ِلِءنووىاااونللا ََنبَلعِحَِْرفْدَّشيدن ِائالرٍِِِنرة‪،‬يثوثَانقوقالاَووفَخافِْقْةلييٍّإرِِافوعل َّأتلواماخاسلملاِّيََيجاُميقم ِنشحا ٍَّيهِل‪.‬وُوداالهملوُاتبال ِعلدأُاعُِيعُاخ َليَّو َُِِمشنة‬
    ‫الم ُؤ َّسس ِة الأسر َّي ِة وال َّتقِلي ُل منها وال َّتشكي ُك فى أهم َّي ِة َد ْو ِرهـا هو من أخ َط ِر‬
                                                                                                   ‫أمراض َعص ِرنا‪.‬‬
    ‫إ َّننا ُنؤ ِّك ُد أي ًضا على أهم َّي ِة إيقا ِظ ال ِح ِّس ال ِّدين ِّي والحاج ِة ل َب ْع ِثه ُمج َّد ًدا فى‬
    ‫ُن ُفو ِس الأجيا ِل الجديد ِة عن طري ِق ال َّتربي ِة ال َّص ِحيح ِة والتنشئ ِة ال َّسليم ِة والتحلِّى‬
    ‫بالأخلا ِق وال َّتم ُّس ِك بالتعالي ِم ال ِّدين َّي ِة ال َق ِويم ِة لم ُوا َجه ِة ال َّنزعا ِت الفرد َّي ِة والأنان َّي ِة‬                                                                                                                                                                      ‫الإنسان َّي ِة وال َع ْي ِش الم ُش َت َر ِك‪ ،‬ول ُيؤ ِّكدوا أهم َّي َتها ك َط ْو ِق َنا ٍة لل َج ِمي ِع‪ ،‬ول َيس َع ْوا فى‬
    ‫وال ِّصدا ِم َّي ِة‪ ،‬وال َّتط ُّر ِف والتع ُّص ِب الأعمى بكُ ِّل أشكا ِله و ُص َو ِره‪.‬‬                                                                                                                                                                                                           ‫َن ْشرِ هذه ال ِق َي ِم بي َن النا ِس فى ك ِّل مكان‪.‬‬
    ‫إ َّن َه َد َف الأديا ِن الأ َّو َل والأه َّم هو الإيما ُن بالله وعباد ُته‪ ،‬و َح ُّث جمي ِع ال َب َش ِر‬                                                                                                                                                                                          ‫إ َّن هذا الإعلا َن الذى يأتى ان ِطلا ًقا من َتأ ُّم ٍل َع ِمي ٍق لواق ِع عا َلِنا الم ُعا ِصرِ‬
    ‫على الإيما ِن بأ َّن هذا الكو َن َيع َت ِم ُد على إل ٍه َيحكُ ُمه‪ ،‬هو الخال ُق الذى أَ ْو َج َدنا‬                                                                                                                                                                                                ‫وتقديرِ نجاحا ِته و ُمعا َيش ِة آلا ِمه و َمآ ِسي ِه و َكوا ِر ِثه – َل ُيؤ ِم ُن إيما ًنا جاز ًما بأ َّن أه َّم‬
    ‫ب ِحكم ٍة إله َّي ٍة‪ ،‬وأَ ْع َطا َنا ِه َبةَ الحيا ِة ل ُنحا ِف َظ عليها‪ ،‬هب ًة لا َي ِح ُّق لأ ِّي إنسا ٍن أن‬                                                                                                                                                                                   ‫أسبا ِب أزم ِة العال ِم ال َي ْو َم َي ُعو ُد إلى َتغ ِيي ِب الضميرِ الإنسان ِّي وإقصا ِء الأخلا ِق‬
    ‫َين ِز َعها أو ُي َه ِّد َدها أو َي َتص َّر َف بها كما َيشا ُء‪ ،‬بل على الجمي ِع الم ُحا َفظةُ عليها‬                                                                                                                                                                                              ‫ال ِّدين َّي ِة‪ ،‬وكذلك اس ِتدعا ُء ال َّن ْز َع ِة الفرد َّي ِة وال َفلْ َسفا ِت الما ِّد َّي ِة‪ ،‬التى ُت َؤ ِّل ُه الإنسا َن‪،‬‬
    ‫من ُذ بداي ِتها وحتى نهاي ِتها الطبيع َّي ِة؛ لذا ُن ِدي ُن ُك َّل الم ُما َرسات التى ُته ِّد ُد الحيا َة؛‬                                                                                                                                                                                       ‫و َت َض ُع ال ِق َي َم الما ِّد َّيةَ ال ُّدنيو َّيةَ َم ْو ِض َع الم َبا ِد ِئ ال ُعلْ َيا والم ُتسا ِمية‪.‬‬
    ‫كالإباد ِة الجماع َّي ِة‪ ،‬وال َع َمل َّيا ِت الإرهاب َّية‪ ،‬والتهجي ِر ال َق ْس ِر ِّي‪ ،‬والم ُتا َجر ِة بالأعضا ِء‬                                                                                                                                                                                ‫إ َّننا‪ ،‬وإ ْن ُك َّنا ُنق ِّدرُ الجوان َب الإيجاب َّيةَ التى ح َّق َق ْتها َحضا َر ُتنا ال َح ِديثةُ فى‬
    ‫الب َش ِر َّي ِة‪ ،‬والإجها ِض‪ ،‬وما ُيطلَ ُق عليه الموت (اللا) رَ ِحيم‪ ،‬والسياسا ِت التى ُتش ِّج ُعها‪.‬‬                                                                                                                                                                                             ‫َمجا ِل ال ِعلْ ِم وال ِّتقني ِة والط ِّب وال ِّصناع ِة وال َّرفا ِهي ِة‪ ،‬وبخا َّص ٍة فى ال ُّد َو ِل الم ُتق ِّدم ِة‪،‬‬

‫‪65‬‬
   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69   70