Page 11 - باب القيم بين النسبي والمطلق-مسألة الفن/الجمال والحقيقة
P. 11

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُالأستاذ‪:‬عبدالصمدحمديُُُُُُُُُُُُُُُُُ‬
             ‫هذهُالحياةُفهيُجميلة"‪ُ.‬وبالتالي‪ُ،‬فضمنُمسارُابتداعُالجميلُالمتم ّيز‪ُ،‬تتحققُغبطةُالفنانُُ‬

            ‫ومتعتهُالتيُتنشدُالمزيد‪ُ.‬فيكونُالفنُمسعىُمتواصلُنحوُغنمُل ّذةُمتعةُالوجودُوارتواءُ‬
            ‫الكيان‪ُ.‬ويكونُملاذناُمنُسلطةُوهمُالحقيقةُكماُيقصدُ"نيتشة"ُحينماُيقولُمتهكماُعلىُفهمُ‬

                                                         ‫عبدةُالأصنام‪"ُ:‬لناُالفنُحينماُتقتلناُالحقيقة"‪ُ.‬‬

            ‫أ ّما ُالتص ّور ُالفينومينولوجي ُالذي ُيخت ّص ُبه ُ"مارلوبنتي" ُلمسألة ُالفن ُوعلاقته ُبالجمالُ‬
            ‫والحقيقة‪ُ ،‬فهو ُيمثل ُمقاربة ُتحكمها ُرؤية ُمتم ّيزة ُلمنزلة ُالفنان ُكما ُيعرضها ُفي ُكتاب ُ"ُ‬
            ‫العينُوالفكر"‪ُ.‬حيثُيب ّينُهذاُالفيلسوفُأ‪ُ،‬انجذابُ"المص ّور"ُإلىُالمناظرُالتيُيشتغلُعلىُ‬
            ‫التقاطها‪ُ،‬وماُيتحسسهُبمفردهُمنُاختراقُالعالمُلهنُوتفاعلُمتبادلُبينهما‪ُ،‬يؤكدُأنُالفنانُ‬
            ‫ضمن ُممارسته ُالفن ّية ُلا ُيكون ُمتعال ُعن ُالعالم ُومنفصل ُعنه‪ُ ،‬بل ُيكون ُفي ُخض ّمهُ‬
            ‫ومختلطاُبهُتمامُالإختلاط‪ُ.‬حتىُأنُالمناظرُالتيُهيُموضوعُعملهُالفني‪ُ،‬تصيرُكماُلوُ‬
            ‫أنهاُهيُمنُيقيمُداخلُالرسامُلت ّمحيُبذلكُالمسافةُالفاصلةُبينُال ّرائيُوالمرئ ّي‪ُ،‬ويصبحُ‬
            ‫الفنان ُوموضوع ُعمله ُذات ُواحدة ُتنبض ُحيو ّية ُووجودا‪ُ .‬يقول ُ"مرلوبنتي"‪"ُ :‬أعتقد ُأنُ‬
            ‫المص ّورُينبغيُأن ُيخترقهُالعالمُلاُأنُيريدُاختراقُالعالم‪...‬إنيُأنتظرُأنُأكون ُمغموراُ‬
            ‫داخلياُومدفونا‪ُ.‬إننيُأص ّورُربماُكيُأبزغ"‪ُ.‬فالإلتحامُوالتشابكُبينُالفنانُوموضوعهُالفنيُ‬
            ‫يلغي ُكل ُالمسافات ُالفاصلة ُبينهما‪ُ ،‬بل ُإن ُذلك ُالتشابك ُهو ُالذي ُيجعل ُالفنان ُوعالمهُ‬
           ‫الجمالي ُشيئا ُواحدا‪ُ .‬وحينئذ‪ُ ،‬فنحن ُلا ُنحاكي ُالعالم ُوالطبيعة ُبواسطة ُالفن ُكم ُيرى ُ"ُُُ‬
            ‫"أرسطو"ُوُ"أفلاطون"‪ُ،‬بلُنكونُبهماُوخلالهما‪ُ.‬وحقيقةُالفنُليستُتمثيلاُللواقعنُبلُهيُ‬
            ‫الإتحادُبالواقعُوالتماثلُبهُمنُخلالُماُيكشفهُلناُمنُداخلناُوليسُمنُالخارجُكماُيبدولنا‪ُ.‬‬
            ‫وهذهُالنظرةُالتشابكيةُهيُالتيُتجعلُمجالُالفنُأكثرُشفاف ّيةُمنُمجالُالتعبيراتُالمختلفةُ‬
            ‫الأخرى‪ُ،‬إذُنحنُلاُنع ّبرُبالفنُبلُنكشفُالوجودُونكشفُأنفسناُبه‪ُ.‬إذُكلاناُمغمورُفيُ‬
            ‫الآخر‪ُ ،‬ولحظةُظهورناُلاُتتحققُإلاُمنُخلالُعمل ّيةُالتشابكُداخلُالممارسةُالفن ّيةُالتيُ‬
            ‫تزيل ُالحواجز ُبين ُالفنان ُوأثره‪ُ .‬لذلك‪ُ ،‬لا ُيكون ُمعيار ُالممارسة ُالفن ّية ُموضوعا ُمح ّدداُ‬
            ‫بشكل ُمسبق ُكالنموذج ُالرياضي‪ُ ،‬بل ُيكون ُذلك ُالمعيار ُالفني ُالذوقي ُالجمالي ُمرتهنا ُإلىُ‬
            ‫تجربةُالذاتُمنُالداخل‪ُ،‬وتفاعلهاُمعُموضوعُلذتهاُالفن ّيةُالتيُتكشفُالحقيقةُالجمال ّيةُمنُ‬
            ‫داخلُتفاعل ّيةُمتبادلةُبينُذات ّيةُالفنانُوموضوعهُالفنيُلتتجلىُحقيقتناُبالفنُوتتجلىُحقيقةُ‬

                                                                                          ‫العالم‪ُُُُ.‬‬

                                                                                                   ‫ُ‬

                                                          ‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ‪-‬ص ‪- 01‬‬
   6   7   8   9   10   11