Page 121 - مجلة تنوير - العدد الرابع

‫مدرسـة برمنجهـام للدراسـات الثقافيـة نظـرة عامـة‬
‫‪BIRMINGHAM SCHOOL OF CULTURAL STUDIES AN OVERVIEW‬‬

‫بقلم‪ :‬بيبين سيباستيان ‪Bibin Sebastian‬‬

‫ترجمة وتعليق‪ :‬مروة سليمان على‬

‫مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة سوهاج‬

‫‪ 1964‬كبحـث فـي الد ارسـات العليـا مـن قبـل معهـد‬ ‫ملخص‪:‬‬

‫ريتشـارد هوجـارت‪Richard Hoggart‬؛ حيـث كان‬ ‫تعـرف الد ارسـات الثقافيـة عملًّيـا «بأنهـا د ارسـة تهتـم‬
‫هدفـه الأول هـو التغلـب علـى نظريـة النخبـة الثقافيـة‬ ‫بالثقافـة بقصـد فهـم المجتمـع والسياسـة»؛ حيـث ازدهـرت‬
‫الأدبيـة‪ ،‬وكذلـك نظريـة علـم الاجتمـاع البريطانـي؛‬ ‫باعتبارهـا فرًعـا مه ًّمـا مـن فـروع المعرفـة‪ ،‬و ازدت شـهرتها‬
‫لذلـك تـم تعييـن ريتشـارد هوجـارت كأول رئيـس لـخدمات‬ ‫حتـى تمكنـت مـن صياغـة فـروع جديـدة للمعرفـة مـن‬
‫مركـز ‪( CCCS‬مركـز الد ارسـات الثقافيـة المعاصـرة)‬ ‫خـال دمـج نفسـها مـع فـروع المعرفـة الأخـرى‪ ،‬حتـى‬
‫فـي عـام ‪1964‬؛ لأنـه اهتـم بكتابـة المعالـم المختلفـة‬ ‫أصبـح لهـا تخصصـات جوهريـة باعتبارهـا فرًعـا مه ًّمـا‬
‫لهـذا المجـال الجديـد لـكل مـن يريـد الاستفسـار عنـه؛‬ ‫مـن فـروع المعرفـة؛ لأنهـا تهتـم بد ارسـة التفاصيـل حـول‬
‫لـذا اهتـم المركـز أولاً بالجوانـب التاريخيـة والفلسـفية‪،‬‬ ‫مختلـف جوانـب الد ارسـات الثقافيـة؛ لـذا تحـاول هـذه‬
‫وثانًيـا بالجوانـب الاجتماعيـة‪ ،‬وثالثًـا كان الجانـب الأكثـر‬ ‫الورقـة البحثيـة شـرَح تاريـخ ونظريـة وممارسـة مدرسـة‬
‫أهميـة هـو الأدب النقـدي‪ ،‬أمـا المنهـج الرئيسـي للمركـز‬ ‫برمنجهـام للد ارسـات الثقافيـة؛ لأن هـذه المدرسـة هـي‬
‫كان الاهتمـام بإعـادة تعريـف الثقافـة الشـعبية كمركـز‬ ‫عنصـر رئيسـي للد ارسـات الثقافيـة فـي هـذه الأيـام‪ ،‬فـا‬
‫للمعارضـة والتفـاوض مـن أجـل جماعـات المهمشـين‬ ‫يمكـن تحقيـق فهـم أفضـل للد ارسـات الثقافيـة إلا مـن‬

‫والمحرومي ـن‪.‬‬ ‫خـال تحليـل مفصـل لمدرسـة برمنجهـام‪.‬‬

‫منـذ مرحلـة مبكـرة‪ ،‬حـاول المركـز فـي برمنجهـام‬ ‫كلمــات مفتاحيــة‪ :‬الد ارسـات الثقافيـة‪ ،‬مدرسـة‬
‫تطويـر أشـكال أخـرى مـن العمـل‪ ،‬تؤكـد علـى ضـرورة‬ ‫برمنجهـام‪ ،‬النقـد الأدبـي‪ ،‬النظريـة الأدبيـة‪ ،‬نظريـة‬
‫أسـبقية فـرض ذكـر مسـتويات العمـل التـي فـي متنـاول‬
‫اليـد ويتـم تجاهلهـا؛ لأن لهـا الأولويـة «المعاصـرة»‪،‬‬ ‫الد ارسـات الثقافيـة‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫تعـد مدرسـة برمنجهـام عنصـًار رئيسـًّيا للد ارسـات ومشـروعية إضفـاء الديموق ارطيـة كصـور مختلفـة مـن‬
‫الثقافيـة فـي هـذه الأيـام؛ حيـث بـدأت رحلتهـا بتقديـم المعرفـة الأكاديميـة‪ ،‬وبـدأت بالفعـل جماعـات العمـل‬

‫خدمـات استشـارية عامـة مـن خـال (مركـز الد ارسـات (عـادة مـن سـتة إلـى عشـرة أعضـاء) بمنتديـات لمناقشـة‬
‫الثقافيـة المعاصـرة)‪ 1CCCS .‬الـذي تـم إنشـاؤه فـي عـام مشـروعات الأطروحـات الفرديـة فـي المجـالات المتصلـة‬

‫بالد ارسـات الثقافيـة‪ ،‬منهـا الد ارسـات الإعلاميـة التـي‬ ‫(‪ CCCS )1‬هـذه العبـارة صيغـت مـن قبـل ريتشـارد هوجـارت‬
‫كانـت لهـا مكانـة كبيـرة‪ ،‬تليهـا العمـل ‪ /‬العمـل الميدانـي‬ ‫فــي عــام ‪ 1964‬عندمــا أســس مركــز برمنجهــام للدراســات‬

‫الثقافيــة المعاصــرة أو الاستشــارية للخدمــات العامــة‪.‬‬

‫‪121‬‬