Page 26 - التربية المقارنة_Neat
P. 26

‫‪ .2‬اهتمـامهم بتحليـل العوامـل الخـارجيـة أكثر من اهتمـامهــــــــم بمقـارنـة العوامـل الـذاتيـة المتعلقـة بـالتربيـة‬
‫وأنظمتهـا ومشــــكلاتهـا‪ ،‬وبـذلـك نقلوا ميـدان البحـث من التربيـة إلى العلوم الاجتمـاعيـة الأخرى‪،‬بينمـا كـان‬

                                                    ‫بالإمكان حصر ميدان المقارنة في حدود التربية‪.‬‬
‫وبصـفة عامة يتضـح من كتابات المشـتغلين بالتربية المقارنة في النصـف الأول من القرن العشـرين‪،‬‬
‫والممثلين لمنهج القوى والعوامل في هذه المرحلة أن اهتمامهم الأكبر كان موجهاً لشــــرح أوجه التشــــابه‬

        ‫والاختلاف بين النظم التعليمية في ضوء بعدين أساسيين هما ‪ :‬البعد التاريخي والبعد الاجتماعي‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة‪ :‬مرحلة التعرف على نظم التعليم في ضوء التفسير العلمي‪ ،‬أو التجريبي (المرحلة‬
                                                             ‫التحليلية)‪-:‬‬

‫وتبدأ هذه المرحلة من منتصف القرن العشرين وحتى وقتنا الحاضر‪ ،‬حيث التقدم العلمي في مختلف‬
‫مجالات الحياة‪ ،‬وحيث التطور التكنولوجي الذي شـــمل ميادينه‪ ،‬ثم باعتبار أن التربية ميدان تطبيقي وأنها‬
‫تكنولوجيـة اجتمـاعيـة‪ ،‬ومن ثم وجـد اتجـاه يـدعو إلى التجـديـد في المعـالجـة المقـارنـة للـدراســــات التربويـة‪،‬‬
‫ويطلق على هـذه المرحلـة اســــم "المرحلـة التحليليـة " حيـث يكون الهـدف من العرض التحليلي لنظم التعليم‬
‫الأجنبية هو المساعدة في تقييم نظمنا التعليمية‪ ،‬ويركز الاهتمام في المرحلة الحالية لتطور التربية المقارنة‬
‫على البحث عن منهج علمي لدراســة التربية المقارنة‪،‬وبكثرة الكتابات عن مناهج البحث في العلم الجديد‪،‬‬

                                         ‫ومن رواد هذه المرحلة كل من موهلمان وبيريداى البولندى‪.‬‬
‫وتتميز هذه المرحلة باسـتخدام المفهوم السـليم للعلوم الاجتماعية‪ ،‬والإنسـانية‪ ،‬وأسـاليب معالجتها في‬
‫تفسـير النظم والمظاهر التعليمية اسـتخداماً علمياً باعتبار أن الظواهر التعليمية والاجتماعية ليسـت ظواهر‬
‫عشوائية‪ ،‬غير متصل بعضها بالبعض الآخر ‪ .‬بل تضمنتها أنماط يمكن تمييزها وتفسيرها‪ .‬ومن ثم ينبغي‬
‫الانتقال بالتربية المقارنة من مجرد دراسـة من الدراسـات الإنسـانية‪ ،‬إلى دراسـة تجريبية تخضـع لأسـاسـيات‬
‫المنهج العلمي التجريبي‪ ،‬وليس معنى هـذا أن هـذه المرحلـة الأخيرة هي التي تتســــم بـالنـاحيـة العلميـة دون‬
‫سواها‪ ،‬أي أن بقية المراحل لا تتسم بالعلم‪ ،‬ولكن كل مرحلة تستند إلى جانب معين من الاتجاهات العلمية‪،‬‬

           ‫سواء أكان وصفاً أم تاريخاً أم تحليلاً ثقافياً‪ ،‬بينما تركز المرحلة الأخيرة على العلم التجريبي‪.‬‬
‫وباختصـار فقد تطورت الدراسـات التربوية المقارنة خلال قرن ونصـف من مرحلة الفضـول وحب‬

      ‫الاستطلاع إلى مرحلة التحليل العلمي‪ ،‬الأمر الذي جعل هذه المرحلة تقوم على مبادﺉ ثلاثة هي ‪-:‬‬
  ‫‪ .1‬إنهاا تقوم على الجمع المتجاانس للمعلوماات القاائم على الادقاة والتميز بادلاذ من الجمع المشااااو‬

                                                                                      ‫للمعلومات‪.‬‬
             ‫‪ .2‬إنها أصبحت مهنه للاحتراف بدلاذ من كونها عملاذ إنسانياذ في التعاون والتفاهم الدولي‪.‬‬
     ‫‪ .3‬إنها أصبحت تقوم على التفسير والتحليل العلمي‪ ،‬بدلاذ من التحليل القائم على الحدس والبديهه‪.‬‬

‫قائمة الموضوعات‬  ‫‪26‬‬
   21   22   23   24   25   26   27   28   29   30   31