Page 7 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 7
لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا المجلس الأعلى للثقافة
المبـادئ والقيـم المجتمعيـة الأوليـة للأطفـال فـي م ارحـل فـي اعتبـاره أن مصالـح الأمـة التـي ينتمـي إليهـا تعكـس
النمـو وحتـى التعامـل مـع المصـادر الأخـرى ومـع مصالحـه ،بـل تحققهـا.
المواقـف الحياتيـة المتشـابكة ،وإنمـا تتسـع تلـك العمليـة
بملامحهـا ومفرداتهـا وتوجهاتهـا السياسـية فتت ازيـد نمـًّوا وتشـير مقولـة الـذات الوطنيـة والتنشـئة السياسـية
مـن خـال كافـة المؤسسـات داخـل الدولـة وتنقـل مـا إلـى مؤشـ ارت ودلائـل يمكـن الإشـارة إليهـا بإيجـاز فيمـا
ُيتـاح مـن ثقافـات ومعلومـات تتدفـق مـن خـارج الحـدود
الجغ ارفيـة ،إضافـة إلـى الأحـداث الجاريـة علـى الصعيـد نوضحـه فـي التالـي:
الكونـي؛ حيـث تصبـح الفضـاءات العالميـة ،بتعـدد
م اركزهـا وأط ارفهـا ،مصـدًار قوًّيـا لتجميـع وتخزيـن ونقـل 1 -بفعل ترسيخ ثقافة العولمة وتطبيق آلياتها على
مـا ترغبـه مـن ثقافـة محملـة بأبعـاد سياسـية منفعيـة، الصعيـد الكونـي ،وبفضـل التدفـق المعلوماتـي العابـر
ليـس فقـط اعتمـاًدا علـي عـرض تقاريـر أو أخبـار دوليـة للحـدود ،والتطـور التقنـي فـي تكنولوجيـا الاتصـالات،
وأحـداث عالميـة دائـرة ،بـل عقـد لقـاءت ومناقشـات ومحـاولات تفعيـل «الشـمول الرقمـي» المعاصـر ،والـذي
وتحليـات سياسـية ،أو اسـتخدام مـواد ثريـة مـن الوسـائل بـات ُيمثـل رمـًاز للتقـدم وشـكل نو ًعـا مـن التحـدي أمـام
الإعلامية المختلفة ،وكذلك ما هو منشـور علي وسـائل العالـم حتـى فـي أط ارفـه الأقـل تطـوًار ،تحـاول كافة الدول
التواصـل الاجتماعـي لربـط مـا هـو افت ارضـي بوقائـع السـعي لمحـاكاة وسـائل التقـدم مـن خـال نقـل مظاهـره
محـددة؛ لتثبـت أنهـا حقائـق أو تحولهـا بالدعايـة إلـى أو تطبيـق أنظمتـه ،وهنـا أضحـت التنشـئة السياسـية،
وقائـع تعمـل علـى ترسـيخها فـي عقـول المتلقيـن كافـة. تمثـل عمليـة متحركـة قابلـة للتغييـر بسـبب ظهـور مناهـج
الاعـام الجديـد ( )New Mediaوفلسـفته التفاعليـة
3 -وتُعـد الهويـة المجتمعيـة والـذات السياسـية مـن مـع الجماهيـر ،ذلـك الإعـام الـذي أعطـى المسـتقبل
أهـم مكونـات الثقافـة السياسـية التـي يكتسـبها المواطـن (بكسـر البـاء) حقوًقـا للتفاعـل والتعبيـر عـن الـ أري
خـال مسـيرة حياتـه ،فهـي عمليـة ديناميكيـة مؤثـرة فـي ورد الفعـل (التغذيـة ال ارجعـة) فباتـت التنشـئة تفاعليـة
صياغـة وتشـكيل مكونـات الشـخصية الوطنيـة باعتبارهـا المنحـى تشـابكية الأطـ ارف ،تجتمـع فيهـا أدوار ووظائـف
أداة لخدمـة التنميـة السياسـية ،وهـي وإن كانـت تترسـخ متعـددة تقـوم بهـا مؤسسـات المجتمـع وقطاعاتـه ووحداتـه
بفعـل كثافـة الاسـتقبال للتطبيـع السياسـي ،إلا أنهـا الاجتماعيـة ،بدايـة مـن الخليـة الأولـى (الأسـرة) وتسـتمر
قـد تتحـرك وتتغيـر وتختلـف بسـبب عوامـل وأوضـاع مـن خـال أدوار تقـوم بهـا الهيئـات التعليميـة والتربويـة
وأحـداث مؤثـرة ،ومـن ثـم تصبـح قابلـة للتغيـر والتقويـم والإعلاميـة ،وكـذا المجتمـع المدنـي بأطيافـه المختلفـة،
بمـا يحملـه مـن تـ ارث ثقافـي ومنظومـة قيميـة وعـادات
والتعدي ـل. وتقاليـد وأعـ ارف بهـدف توجيـه أفـ ارد المجتمـع ،بتلقائيـة
متعـارف عليهـا ،أو بتوجيـه مخطـط داعـم لاسـتق ارر
4 -ولمـا كانـت التنشـئة السياسـية – فيمـا مضـي أوضـاع النظـام وتحقيـق أهدافـه الاجتماعيـة والسياسـية.
– تُعـد مـن المجـالات التـي تُوليهـا الأسـرة المصريـة
أهميـة وطنيـة ثابتـة المبـادئ ،خاصـة فـي ظـل وجـود 2 -ومـن ثـم لا تقتصـر عمليـة التنشـئة السياسـية
طبقـة وسـطي وطنيـة الهـوي ،تنظـر إليهـا بعـض الشـ ارئح علـى عاتـق الأسـرة وحدهـا ،صحيـح هـي المصـدر الأول
للوظيفـة التربويـة بمجالاتهـا المختلفـة ،وهـي التـي تنقـل
7