Page 66 - ثقافة قانونية - العدد الرابع - للنشر الإلكتروني نهائي
P. 66
اتفداوقليياةت
– أ َّن العد َل القائ َم على الرحم ِة هو السبي ُل الواج ُب ا ِّتبا ُعه لل ُوصو ِل إلى حيا ٍة كما ُنعل ُن – وب َحز ٍم – أ َّن الأديا َن لم َتكُ ْن أبَ ًدا َبرِي ًدا لل ُح ُرو ِب أو باعث ًة لم َشا ِع ِر
كريم ٍة ،يح ُّق لكُ ِّل إنسا ٍن أن َي ْح َيا فى َك َن ِفه. الكَرا ِهي ِة والعدا ِء والتع ُّص ِب ،أو ُم ِثير ًة لل ُع ْن ِف وإراق ِة ال ِّدما ِء ،فهذه الم َآ ِسى َح ِصيلَةُ
– أ َّن الحوارَ والتفا ُه َم ونش َر ثقاف ِة التسا ُم ِح و َق ُبو ِل الآ َخ ِر والتعا ُي ِش بين الان ِحرا ِف عن التعالي ِم ال ِّدي ِن َّية ،ونتيجةُ اس ِتغلا ِل الأديا ِن فى ال ِّسيا َس ِة ،وكذا
النا ِس ،من شأ ِنه أن ُيس ِه َم فى احتوا ِء كثي ٍر من المشكلا ِت الاجتماع َّية والسياس َّية تأويلا ُت طائف ٍة من ِرجالا ِت ال ِّدي ِن – فى بعض َمرا ِح ِل التاري ِخ – م َّمن و َّظف
والاقتصاد َّية والبيئ َّية التى ُتا ِص ُر ُجز ًءا كبي ًرا من ال َب َشرِ. ال ِّدي ِن، علاق َة له ب َص ِحي ِح بما لا األ ِّهديدنا َّيٍفل َدس ْفياِعسا َّلي ٍنةا و ِاسقتللإصتايدا َّي ٍِنة بع ُضهم ال ُّش ُعو َر
– أ َّن الحوا َر بين الم ُؤ ِمنين َيع ِنى التلاق َي فى المساح ِة الهائل ِة لل ِق َي ِم ال ُّروح َّي ِة ُنطا ِل ُب َض ِّيق ٍة؛ لذا فنح ُن ُدنيو َّي ٍة من أج ِل َت ِقي ِق
والإنسان َّي ِة والاجتماع َّي ِة الم ُشت َرك ِة ،واستثمارَ ذلك فى َن ْشرِ الأخلا ِق وال َفضائ ِل الجمي َع ب َو ْق ِف استخدا ِم الأديا ِن فى تأجي ِج الكراهي ِة وال ُع ْن ِف والتط ُّر ِف والتع ُّص ِب
ال ُعلْ َيا التى تدعو إليها الأديا ُن ،و َت ُّن َب ال َج َد ِل ال َع ِقي ِم. الأعمى ،والكَ ِّف عن استخدا ِم اس ِم الله لتبريرِ أعما ِل القت ِل والتشري ِد والإرها ِب
– أ َّن حماي َة ُدو ِر العباد ِة ،من َمعا ِب َد و َكنا ِئ َس و َمسا ِج َد ،واج ٌب َتك ُفلُه ُك ُّل الأديا ِن وال َب ْط ِش؛ لإيما ِننا الم ُش َت َر ِك بأ َّن الله لم َي ْخلُ ِق النا َس ل ُي َق َّتلوا أو ل َي َتقا َتلُوا أو ُيع َّذبُوا
وال ِق َي ِم الإنسان َّي ِة والم َ َواثي ِق والأعرا ِف الدول َّي ِة ،وك ُّل محاول ٍة للتع ُّر ِض ِل ُدو ِر العباد ِة، أو ُيض َّي َق عليهم فى َحيا ِتهم و َمعا ِشهم ،وأ َّنه – َع َّز و َج َّل – فى ِغ ًنى ع َّمن ُي َدا ِف ُع
واستهدا ِفها بالاعتدا ِء أو التفجي ِر أو التهديمِ ،هى ُخرو ٌج َصرِي ٌح عن تعالي ِم عنه أو ُي ْر ِه ُب الآ َخ ِرين باس ِمه.
