Page 126 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 126

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                          ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫نظـًار إلـى أن د ارسـة الثقافـة الشـعبية أصبحـت شـائعة‬              ‫إن تحليـل الصحـف يـوم الأحـد لقصـص الجريمـة‬
‫فـي الد ارسـات الثقافيـة البريطانيـة‪ ،‬فإنـه حـدث صـ ارع‬             ‫والرومانسـيات المألوفـة‪ ،‬هـذا يجعـل لديهـا جمهـوًار قارًئـا‪،‬‬
‫فـي مصطلحـات «الثقافـة الشـعبية» و»الفـن الشـعبي»؛‬                  ‫يسـتطيع التعـرف علـى نفسـه وعلـى الروابـط التـي لا‬
‫لـذا كان لا بـد مـن الاعتـ ارف ب»الفـن الشـعبي المميـز»‬             ‫تـ ازل تربطـه‪ ،‬ويكـون ارضًيـا عـن الشـكل القديـم وهـم أقليـة‬
‫ضمـن «الثقافـة الشـعبية»‪ ،‬وأوضـح ذلـك ك ٌّل مـن‬                     ‫مسـتنيرة‪ ،‬والأغلبيـة فاسـدة‪ ،‬وأنـت تعـرف مـدى سـوء‬
‫سـتيوارت هـول ‪ Stuart Hall‬وبـادي وانيـل ‪Paddy‬‬                       ‫معظـم «الثقافـة الشـعبية»‪ ،‬وتعلـم أي ًضـا انهيار»الأغلبيـة‬
‫‪ Whannel‬أن الفـن الشـعبي ليـس فًّنـا حـاول وفشـل‬                    ‫الفاحشـة»‪ ،‬وكان لـدى بـورك ‪ Burke‬تنبـأ حـول القضـاء‬
‫وإنمـا هـو فـن حقيقـي‪ ،‬أمـا الفـن الـذي يتضمـن الحـدود‬              ‫علـى الضـوء والتعلـم والوصـول إلـى السـلطة القريبـة‬
‫الشـعبية فـي كتابهـم «الفنـون الشـعبية» (‪ )1964‬هـو‬                  ‫وتحقيـق والعدالـة المطلقـة للشـعب – التـي لـم تتحقـق –‬

                       ‫تعريـف جديـد للفـن الشـعبي‪.‬‬                      ‫حتـى ولـو كنـت علـى قـدر كبيـر مـن الاسـتحقاق‪.‬‬

‫ومـع الاحتفـاظ بالكثيـر مـن الدوائـر المشـتركة مـع‬                  ‫علـى الرغـم مـن وجـود توافـق فـي الآ ارء بشـأن‬

‫المعاملـة العامـة تجـاه الثقافـة الشـعبية‪ ،‬فـإن هنـاك بعـ َض الفـن الشـعبي‪ ،‬أصبـح الفـ ًن فردًّيـا وموجـوًدا داخـل ثقافـة‬
‫ال ارديكاليين أمثال طومسـون ‪ E.P. Thompson‬جاء متعلمـي التجـارة‪ ،‬وتـم تنفيـذ بعضـه مـن قبـل العناصـر‬

‫فـي الأمـام ضـد التعميـم فيمـا يتعلـق بمصطلـح الثقافـة الشـعبية‪ ،‬علـى الرغـم مـن أن الفنـان حـل محلـه الفـن‬

‫الشـعبية‪ ،‬كمـا شـرح ذلـك فـي مقدمـة تكويـن الطبقـة الشـعبي المجهول‪ ،‬وكان «الأسـلوب» هو الفن بدلاً من‬

‫العاملـة الإنجليزيـة‪ ،‬والتـي حصلـت علـى شـهرة كبيـرة‪ .‬الأسـلوب المتطـرف للجماعـة؛ لأن العلاقـات أصبحـت‬

‫أكثـر تعقيـًدا‪ ،‬ولكـن الفـن أسـهم فـي التفاعـل عـن طريـق‬            ‫إننـي أسـعى لإنقـاذ صغـار الفقـ ارء مـن الجمهـور‪،‬‬
‫تقديـم الإرشـادات والمشـاعر التـي لـم تخلـق شـخ ًصا‬                 ‫وقـد حصـد ‪ ،1 Luddite‬مـن خـال منسـوج اليـد القديـم‬
‫سـيًئا‪ ،‬بـل إنهـا تعيـد تأسـيس العلاقـة‪ ،‬علـى الرغـم مـن‬            ‫«العتيـق»‪ ،‬وهـى حرفـة «أسـطورية»‪ ،‬ومـن الموهوميـن‬
‫ذلـك لـم يعـد هـذا الفـن نتا ًجـا مباشـًار لـ»طريقـة الحيـاة»‬       ‫بهـا جوانـا سـاوثكوت ‪ Joanna Southcott‬اتبعوهـا؛‬
‫لـ»مجتمـع عضـوي» لـم يتـم إنتاجـه بواسـطة النـاس‪ ،‬لكـن‬              ‫لأن هنـاك تنـا لزاً كبيـًار مـن الأجيـال القادمـة عـن الحـرف‬
‫لا تـ ازل هـذه الطريقـة لا تنطبـق علـى الفنـون ال ارقيـة‪،‬‬           ‫اليدويـة والتقاليـد والتـى أدت إلـى موتهـا‪ ،‬فإنـه عنـد‬
                                                                    ‫النظـر إلـى الـو ارء نجـد أن هنـاك حرًبـا فـي الصناعـة‬
                             ‫فالفـن شـعبي للشـعب‪.‬‬                   ‫الجديـدة‪ ،‬قـد تكـون مثـاً تخيـا ٍت مجتمعيـة‪ ،‬نتيجـة لثـورة‬
                                                                    ‫المؤامـ ارت الخادعـة‪ ،‬لكنهـم عاشـوا فـي هـذه الأوقـات‬
‫وفًقـا لحجتهـم‪ ،‬يمكـن للثقافـة الشـعبية الجيـدة (الفـن‬
‫الشـعبي) إعـادة تأسـيس العلاقـة بيـن الفنـان والجمهـور‬

‫مـن الاضط اربـات الاجتماعيـة الحـادة‪ ،‬ولـم تكـن هـذه المسـتمع الـذي فقـد ذلـك مـع ظهـور التصنيـع والتحضـر‪.‬‬

‫ومـع ظهـور التصنيـع والتحضـر‪ ،‬تـم تصويـر الفـن‬                      ‫التطلعـات صالحـة مـن حيـث تجربتهـم الخاصـة؛ وإذا‬
‫الشـعبي الـذي هـو أسـاس الفـن التقليـدي فـي شـكل‬                    ‫كانـوا ضحايـا التاريـخ‪ ،‬فإنهـم لا ي ازلـون مصابيـن فـي‬
‫عنيـف‪ ،‬مـن خـال القيـم والمواقـف المعروفـة بالفعـل؛‬
                                                                                                     ‫حياتهـم بخسـائر‪.‬‬

‫الـذي تقيسـه وتؤكـده‪ ،‬ولكـن أظهـر هـذا شـيًئا مفاجًئـا‬              ‫(‪ )1‬عضو جماعة مح ّطمو الآلات خوفًا من إحلال الآلة مكان‬
‫للفـن وهـو صدمـة التقديـر‪ ،‬هـذا الفـن الـذي لديـه دوائـر‬                                                            ‫الإنسان‪.‬‬

                                                               ‫‪126‬‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129