Page 42 - مجلة التنوير - العدد الثالث - نسخة لمستخدمي الآيفون
P. 42

‫لجنة الفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا‬              ‫المجلس الأعلى للثقافة‬

‫‪ University‬التي تدافع عن امتيا ازتها في التفكير‬                                                    ‫مجلــــــــــــــــة‬
‫الحـر ضـد المطالبـة بالانخـ ارط فـي التحديـات‬
‫المجتمعيـة‪ ،‬و أرى «ديـول» أن تلـك المعارضـة هـي‬           ‫المسـاهم فـي ربـط البحـوث العلميـة المتخصصـة‬
‫فكـرة تشـوبها المغالطـات‪ ،‬وتعـد الحريـة الأكاديميـة‬             ‫بالتحديـات المجتمعيـة دون تبسـيط مخـل‪.‬‬
‫شرط ضروري لأي بحث‪ ،‬ويجب السماح للباحثين‬
‫بالتوصـل إلـى نتائـج بحثيـة لا يريـد أحـد سـماعها‪،‬‬        ‫المشـكلة الثالثـة‪ :‬يـرى مناصـرو العلـم المفتـوح‬
‫وإذا تعذر ذلك‪ ،‬فقد العلم قيمته‪ ،‬ومثل القرن التاسع‬         ‫أنـه مـن الضـروري مشـاركة كل البحـوث ونتائجهـا‬
‫عشـر وأوائل القرن العشـرون التهديد الأكبر للحرية‬          ‫مـع الجهـات الفاعلـة وأصحـاب المصلحـة ومتخـذي‬
‫الأكاديميـة فـي صـورة تدخـات الدولـة والكنيسـة فـي‬        ‫الق ارر‪ ،‬ففي الواقع إذا لم يتواصل علماء البيولوجي‬
‫المنطـق الداخلـي لعمليـة البحـث‪ ،‬أمـا فـي الوقـت‬          ‫مـع الأطبـاء‪ ،‬وإذا لـم يتواصـل علمـاء اجتمـاع‬
‫ال ارهـن‪ ،‬شـكل تدخـل الصناعـة وجماعـات الصفـوة‬            ‫التكنولوجيـا مـع مصممـي التكنولوجيـا‪ ،‬فـإن ذلـك‬
‫بالمجتمـع تهديـًدا أكثـر خطـورة للحريـة الأكاديميـة؛‬      ‫سـيعد انفصـام فـي دور العلـم المجتمعـي‪ ،‬ولكـن‬
‫لـذا فـإن معارضـة مبـادئ العلـم المفتـوح للحريـة‬          ‫هـذا ينطبـق علـى بعـض القضايـا البحثيـة‪ ،‬فعلـى‬
                                                          ‫سـبيل المثـال‪ ،‬لا يصـح أن يقـدم أحـد الباحثيـن بحثًـا‬
            ‫الأكاديميـة أمـر ‪0‬إشـكالي بطبيعتـه‪.‬‬           ‫باللغـة الهيروغرفيـة للمجتمـع المصـري حالًيـا؛ حيـث‬
                                                          ‫إن المعنييـن وأصحـاب المصلحـة والمدركيـن للغـة‬
‫وثمـة مخاطـر للعلـم المفتـوح عنـد تطبيـق‬                  ‫قـد ماتـوا منـذ قـرون‪ ،‬فـا يجـب اسـتخدامها كلغـة‬
            ‫المجتمعـات لسياسـاته‪ ،‬كالآتـي‪:‬‬                ‫فـي الكتابـة الآن‪ ،‬لكـن يجـب أن يسـتمر البحـث‬
                                                          ‫حولهـا‪ ،‬فـإذا توقـف فإننـا سـنفقد القـدرة علـى فهـم‬
‫الفشـل فـي إحـداث تغييـر إيجابـي فـي الثقافـة‪ ،‬مـا‬        ‫تلـك الثقافـة وتتبعهـا والتـي كان لهـا تأثيـر كبيـر على‬
‫يترتـب عليـه مـن انعـدام القـدرة علـى جـذب المواهـب‬       ‫التاريـخ المصـري والعالمـي‪ ،‬ولا نسـتطيع أن نجـزم‬
‫مـن أنحـاء العالـم‪ ،‬وضعـف الرعايـة المقدمـة‬               ‫فـي أي مرحلـة مـن الم ارحـل سـتصبح تلـك المعرفـة‬
                                                          ‫ذات صلـة فـي المسـتقبل والمجتمـع إلا إذا افترضنـا‬
             ‫لمجتمعـات المستكشـفين والعلمـاء‪.‬‬             ‫نظريـة خطيـة عـن بعـد لتطويـر المعرفـة‪ ،‬وبذلـك‬
                                                          ‫يتضـح أن مشـاركة أصحـاب المصلحـة والقـ ارر هـي‬
‫أن تصبـح حـركات العلـم المفتـوح داعمـة للبحـوث‬            ‫اسـت ارتيجية مهمـة لبعـض مجـالات البحـوث‪ ،‬ولكـن‬
‫العامـة التـي تعانـي مـن انعـدام التواصـل مـع‬             ‫إذا حولناهـا لمطلـب عالمـي وفـق مبـادئ العلـم‬
                                                          ‫المفتـوح فسـوف تقودنـا لإشـكالية ثقافيـة وتاريخيـة‬
 ‫المجتمـع‪ ،‬فتـزداد الفجـوة بيـن العلـم والمجتمـع‪.‬‬
                                                                                  ‫غيـر معلومـة الأضـ ارر‪.‬‬
‫مخاطـر الـا مسـاواة وعـدم المعاملـة بالمثـل‪:‬‬
‫حيـث تسـتفيد بعـض المجتمعـات مـن بيانـات نتائـج‬           ‫المشـكلة ال اربعـة‪ :‬أري «ديـول» أن العلـم‬
‫البحـوث المشـتركة علـى المسـتوى العالمـي‪ ،‬فـي‬             ‫المفتـوح يعـارض الحريـة الأكاديميـة‪Academic‬‬
‫حيـن تسـتفيد مجتمعـات أخـرى مـن البيانـات رغـم‬            ‫‪ ،Freedom‬فالمطالبـة باسـتقلالية البحـث والحريـة‬
‫أنهـا غيـُر مشـاركة فـي المسـاهمات البحثيـة ذاتهـا‪،‬‬       ‫الأكاديميـة هـي مفاهيـم الجامعـة القديمـة‪Old‬‬
‫وفـي حيـن آخـر لا تسـتفيد بعـض المجتمعـات مـن‬

   ‫المسـاهمات العلميـة رغـم أنهـا مشـتركة فيهـا‪.‬‬

                                                      ‫‪42‬‬
   37   38   39   40   41   42   43   44   45   46   47