Page 127 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 127
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
مشـتركة مـن الفـن الشـعبي وهـو التواصـل الحقيقـي بيـن المنتجـة الاقتصـاد الثقافـي ،هـذا ينـص علـى أن القـدرة
الفنـان والجمهـور ،لكنـه يختلـف عـن الفـن الشـعبي فـي هـي التـي تعطـي الشـعبية فـي أيـدي النـاس ،كقـوة
كونـه عبـارة عـن فـن فـردي ،فـن مـؤدي معـروف ،أصبـح الجمهـور ،ويؤكـد أن اشـتقاق المعانـي الحقيقيـة لا
الجمهـور فيـه كمجتمـع يعتمـد علـى مهـا ارت الفنـان ،تنتشـر فـي الاقتصـاد الثقافـي بنفـس طريقـة الثـروة التـي
وعلـى قـوة أسـلوبه الشـخصي وقيمتـه ال ارئجـة والواضحـة تفعلهـا الناحيـة الماليـة؛ لأنهـا أكثـُر صعوبـة في امتلاكها
(وبالتالـي يسـتبعد الآخريـن مـن امتلاكهـا) ،فهـي كذلـك وخبرتـه المفسـرة.
مـن الصعـب السـيطرة عليهـا لأن إنتـاج المعنـى والبهجـة قدم مفكر آخر مهم هو جون فيسـك John Fiske
ليـس هـو نفسـه إنتـاج المـادة الثقافيـة أو المـواد الأخـرى؛
لأنـه فـي الاقتصـاد الثقافـي دور المسـتهلك غيـر موجـود فـي المدرسـة البريطانيـة اتجا ًهـا مختلًفـا للغايـة ،يـرى
عنـد نهايـة نقطـة المعاملـة الاقتصاديـة التجاريـة ،إنمـا خلالـه أن الثقافـة الشـعبية تكمـن قيمتهـا فـي جاذبيتهـا
المعانـي والمعالـم تـدور بداخلهـا دون أي تمييـز حقيقـي
العالميـة ،ووفًقـا لـ Fiskeأكـد أنـه إذا كان الكثيـر مـن
بيـن المنتجيـن والمسـتهلكين. النـاس يسـتجيبون لألبـوم موسـيقي معيـن ،فـإن هـذا
تحولـت بعـد ذلـك مدرسـة برمنجهـام إلـى جامعـة مؤشـٌر لجودتـه الثقافيـة ،وبعبـارة أخـرى ،تتوافـق الشـعبية
مـع الواقـع الاجتماعـي السـائد؛ حيـث يـرى فيسـك
– Fiskeفـي الواقـع الشـعبي – أنـه مؤشـر للجـودة ،محافظـة؛ لأن الد ارسـات الثقافيـة وعلـم الاجتمـاع انهـار
والتـي ُينظـر إليهـا بشـكل عـام علـى أنهـا مثـال لضعـف فـي بدايـة القـرن الحـادي والعشـرين ،وتـم دفـن بقايـا
التميـز لانج ارفهـا إلـى الشـعبية الثقافيـة .أمـا الصناعـات الد ارسـات الثقافيـة فـي مـكان مـا فـي اللغـات الأوروبيـة،
الثقافيـة ال أرسـمالية تنتـج فقـط مجموعـة متنوعـة وواضحـة وعلى الرغم من أن علم الاجتماع هو علم «عام» ،لكنه
لـم يكـن هـذا العلـم مفتو ًحـا علـى «المنعطـف الثقافـي»، مـن المنتجـات ،وهـي فـي النهايـة مـا هـي إلا وهـم لأنهـم
وبـدلاً مـن ذلـك اقتصـر علـى الإد ارك «العلمـي» ،فـكان
جمي ًعـا يروجـون لنفـس الأيديولوجيـة ال أرسـمالية ،وفـي
قلـق جامعـة برمنجهـام للد ارسـات الثقافيـة طويـ َل المـدي، تحليلـه لمصطلـح الثقافـة الشـعبية أثبـت أن الترويـ َج أمـٌر
وأجهـزة الدولـة الأيديولوجيـة 1RAEوعلـم الاجتمـاع كان حيـوي لشـعبيته وأن التحـولات الشـعبية سـتكون ثقافيـة
( )1أجهـزة الدولـة الأيديولوجيـة هـو مصطلـح طـوره المنظـر فـي وقـت لاحـق ،وهـي تنـص علـى:
الماركســي لويــس ألتوســير للدلالــة علــى أن المؤسســات
مثـل التعليـم والكنائـس والأسـرة ووسـائل الإعـام والنقابـات أنه لا يمكن لأعمال الاقتصاد المالي أن تفسَر بشك ٍل
والقانـون ،كانـت خـارج سـيطرة الدولـة رسـميًّا ،ولكـن خدمـت كاف جميـع العوامـل الثقافيـة ،لكنهـا لا تـ ازل بحاجـة إلـى
الدولـة فـى نقـل قيمهـا ،لاسـتجواب أولئـك الأفـراد المتضررين أن تؤخـذ بعيـن الاعتبـار فـي أي اسـتطلاع ،لكـن المـادة
منهــم ،وللحفــاظ علــى النظــام فــي المجتمــع ،قبــل كل شــيء الثقافيـة لا يمكـن أن تكـون كافيـة الوصـف مـن الناحيـة
لإعــادة إنتــاج علاقــات الإنتــاج الرأســمالية .فــي المجتمعــات المالية فقط :لأن الترويج الذي يحدث لها يعد أمًار مه ًّما
الرأســمالية المعاصــرة اســتبدال التعليــم بالكنيســة باعتبارهــا
جهــاز الدولــة الأيديولوجيــة الرئيســية .بيــن الماركســيين، لشـعبيتها علـى الشـقين الاقتصـادي – الثقافـي.
تناقـض المصطلـح مـع أجهـزة قمـع الدولـة ‟للقـوات المسـلحة
والشـرطة ،وخصـص لـه دور رئيسـي لضمـان انصيـاع داخـل لأن لديها القدرة على خلق شـعبية مع قوة الجماهير
المجتمعــات الرأســمالية المتقدمــة.
( )RAEهــو تمريــن تقييــم الأبحــاث يتــم كل خمــس ســنوات
تقريبًــا بالنيابــة عــن مجالــس تمويــل التعليــم العالــي الأربعــة
127