Page 5 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 5
التنشـئة السياسـية والـذات الوطنيـة
رؤيـة فـي تهميـش دور الأسـرة فـي العالـم العربـي
أ.د /أحمد مجدي حجازي
الهـدف مـن الد ارسـات المطروحـة ُمنصًّبـا علـى مناقشـة مدخل أولي:
قضايـا التماسـك الأسـري ،أو أنمـاط العلاقـات العائليـة،
أو العمليـات الاجتماعيـة مثـل التعـاون أو الصـ ارع أو حظـي موضـوعُ التنشـئة السياسـية باهتمـا ٍم واسـع مـن
التفـكك أو البحـث فـي أنمـاط الـزواج وأشـكاله ومعوقاتـه، ِقبـل علمـاء الاجتمـاع وبدعـم مـن المنظمـات والهيئـات
أو الوظائـف والأدوار داخـل الوحـدة الاجتماعيـة الأولـى الدوليـة ،باعتبـاره مـن أكثـر الإشـكاليات التـي تثيـر جـدلاً
(الأسـرة) فـي المجتمـع ،إلـى آخـر ذلـك (انظـر علـى بيـن المفكريـن أصحـاب الاتجاهـات النظريـة وأنصـار
سـبيل المثـال :الموضوعـات التـي نوقشـت فـي أعمـال الـرؤي الأيديولوجيـة التـي ينطلـق منهـا الباحثـون فـي
النـدوة السـنوية التاسـعة لقسـم علـم الاجتمـاع جامعـة مجـالات علـم الاجتمـاع السياسـي وعلـم السياسـة
القاهـرة« ،الأسـرة المصريـة وتحديـات العولمـة» تحريـر والاقتصـاد السياسـي ،وعلـى الرغـم مـن زخـم الد ارسـات
وتبايـن الموضوعـات المطروحـة فـي تلـك المجـالات،
أحمـد ازيـد وأحمـد مجـدي حجـازي.)2003 ، فـإن الملاحظـة الجديـرة بالبحـث مـا يتعلـق بالتنـاول
وعلـى الرغـم مـن تلـك القضايـا ومـا تمثلـه مـن أهميـة العلمـي لمفهـوم التنشـئة السياسـية مـن ناحيـة ،وكـذا
معضلـة تفسـير وظيفـة التوجيـه الاجتماعـي الـذي ُيسـهم مجتمعيـة مؤثـرة فـي مجـالات د ارسـات الأسـرة مـن
فـي تشـكيل الشـخصية بملامحهـا السياسـية مـن ناحيـة منظـور علـم الاجتمـاع ،خاصـة العائلـي ،أو فـي مجـال
أخـري؛ حيـث يتضـح التركيـز علـى تلـك الأدوار التقليديـة علـم النفـس وتشـكيل الشـخصية ،فـإن هنـاك إشـكاليات
التـي تعالـج مصـادر تكويـن الشـخصية فـي جانبهـا كبـرى وقضايـا علـى جانـب كبيـر مـن الأهميـة تتعلـق
الت ارثـي الجامـد ،وعلـى وجـه الخصـوص حيـن اسـتع ارض بد ارسـات أعمـق تخطـت الأطـر المحليـة وتنحـو نحـو
وظائـف الأسـرة ودورهـا فـي عمليـة التربيـة الاجتماعيـة الكونية الافت ارضية وانعكاسات آثارها في علم الاجتماع
أو بالأحـرى التطبيـع الاجتماعـي لم ارحـل النمـو منـذ السياسـي ،خاصـة مـع سـيادة مهـددات ومخاطـر عالميـة
الطفولـة وحتـي التـدرج فـي الم ارحـل العمريـة العليـا؛ لـذا محملـة بمتغيـ ارت عصريـة تعكـس مظاهـر التفـكك
والفوضـى وحـروب الأجيـال الحديثـة ،تلـك التـي تشـكلت، بالاطـاع علـى تلـك الد ارسـات ،يتضـح أن أعـداًدا كبيـرة
بفعـل سـيادة منـاخ تقنـي فائـق التطـور ،فهنـاك عولمـة منهـا ،خاصـة مـا ُيقـدم فـي أطروحـات الدكتـو ارة ورسـائل
ليب ارليـة كاسـحة ،ونظـام عالمـي تأسـس علـى أسـس الماجستير في المؤسسات التعليمية العليا ،أو ما ُيجرى
وشـروط جديدة ومتجددة ،وثورة معلوماتية غير مسـبوقة مـن بحـوث علميـة فـي الم اركـز البحثيـة المتخصصـة أو
المجلات العلمية المختلفة ،ينحو – في معظمه – نحو فـي التاريـخ تتدفـق بـا حـدود أو حواجـز ،وتكنولوجيـا
أسـاليب التربية السياسـية سـواء بطرق مباشـرة أحياًنا أو قائمـة علـي الاتصـالات التفاعليـة ،والإعـام الجديـد،
بصـورة غيـر مباشـرة فـي كثيـر مـن الأحيـان ،فقـد يكـون ورقمنـه الحيـاة بكاملهـا ،والشـمول الثقافـي المختـرق
5