الأديا ِن ،وانتها ٌك واض ٌح للقواني ِن الدول َّي ِة. إ َّن هذه الوثيقة َ ،إذ َتع َت ِم ُد ُك َّل ما س َب َقها من َوثا ِئ َق عا َِل َّي ٍة َن َّب َه ْت إلى أهم َّي ِة
النا ِسَ ،سوا ٌء فى ال َّش ْر ِق أو ال َغ ْر ِب، أ َّن الإرها َب ال َب ِغي َض الذى ُيه ِّد ُد أم َن –
وال ُّر ْع ِب و َت َر ُّق ِب الأَ ْس َو ِأ ،ليس ِنتا ًجا ال َّشما ِل وال َجنو ِب ،و ُيلا ِح ُقهم بال َف َز ِع وفى َد ْو ِر الأديا ِن فى ِبنا ِء ال َّسلا ِم العالم ِّي ،فإ َّنها ُتؤ ِّك ُد الآتي:
إلى التم ُّسك ب ِق َي ِم الصحيح َة للأديا ِن َتد ُعو التعالي َم – القناع ُة الراسخةُ بأ َّن
لل ِّدين – حتى وإ ْن رَ َف َع الإرهاب ُّيون لافتا ِته و َل ِب ُسوا شارا ِته – بل هو نتيج ٌة ل َترا ُكمات المشت َر ِك ،وتكريس والأُ ُخ َّو ِة الإنسان َّي ِة وال َع ْي ِش الم ُتبا َد ِل السلام وإعلا ِء ِق َي ِم التعا ُّر ِف
ال ُف ُهو ِم الخاطئ ِة ل ُن ُصو ِص الأديا ِن و ِسياسا ِت ال ُجو ِع وال َف ْق ِر وال ُّظلْ ِم وال َب ْط ِش ال ِحكْ َم ِة وال َع ْد ِل والإحسا ِن ،وإيقا ِظ َن ْز َع ِة التد ُّين لدى ال َّن ْش ِء والشبا ِب؛ لحماي ِة
وال َّتعا ِلي؛ لذا يج ُب َو ْق ُف َد ْع ِم ال َح َركا ِت الإرهاب َّي ِة بالما ِل أو بالسلا ِح أو التخطي ِط الأجيا ِل الجديد ِة من َس ْي َط َر ِة الفكرِ الما ِّد ِّي ،ومن َخ َط ِر ِسياسا ِت التر ُّبح الأعمى
أو التبري ِر ،أو بتوفي ِر ال ِغطا ِء الإعلام ِّي لها ،واعتبارُ ذلك من ال َجرا ِئ ِم الدول َّي ِة واللا ُمبالا ِة القائم ِة على قانو ِن ال ُق َّو ِة لا على ُق َّو ِة القانو ِن.
التى ُته ِّد ُد الأَ ْم َن وال ِّسلْ َم العالم َّيين ،ويجب إدان ُة ذلك ال َّتط ُّر ِف بكُ ِّل أشكا ِله و ُص َو ِره. و ُمارَسةً ،وأ َّن ال َّتع ُّد ِد َّي َة وتعبي ًرا َح ٌّق لكُ ِّل إنسا ٍن :اعتقا ًدا وفك ًرا – أ َّن الحر َّي َة
– أ َّن مفهو َم المواطن ِة يقو ُم على الم ُساوا ِة فى الواجبا ِت وال ُحقو ِق التى َين َع ُم فى ِحكمةٌ لم َ ِشيئ ٍة إله َّي ٍة ،قد واللُّغ ِة ال ِّدي ِن واللَّ ْو ِن والجِن ِس وال ِع ْر ِق والاختلا َف فى
ِظلا ِلها الجمي ُع بالعد ِل؛ لذا َي ِج ُب العم ُل على ترسي ِخ مفهو ِم المواطن ِة الكامل ِة
فى ُمج َت َمعا ِتنا ،والتخلِّى عن الاستخدام الإقصائ ِّي لمصطلح «الأقل َّيا ِت» الذى َخلَ َق الل ُه الب َش َر عليها ،وج َعلَها أص ًل ثاب ًتا َت َتف َّرعُ عنه ُح ُقو ُق ُحر َّي ِة الاعتقا ِد،
َيح ِم ُل فى ط َّيا ِته الإحسا َس بال ُع ْز َل ِة وال ُّدون َّية ،و ُي ِّه ُد ِل ُب ُذو ِر ال ِف َ ِت وال ِّشقا ِق، وحر َّي ِة الاختلا ِف ،وتجريمِ إكرا ِه النا ِس على ِدي ٍن ب َع ْي ِنه أو ثقاف ٍة ُمح َّدد ٍة ،أو
َف ْر ِض أسلو ٍب حضار ٍّي لا َيق َبلُه الآ َخر.
أكتوبر 662024