Page 135 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 135

‫‪،35‬‬  ‫لمحي!‪ 4‬ا !ب!د التا ا إ!ث!‬  ‫‪،00‬‬

     ‫"عملاق التوحيد ))‬

         ‫"ولقد رلم يته في‪/‬لجنة يسحب زيولم‪،‬‬
 ‫( رسول إلئه ء!يه)‬

   ‫قصة بطلنا الحالي تعود إلى العصر الجاهلي ‪ ،‬وقتها كانت العرب تتخذ من الأصنام‬
     ‫شركاءً دلّه ‪ ،‬فصنع بعض العرب آلهتهم من الحجر‪ ،‬وصنعها آخرون من الخشب ‪ ،‬ووصل‬

  ‫الأمر ببعضهم إلى عبادة اَلهةٍ مصنوعةٍ من التمر كانوا ياكلونها في وقت الجوع ! ومن بين‬
‫ركام هذا الوضع الكئيب خرج رجلٌ من قبيلة قريش يقال له (زيد بن عمرو بن نفيل )‪،‬‬

  ‫هذا الرجل نظر في حال العرب وما يعبدون من أوثان ‪ ،‬فلم تستسمغ فطرته السليمة هذا‬
   ‫الأمر‪ ،‬فتوصل هذا العربي البدوي إلى نظريةِ علميةٍ لم يتمكن فلاسفة الفرس أو علماء‬
  ‫الإغريق من التوصل إليها‪ ،‬هذه النظرية العلمية التي وضعها هذا العبقري العربي من‬
  ‫فوق رمال صحراء الجزيرة تسمى ب "نظرية الساة لإثبات توحيد اللّه " وتتلخص هذه‬

                                            ‫النظرية في كلمات بسيطة وخهها زيد بن عمرو إلى قومه قائلًا‪:‬‬
                                       ‫"الساة خلقها اللّه‪ ،‬وأنزل لها من السماء الماء‪ ،‬وأنبت‬
                                     ‫لها من الأرضر‪ ،‬الكلأ‪ ،‬ثم تذبحونها على غير ايه ‪ 3‬اللّه !؟ "‬
  ‫بالرغم من بساطة هذه النظرية التي توصل إليها هذا العربي من خلال استخدام عقله‬
 ‫فقط لتحليل عنصرِ بسيطٍ من عناصر بيئته البدوية البسيطة ‪ ،‬أرى أن هذه النظرية تفوق في‬
‫أهميتها العل!ية التجريبية كل ما كان (أفلاطون) و(أرسطو) و(سقراط ) قد توصلوا إليه‬
‫من نظريات تفسر سر "الوجود الإنساني "‪ ،‬ونحن هنا لا نتحدث عن نبي يوحى إليه‬
   ‫بحقي!ة الوحدانية ‪ ،‬بل نتحدث عن رجل عادي استخدم أهم نعمةٍ للإنسان ‪ -‬العقل‪-‬‬
                               ‫لاستنباط حقيقة الوجود التي سغلت البشَر في كل العصور‪ ،‬ومازالت!‬
   ‫ولكي نفهم معنى التوحيد الذي توصل إليه بطلنا يجب علينا أن نطلب من بساط‬
  ‫التاريخ أن يسافر بنا إلى أعماق الماضي قي صحراء العرب ‪ ،‬في ذلك الزمان أتى رجلٌ من‬
   130   131   132   133   134   135   136   137   138   139   140