Page 137 - مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ
P. 137

‫‪137‬‬  ‫‪ ، 00‬لمحلإأ ا !ب!د ا لتا ادلمْ‬

                                                                                   ‫ولكني لا أعلم " فيخر ساجدًا أمام الكعبة!‬
     ‫وفي يومٍ من الأيام وبينما زيد بن عمرو في بلاد الشام المباركة ‪ ،‬جاءه راهب نصراني‬
  ‫علم بقصته ‪ ،‬فأخبره نبيًاأن سوف يبعث قريبًا من بلاد العرب من ولد (إسماعيل ابن‬
    ‫إبراهيم )‪ ،‬فرجع زيد إلى مكة يريد ذلك النبي ‪ ،‬العجيب أن زيدًا كان يقابل ال!نبي صك!ي! قبل‬
  ‫البعثة ويخبره بأمره وما هو عليه من دين إبراهيم ‪ ،‬ويروي العالم الفلسطيني الجليل‬
 ‫الحافظ (ابن حجر العسقلاني ) في كتابه الرائع "فتح الباري في سرح صحيح البخاري "‬
    ‫روايةً عجيبةً يرويها (عامر بن ربيعة ) يقول فيها‪" :‬قال لي زيد بن عمرو‪ :‬إني خالفت‬
 ‫قومي ‪ ،‬واتبعت ملة إبراهيم وإسماعيل وما كانا يعبدان ‪ ،‬وكانا يصليان إلى هذه القبلة‪،‬‬
  ‫وأنا أنتظر نبيا من بني إسماعيل يبعث ‪ ،‬ولا أراني أدركه ‪ ،‬وأنا أومن به وأصدقه وأسهد أنه‬

       ‫نبي ‪ ،‬وإن طالت بك حياة فأقره مني السلام ! قال عامر‪ :‬فلما أسلمت أعلمت النبي!‬
  ‫بخبره قال ‪ :‬فرد عليه السلام وترَّحم عليه ‪ ،‬وقال عليه الصلاة والسلام ‪ :‬ولقد رأيته في‬
  ‫الجنة يسحب ذيولا" ‪ .‬ثم خرج زيد بن عمرو إلى الشام مرة أخرى ‪ ،‬فوجده أحد الرهبان‬
  ‫النصارى وأخبره بأن نبي آخر الزمان الذي ينتظره قد ظهر بالفعل ‪ ،‬فلم يصدق زيد ابن‬
 ‫عمرو نفسه من سدة الفرح ‪ ،‬فأسرع نحو مكة يريد ذلك النبي الذي عاش طيلة حياته‬
 ‫يتمنى رؤيته وهو لا يعلم أنه هو نفسه محمد بن عبد اللّه ‪ ،‬ذلك الشاب الذي كان يقابله في‬

                            ‫سوارع مكة ! وبينما زيد في طريقه إلى مكة فرحًا مسرورًا‪ ،‬حدثت المأساة !‬

  ‫فقد هجم عليه مجموعة من قطاع الطرق فقتلوه ‪ ،‬فسالت الدماء منه كالشلال‬
  ‫المتدفق ‪ ،‬فلمّا أدرك أنه أصيب في مقتل ‪ ،‬نظر عملاق التوحيد زيد بن عمرو بن نفيل إلى‬
  ‫السماء وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ‪ ،‬فدعى ربه دعاءً عجيبًا ما سمعت الأرض مثله من‬
‫قبل‪ ،‬هذا الدعاء كان له أكبر الأثر في ميلاد عظيمٍ من أهم عشرة عظماء في تاريخ أمة‬

                                                                                                                    ‫محمد بن عبد اللّه!‬
  ‫فما هو سر ذلك الدعاء العجيب ؟ ومن هم أولئك العشرة الذين يُعتبرون أعظم‬
‫عشرة رجال في تاريخ الإنسانية جمعاء بعد الأنبياء؟ وما هي حكاية ذلك الصحابي البطل‬

                                       ‫الذي كان قائد فرسان المسلمين في معركة "أجنادين " المجيدة ؟ ‪+‬‬

     ‫‪.. . .. .. .. .‬‬  ‫يتبع‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142