Page 9 - باب القيم بين النسبي والمطلق-مسألة الفن/الجمال والحقيقة
P. 9

‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُالأستاذ‪:‬عبدالصمدحمدي‬
      ‫السياسي"‪ُ،‬حيثُيقول‪"ُ:‬يستحضرُالفنُالإغريقيُالمثيولوجياُالإغريق ّية‪ُ.‬أيُالطبيعةُُ‬

‫والأشكالُالإجتماع ّيةُالتيُكانتُقدُتبلورتُمنُخلالُالخيالُالشعبيُبصورةُفن ّيةُعفو ّية‪ُ.‬‬
‫هذه ُهي ُموا ّده ُالمك ّونة ُله‪...‬ولم ُيكن ُممكنا ُأن ُتش ّكل ُالمثيولوجيا ُالمصر ّية ُأبدا ُالتربة ُأوُ‬
‫ال ّرحم ُالذي ُأنشأ ُالفن ُالإغريقي"‪ُ ،‬إذ ُالمثيولوجيا ُالمصر ّية ُلا ُيمكن ُأن ُتنتج ُسوى ُفنهاُ‬
‫الخا ّص ُبمثل ُما ُأنتجت ُميثيولوجيا ُالإغريق ُف ّنها‪ُ .‬وانطلاقا ُمن ُذلك‪ُ ،‬فالعمل ُالفني ُليسُ‬
‫ضرباُمنُالإرتجالُالإعتباطيُالمنفصلُعنُواقعُالفنان‪ُ،‬وليسُنشاطاُإبداع ّياُنتجاوزُمنُ‬
‫خلالهُالتاريخُوتفاصيلُأوضاعناُالإجتماع ّيةُفيُأبعادهاُالإقتصاد ّيةُوبناهاُالطبق ّيةُوأشكالُ‬
‫الوعي‪ُ،‬بلُهوُقدرةُإنسان ّيةُعلىُعكسُذلكُالواقعُفيُماُينتجهُمنُآثارُجمال ّية‪ُ،‬تجتذبناُ‬

                                                       ‫لفرطُماُتق ّدمهُلناُمنُل ّذةُومتعة‪ُ.‬‬

‫وبالتالي‪ُ،‬فإذاُكانُلكلُمجتمعُبشر ّيُفيُالتاريخُف ّنهُالخاص‪ُ،‬كانُلاب ّدُأنُيكونُلكلُواقغُ‬
‫طبق ّيُأشكالهُومضامينهُالفن ّيةُالتي ُتع ّبرُعنه‪ُ.‬لذلك‪ُ،‬ينعكس ُواقعُالطبقاتُالتحت ّيةُفيُماُ‬
‫تبديهُتلكُالطبقاتُمنُممارساتُفن ّية‪ُ،‬فتكونُمتناقضةُمعُأشكالُومضامينُفنونُالطبقاتُ‬
‫الفوق ّيةُالتيُلاتع ّبرُسوىُعنُمصالحهاُالخا ّصةُوإيديولوجياُهيمنتهاُعلىُالطبقاتُالتحت ّية‪ُ.‬‬
‫وهكذا‪ُ ،‬تكون ُالحقائق ُالفن ّية ُم ّتسمة ُبالتن ّوع ُوالإختلاف ُالذي ُيعكس ُتن ّوع ُواختلافاتُ‬
‫المجتمعات ُوالطبقات ُكما ُأفرزها ُالواقع ُالتاريخي ُوالعوامل ُالماد ّية‪ُ .‬وهي ُتتسم ُكذلكُ‬
‫بالتناقض ُداخل ُالمجتمع ُالواحد ُتناسبا ُمع ُتناقضاته ُالإيديولوجية ُوالطبق ّية‪ُ .‬فيصبح ُمنُ‬
‫الخلفُداخلُالنظر ّيةُالماركس ّيةُأنُنتح ّدثُعنُنموذجُثابتُللقيمةُالفن ّية‪ُ.‬ولكنُهذاُالتع ّددُ‬
‫واتن ّوع ُوالتناقض ُالذي ُيعكسه ُالفن‪ُ ،‬لا ُيستبعق ُسؤالا ُعميقا ُيطرحه ُ"ماركس" ُوهو‪ُ :‬ماُ‬
‫الذيُيجعلُمنُالفنُالإغريقيُالذيُلاُينتسبُإليناُمنُجهةُماُيم ّيزُبينناُوبينهمُمنُتاريخُ‬
‫وخصوصيات ُثقاف ّية ُواجتماع ّية‪ُ ،‬يحدث ُفينا ُإلى ُليوم ُالمتعة ُالجمال ّية؟‪ُ .‬ليجيبنا ُلاحقا‪ُ ،‬بأنُ‬
‫تلكُالمتعةُتعودُدائماُإلىُ"ذكرىُطفولتناُالإنسان ّية"ُوماُتحدثهُفيناُمنُانجذابُإليهاُطالماُ‬
‫أنهاُتذكرناُبمرحلةُمنُمراحلُتاريخناُالبشريُحيثُكناُأطفالاُأسوياء‪ُ.‬وأنهُلمُيعدُبإمكانناُ‬

                                     ‫اليومُأنُنعودُلذلكُالماضيُالذيُنحفظُذكراهُمعنا‪ُ.‬‬

‫والخلاصة ُمن ُكل ُهذا‪ُ ،‬أن ُالفن ُترتبط ُحقيقته ُبتاريخه ُوراهنه ُالإجتماعي‪ُ ،‬وهو ُيأبىُ‬
‫التعالي ُعن ُمضامين ُلحظته ُلأنه ُيتح ّول ُساعتها ُإلى ُممارسة ُسخيفة‪ُ .‬وحينئذ‪ُ ،‬لا ُمعنىُ‬

     ‫لإبداعُمتح ّررُمنُواقعه‪ُ،‬ولاُمعنىُلفنُجميلُبإطلاقُلاُينبضُبنبضُقضاياُعصره‪ُ.‬‬

                                                          ‫***‪ -0‬الفن والتأويل الجمالي‪:‬‬

‫ليسُهنالكُحقائق‪ُ،‬بلُهنالكُمعان‪ُ.‬ذلكُهوُشعارُالفلسفةُالتأويل ّيةُالتيُيمكنُأنُتسعفناُفيُُ‬

                                             ‫ُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُ‪-‬ص ‪- 10‬‬
   4   5   6   7   8   9   10   11