Page 18 - التربية المقارنة_Neat
P. 18

‫ألف علمـاء المســــلمين ورحلاتهم الكثير من المؤلفـات عن البلـدان التي مروا بهـا‪ ،‬أنظمتهـا‬

                                 ‫وطرائقها الحياتية‪ ،‬و من هذه المؤلفات ‪-:‬‬

                 ‫لابن خلكان‪.‬‬     ‫‪ -‬وفيات الأعيان‬

                 ‫للإدريسي‪.‬‬       ‫‪ -‬نزهة المشتاق في اختراق الآفاق‬

                 ‫للعبدلى‪.‬‬        ‫‪ -‬الرحلة المغربية‬

                 ‫لابن حوقل‪.‬‬      ‫‪ -‬المسالك والممالك‬

                 ‫للاصطخري‪.‬‬       ‫‪ -‬مسالك الممالك‬

                 ‫لابن جبير‪.‬‬      ‫‪ -‬رحلة ابن جبير‬

                 ‫لياقوت الحموي‪.‬‬  ‫‪ -‬معجم البلدان‬

                 ‫‪ -‬تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار لابن بطوطة‪.‬‬

‫‪ -‬الإفادة و الاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة في أرض مصر للبغدادي‪.‬‬

‫كان عرض أولئك العلماء والرحالة لما رأوه في تلك البلدان ليس عرضــا ســطحيا أو وصــفاً عابراً‬

‫وإنما كان وصفاً دقيقا لكل مناحي الحياة‪ ،‬وقد ركز هؤلاء على أمرين مهمين هما‪:‬‬

‫المسـاجد والمدارس‪ ،‬وهما يعتبران من المؤسـسـات التربوية في تلك البلاد‪ ،‬فقد كانت المسـاجد في صـدر‬

‫الإســلام تعتبر جامعة تدرس فيها جميع العلوم‪ ،‬ويحضــر إليها الطلبة ليتعلموا على أيدي علماء أجلاء في‬

‫حلقات للمناقشـة‪ ،‬ومع اتسـاع رقعة العلم كان لابد من تخصـيص أمكنة ملائمة يجد فيها المعلمون مجالات‬

                                 ‫أوسع للنقاش والبحث فكانت المدارس‪.‬‬

‫والذي يؤكد صـدق هذا الحديث ما قاله " ابن جبير " الرحالة المسـلم في القرن الثاني عشـر الميلادي‬

‫في وصـفه للإسـكندرية قال ‪ " :‬إن من مناقبها ومفاخرها المدارس والممارس الموضـوعة فيها لأهل الطب‬

‫والتعبد يفدون من الأقطار النائية‪ ،‬فيلقى كل واحد منهم مســـكناً يأوى إليه‪ ،‬ومدرســـاً يعلمه الفن الذي يريد‬

                                                                                           ‫تعلمه"‪.‬‬

‫وكذلك ما ذكره ابن بطوطة في كتابـــــة " تحفة النظـــــار في غرائب الأمصـار وعجائب الأسـفار "‬

‫حيث يقـول ‪ " :‬إن أهــل الشـرق يتنـافسون في عمارة المساجد والزوايا والمدارس "‪ ،‬وكذلك قوله‪ " :‬من‬

                 ‫أراد طلب العلم أو التفرغ للعبادة وجد الإعانة التامة على ذلك ‪.‬‬

‫كما تحدث ابن بطوطة عن مدارس بغداد في القرن الثالث عشــر الميلادى (المدرســة النظاميـــــــة‬

‫والمدرسـة المسـتنصـرية ) حيث قال فيها ‪ " :‬كانت من أشـهر وأجمل مدارس العالم الهجري‪ ،‬وكانت أشـبه‬

‫بمـدينـة فيهـا أربعـة أروقـة يختص كـل منهـا بمـذهـب من مـذاهـب الســــنـة‪ ،‬وبلي عـدد طلابهـا حوالي ثلاثمـائـة‬

‫موزعين على هذه الأروقة "‪ ،‬ومما قاله أيضاً في وصفها " كـان يُد َّر ُس فيهـا المذاهب الأربعة لكل مذهب‬

‫إيوان فيه المسـجد وموضـع التدريب‪ ،‬وجلـــــوس المدرس في قبة خشـب صـغيرة على كرسـي عليه البسـط‪،‬‬

‫قائمة الموضوعات‬                                                                                ‫‪18‬‬
   13   14   15   16   17   18   19   20   21   22   23