Page 16 - التربية المقارنة_Neat
P. 16
نشأة التربية المقارنة و تطورها
تمهيد :
لقد شـــهد القرن العشـــرين اهتماماً كبيراً بجميع فروع التربية ،والتربية المقارنة كفرع من فروع
التربيـة نـالـت اهتمـامـاً متميزاً ،برز ذلـك من الكتـابـات المتعـددة لرجـال التربيـة المقـارنـة ،لإظهـار مـدى أهميـة
هذا العلم في تطوير فهم التربية بصـورة عامة من ناحية ولأهمية الدور الذي تلعبه في مسـاعدة المسـئولين
عن التعليم وواضعي خططه وبرامجه وفي توجيه الاصطلاحات التعليمية المنشـــــودة وزيـــــادة كفـــــاءة
وفعاليــة النظـم التعليمية مـن ناحية أخرى.
وكـان من أبرز التطورات الحـديثـة في ميـدان التربيـة المقـارنـة زيـادة الاهتمـام بـالإطـار النظري
للدراسات المقارنة ،و تقوم أهمية هذا الإطار على الأصول والنظريات والقوانين التي تستند إليها ،وتساعد
دارسي التربية المقارنة على تحليل ودراسة الجوانب المختلفة للعملية التربوية.
وتعتبر التربيـة المقـارنـة فرع من فروع التربيـة الحـديثـة نســــبيـا ،إذا مـا قورنـت بـالفروع الأصــــليـة
للتربية كفلسـفة التربية و تاريخ التربية ،إذ يرجع التاريخ العلمي للتربية المقارنة إلى الدراسـة العلمية التي
وضــعها مارك انطون جوليان الفرنســي عام 1817م بعنوان " مخططات ونظرات أولية لدراســة التربية
المقارنة " ،ولذا يعتبر جوليان مؤسس التربية المقارنة الحديثة ويلقب "بأبي التربية المقارنة".
ولا يعنى هـذا عـدم وجود جهود ســــابقـة في مجـال التربيـة المقـارنـة قبـل هـذا التـاريخ ،وإن كـان علمـاء
التربية المقارنة قد اتفقوا على اعتبار الفترة السـابقة لجهود مارك أنطون جوليان فترة ما قبل تاريخ التربية
المقارنة ،و يمكن تحديدها في مسارين هما:
المسار الأول :يتضمن التربية المقارنة عند علماء المسلمين في الشرق.
المسار الثاني :يتضمن التربية المقارنة عند علماء الغرب.
التربية المقارنة عند
علماء الغرب
التربية المقارنة عند
المسلمين في الشرق
قائمة الموضوعات 16