Page 136 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 136
004هل ظظما 4اهة الإللللاه ،36
"بلاد الرافدين " ،وبالتحديد من مدينة "أورلما السومرية يقال له (إبراهيم بن اَزر) ،فدعى
إبراهيم الناس إلى توحيد اللّه ،ليصبح العرب بعد ذلك موحدين ،فسُمّي من كانوا على
دين إبراهيم ب "الحنيفيين " ،ولكن مع مرور السنين ذهب رجلٌ من قبيلة خزاعة اسمه
للأصنام ،فلما (عمرو بن لحي الخزاعي ) في تجارة للشام ،فرأى هناك أناسًا يسجدون
أنكر عليهم عبادتهم للأصنام من دون الله قالوا له :إننا لا نعبد الأصنام كحجارةٍ وإنما
نتقرب إلى اللّه بأرواح الأولياء والصالحين التي تسكن بداخل هذه الأصنام ،فراق لعمرو
هذا التفسير ،وطلب منهم أن يعطوه صنمًا ،فأعطوه صنمًا يسمونه (هُبل) ،فأخذه لقومه
ونشر عبادة الأصنام بين العرب .
ولنا وقفة بسيطة هنا . . . .كما نرى من هذه القصة أن العرب كانوا يعرفون أن اللّه هو
الخالق ،ولكن إمشكلتهم كانت تتمثل في كونهم كانوا يتقربون إلى اللّه بتلك الأصنام ! وإذا
كنت تستهجن على العرب القدامى عبادتهم للأصنام ،فاسأل نفسك أسئلة تعرف أنت
وحدك إجابتها :هل تتقرب إلى اللّه بقبور الأولياء الصالحين كما تقرب العرب إلى اللّه
بالأوثان ؟ هل تدعو (السيد البدوي ) لكي يزوج لك ابنتك ؟ هل تستغيث ب (المرسي)
لكي يفرج عنك الكرب ؟ هل تطلب المدد من رسول اللّه ؟ هل تقول (واللّه) أم تقول
(والنبي ) عند حلفانك ؟ !
المهم أن زيد بن عمرو أنكر على العرب عبادتهم للأصنام ،وأنكر عليهم أيضًا عادة
وأد البنات ،فكان رحمه اللّه يذهب إلى الرجل الذي يريد وأد ابنته فيقول له :لا تقتلها
واتركها تعيس وأنا أكفيك مؤونتها! ثم بعد ذلك قرر زيد بن عمرو الرحيل إلى الشام
لكي يفتش عن دين التوحيد الذي توصل إليه بعقله ،وفي الشام لم يقتنع بدين اليهود ،ولم
يقتنع بدين النصارى أيضا ،ولكن عالفا من اليهود واخر من النصارى أخبراه أن دين
التوحيد الذي ينشده هو دين إبراهيم الحنيف الذي لم يكن يعبد إلا اللّه ،عندها رفع زيد
يديه إلى السماء وقال مناجيًا ربه :اللهم إني أسهدك أني على دين إبراهيم .ثم رجع زيد
إلى مكة ،فأسند ظهره إلى الكعبة وصاح في الناس " :يا معشر قريش ! واللّه ما منكم على
دين إبراهيم غيري " ثم وقف هذا العملاق الإسلامي حائرا لا يعرف كيف يصلي له،
فأخذ يبكي من الحيرة وهو يقول " :اللهم إني لو أعلم أحب الوجوه إلعك ععدتك به