Page 8 - مجلة تنوير - العدد الرابع
P. 8

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬                   ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫الاجتماعيـة الأخـرى بفخـر واعتـ ازز بالوطـن‪ ،‬فتحاكيهـا التقـدم والارتقـاء الإنسـاني والحضـاري للمجتمـع‪ ،‬فالأمـر‬

‫يتطلـب ثقافـة عامـة وعلـوم متخصصـة‪ ،‬ترتكـن إلـى فهـم‬         ‫وتسـهم فـي ثبـات منظومـة القيـم الاجتماعيـة والسياسـية‪،‬‬
‫لمعنى حياة بشـر يشـعرون بـ أمنهم الإنسـاني ‪Human‬‬             ‫إلا أن ثبـات منظومـة القيـم لـم يـدم طويـا نظـًار إلـى‬
‫‪ Security‬ولـن يتأتـى ذلـك إلا بالعمـل علـي تشـكيل‬            ‫عوامـل طارئـة أو مخطـط لهـا بعنايـة وتقنيـة فائقـة‪ ،‬فهـي‬

‫عوامـل إمـا أنهـا وافـدة كثقافـة مغايـرة مخترقـة الجـدود إنسـان يملـك رؤيـة نقديـة وتشـاركية ديموق ارطيـة تسـهمان‬

‫والعقـول‪ ،‬أو هـي نتـاج لأوضـاع منهـا مـا هـو مـادي فـي مواجـه تحديـات العصـر فـي ظـل مـا يحيـط بنـا‬

‫بسـبب العـوز أو التطلـع لمظاهـر باهـرة أو البحـث عـن مـن مخاطـر عالميـة (أولـرش بيـك ومجتمـع المخاطـر)‪،‬‬
       ‫أعمال إضافية أخرى مكملة لسـد احتياجات الأسـرة‪ ،‬أو وحـول الأمـن الإنسـاني‪ :‬انظـر د ارسـتنا بعنـوان‪:‬‬

‫‪1.	Human Rights & Culture of Citizen-‬‬                        ‫لأسـباب التفكك التي انتابت الأسـرة العربية‪ ،‬أو لأشـكال‬
   ‫‪ship, Critical View, The International‬‬                    ‫التطـور الطبيعـي للمجتمعـات؛ حيـث التحـول مـن نمـط‬
   ‫‪Symposium, Cairo University 8-10‬‬                          ‫العائلـة الممتـدة إلـى نمـط الأسـرة النوويـة؛ ولتلـك العوامـل‬
   ‫‪April 2017.‬‬                                               ‫وغيرهـا تحولـت عمليـة التنشـئة الاجتماعيـة والسياسـية‬
                                                             ‫فـي داخـل الأسـرة – كمصـدر محـوري – إلـى عمليـة‬
‫	‪7 -‬ويظـل السـؤال المطـروح؛ خاصـة فـي مجتمعاتنا‬
‫ذات الملامـح الشـرقية‪ ،‬لمـاذا نتمسـك بالصـورة التقليديـة‬                               ‫هامشـية أو شـبه منعدمـة‪.‬‬
‫لـدور الأسـرة فـي الحيـاة العامـة؟ ولمـاذا نظـل كباحثيـن‬
‫في العلوم الاجتماعية والسياسـية‪ ،‬رغم كثافة المتغي ارت‬        ‫	‪5 -‬ومـن هنـا ُنلاحـظ أن الـدوَر السياسـي للأسـرة‬
‫العالميـة التـي نتعـرض لهـا‪ ،‬وانعكاسـات ذلـك علـى‬            ‫غيـر واضـح أو مشـوه‪ ،‬فتنميـة الوعـي السياسـي‪،‬‬
‫الوظائـف المتغيـرة للأسـرة المصريـة‪ ،‬نظـل نركـز علـى‬         ‫والمشـاركة السياسـية‪ ،‬والانضمـام إلـى الأحـ ازب‪ ،‬أو‬
‫الـدور الاجتماعـي التقليـدي باعتبـاره النمـوذج المثالـي‬      ‫طـرح القضايـا السياسـية‪ ،‬والتربيـة الحواريـة‪ ،‬وقبـول‬
                                                             ‫الآخـر وتبنـي الفكـر النقـدي الموضوعـي‪ ،‬كلهـا تُعـد مـن‬
                         ‫الثابـت البعيـد عـن التغيـر!‬        ‫المسـائل الغائبـة أو غيـر المطروحـة علـي مسـتوى الفكـر‬
                                                             ‫داخـل نطـاق أعضـاء الأسـرة فـي عالمنـا المعاصـر‪ ،‬إلا‬
   ‫ثالًثا‪ :‬وظائف الأسرة العربية ومتغي ارت العصر‪:‬‬             ‫فـي حـالات النضـال السياسـي رغـم أنـه يتحـول إلـى‬

‫لا جـدال فـي أن متغيـ ارت العصـر ال ارهـن‪ ،‬والتـي‬            ‫سـيولة سياسـية غيـر مكتملـة النضـج والوعـي فـي كثيـر‬
‫أشـرنا لبعـض منهـا سـابًقا‪ ،‬ومـن أكثرهـا تأثيـًار فـي‬        ‫مـن الأحـوال (ُيمكـن الرجـوع إلـى أحمـد مجـدي حجـازي‬
‫تغييـر ملامـح الأسـرة العربيـة وأداء وظائفهـا‪ ،‬نجـد‬          ‫«مـن اغتيـال شـعب إلـى اغتيـال ثـورة» القاهـرة‪ ،‬مجلـة‬
‫العولمـة والتقنيـة المعلوماتيـة وثـورة الاتصـالات‬
‫والرقميـة والتدفـق المعلوماتـي العابـر للقوميـات‪ ،‬وهـي‬           ‫الديموق ارطيـة‪ ،‬العـدد‪ ،‬السـنة ص ص ‪.)2011‬‬
‫متغيـ ارت مـن الصعـب حصرهـا ورصـد انعكاسـات‬
‫نتائجهـا علـى أدمغـة الشـعوب ال ارغبـة فـي البحـث عـن‬        ‫	‪6 -‬إذا كان لنا أن نتفق على أن السياسة هي نمط‬
‫مـكان لهـا بيـن صفـوف الـدول الأسـرع نمـًّوا وتقد ًمـا‪،‬‬      ‫حيـاة وأسـلوب معيشـي وأن التنشـئة والتربيـة الاجتماعيـة‬
                                                             ‫والسياسـية هي الوسـيلة الأساسـية التي تسـهم بوزن أكبر‬
                                                             ‫فـي تكويـن الشـخصية الوطنيـة الفاعلـة التـي تسـعي نحـو‬

                                                          ‫‪8‬‬
   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12   13